هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهمت مصادر كردية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الجناح السياسي لوحدات الحماية الكردية "PYD"، بتسليم المعتقلين السياسيين الكرد والعرب للنظام السوري في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
وكانت قوات "الأسايش الكردية" التابعة لـ"وحدات حماية الشعب"، قد اعتقلت على مدار الأشهر والسنوات الماضية سياسيين أكراد وعرب معارضين لها في مدينة الحسكة، أقصى شمال شرقي البلاد.
وقال القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" شاهين أحمد: إن هناك معلومات تفيد بأن سلطات الأمر الواقع التابعة لـ"PYD" قامت بتسليم كافة المختطفين السياسيين من الكرد والعرب في مدينة قامشلي إلى الأجهزة الأمنية للنظام السوري.
وأكد أحمد في منشور عبر صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، أن "نفس هذه الجهة قامت في وقت سابق وأثناء هزيمتها في عفرين بتسليم المختطفين السياسيين الكرد إلى الأمن العسكري للنظام في حلب، حيث كان من بين الذين تم تسليمهم المناضل عبد الرحمن آبو، عضو اللجنة المركزية لحزبنا الديمقراطي الكردستاني السوري".
ولفت إلى أن عملية التسليم تأتي ضمن الاتفاقية التي تمت مؤخراً بين النظام وما تسمى بالإدارة الذاتية التابعة لـ"PYD"، والتي بموجبها سيتم تسليم النظام كافة الدوائر الحكومية والمؤسسات الخدمية المختلفة (السجل المدني وشعب التجنيد والدوائر التابعة لوزارات النفط والزراعة ولاتصالات والسجلات العقارية) وكذلك السجون والمقرات العسكرية والأمنية.
وفي هذا الصدد لم يستبعد عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل محمود نوح أن تقوم "PYD" بتسليم المعتقلين السياسيين الأكراد والعرب لديها للنظام السوري، خاصة أن جميع المؤسسات الأمنية مشتركة بينهما.
اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": الوحدات الكردية ستسلم إدارة الحسكة للنظام
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أنه يوجد "فئة واحدة يتم تحويلها من معتقلات وحدات "PYD" إلى معتقلات النظام السوري، حيث أن هؤلاء الأشخاص يشكلون الخطر على وجود "PYD" والنظام في المنطقة، بينما إذا اضطر الأمر يتم تصفيتهم جسديا أمثال مشعل تمو وجوان قطنة، ومحمود والي، وولات حسي".
من جهته، يرى الناشط الحقوقي في مجال حقوق الإنسان المحامي مخلف سعيد، أنه ربما قد يكون هنالك تنسيق موجود بين النظام السوري والوحدات الكردية، إلا أنه شدد على التأكد من صحة الخبر حتى الآن.
وقال في حديثه لـ"عربي21": "إنه بحسب التجارب السابقة كانت الوحدات الكردية تعتقل أشخاصا بظروف غامضة، حيث أنها كانت تسلم هذا المعتقل للنظام إذا طلب النظام ذلك، أو كان لها مصلحة أو حاجة بذلك".
وأشار سعيد إلى أن المفاوضات الأخيرة بين الطرفين وخلال الرسائل التفاوضية قد توصلا بشكل عملي لتسليم المعتقلين إلى النظام، كون النظام طلب إعادة المؤسسات الحكومية إلى المنطقة التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بما فيها مؤسسة السجون مقابل بعض الامتيازات الإدارية للوحدات الكردية ضمن شكل من اللامركزية الإدارية الموسعة يتم صناعتها في الغرف السرية بين دمشق والوحدات الكردية.
اقرأ أيضا: "الوحدات الكردية" تكثف تهريب النفط لإيران باتفاق مع الأسد
يذكر أن نشطاء سوريون كانوا قد كشفوا لـ "عربي21"، في أواخر شهر آذار/ مارس الماضي ، بأن وحدات حماية الشعب الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، سلمت النظام السوري معتقلين مدنيين ومعارضين كانوا محتجزين في سجونها بمدينة عفرين شمالي حلب.