هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، الأحد، مقالا تحدثت فيه عن سيطرة النظام السوري للجنوب، بما فيها هضبة الجولان، من خلال اتفاقيات مشابهة لاتفاق درعا، ورغبة إسرائيل بإلزام النظام السوري لاتفاقية وقف إطلاق النار عام 1974، وعودة بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة هناك.
وقالت الصحيفة، في مقال
للخبير العسكري الإسرائيلي، عاموس هرئيل، ترجمته "عربي21"، إن إعادة سيطرة قوات النظام السوري على الجنوب، ومن ضمنها
معبر نصيب "المعبر الرئيسي بين سوريا والأردن"، جاء بوتيرة متسارعة أكثر
مما كان متوقعا.
وعزت سبب استسلام المعارضة في درعا، والتي تعد مهد الثورة السورية
التي انطلقت عام 2011، إلى تنامي قوة الأسد، بعد سيطرته على مناطق عدة أخرى،
بالإضافة لسيطرته في الأيام الأخيرة على المزيد من القرى في محيط المدينة.
اقرأ أيضا: تهديد إسرائيلي باجتياح عسكري للحدود السورية
واعتبرت الصحيفة، إلى أن ما يحدث بدرعا، انتصار كبير لرئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي وصل نظامه إلى شفا الانهيار، قبل ثلاثة أعوام، حيث كان يسيطر فقط على ربع مساحة الدولة، ولكن بفضل التدخل الروسي في أيلول/ سبتمبر 2015، والقوات الإيرانية، فالنتيجة انقلبت بصورة أفضل للنظام.
وأشارت إلى "انحسار المعارضة في منطقة إدلب في الشمال السوري،
وسيطرتهم عليها، وعلى منطقة صغيرة في هضبة الجولان السورية، إضافة إلى تواجد
القوات الكردية في الشرق، إلى النظام أعاد سيطرته على المدن الرئيسية، بما في ذلك
سيطرته على الخط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط في الشمال، بالإضافة إلى الحدود مع
الأردن في الجنوب، بما فيها معبر نصيب الذي سيضمن استئنافا لتصدير البضائع
الأردنية إلى سوريا، وينعش اقتصاد الدولتين".
ولفتت الصحيفة، إلى الانجاز الذي اعتبرته كبيرا للرئيس الروسي بوتين،
والذي تستضيف بلاده مونديال كأس العالم 2018، وبذات الوقت يتلقى الانتصار العسكري
الميداني لبلاده في سوريا.
وقالت إن الرئيس الروسي بوتين، نجح في إبقاء النظام
السوري، في الوقت الذي وقفت فيه معظم دول المجتمع الدولي تطالب بتنحية النظام، مشيرة
إلى أن بوتين يسعى إلى تحقيق اتفاق سياسي جديد في سوري يعززه فيه من نفوذه، ويخدم
مصالح النظام السوري، قبيل لقاء القمة في الأسبوع القادم مع الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب.
اقرأ أيضا: هآرتس: هذا مضمون رسالة إسرائيل للنظام حول الوضع في درعا
وأشارت الصحيفة، إلى أن مسؤولون إسرائيليون، ومنهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أكدوا مؤخرا اتفاق وقف اطلاق النار في الجولان عام 1974، وإلزام السوريين فيه، في إشارة منها بعدم السماح للجيش السوري بإدخال سلاح ثقيل، إلى مناطق تخفيف تواجد القوات السورية وفق الاتفاق.
وكذلك، تأكيدهم على عودة بعثة قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة إلى تلك المنطقة، والذين غادروا الأراض السورية قبل أربع سنوات بعد سيطرة المعارضة على معظم منطقة الحدود في الجنوب السوري.
وتوقعت الصحيفة، بأن يركز النظام السوري على إعادة
السيطرة الكاملة لهضبة الجولان السورية، وإبرام اتفاقيات مماثلة لاتفاق درعا مع
المعارضة، دون سفك دماء، مشيرة إلى أنه وفي حال فشلت أي اتفاقيات أخرى في المثلث
الحدودي مع الأردن، فإن النظام قد يلجأ لاستخدام القوة هناك بدون تدخل الأردن او إسرائيل.