هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت الأنباء المتداولة حول إرسال بريطانيا قوات عسكرية إلى ليبيا بالتنسيق مع حكومة الوفاق، عدة تساؤلات عن أهدافها ومهامها وأين ستتمركز هذه القوات.
وأكد آمر قوة مكافحة الإرهاب التابعة للحكومة الليبية، محمد الزين، أنه "تقدم فعليا بطلب إلى بريطانيا للمساعدة في تدريب وتعليم مهارات جديدة لوحدة متخصصة في جهاز المكافحة، وأن الأفضل أن تتم هذه التدريبات داخل ليبيا وليس في بريطانيا".
"داعش"
وأوضح الزين، أن "سبب الطلب هو وجود مخاوف من تحركات بقايا عناصر داعش في الصحراء لإعادة تجميع صفوفهم وإنشاء قاعدة لهم من جديد، خاصة أن الحدود غير محكومة بشكل كامل، مشيرا إلى أن التعاون مع بريطانيا سيتضمن تبادل المعلومات والاستخبارات"، حسب كلامه.
وذكرت الـ "ديلي ميل" نقلا عن مصادر أمنية في لندن أن القوات البريطانية ستكون في مهمة تدريبية وليست قتالية، كون الوضع الأمني "الهش" في ليبيا، لا يسمح بتواجد بريطاني دائم داخلها، وأن نشر قوات عسكرية بريطانية لأغراض التدريب قد يحتاج إلى قوات كبيرة لحمايتها.
وأجرت بريطانيا من قبل برامج لتدريب قوات ليبية في منشآت عسكرية بمنطقة "كامبردج"، لكن هذه التدريبات توقفت، في عام 2014.
وهنا السؤال: هل ستكون القوات للتدريب فقط أم لمهام أخرى لم تعلن؟ ومن سيحمي هذا التواجد البريطاني؟ وكيف سيتعاطى معه المجتمع الدولي؟
تفاهمات واستخبارات
من جهته، قال الضابط برئاسة الأركان الليبية، عادل عبد الكافي إن "ما أعلنته بريطانيا جاء على خلفية تفاهمات وبداية اتفاقات مع آمر قوة مكافحة الإرهاب بهدف تدريب عناصر من القوة التابعة له وتطوير قدراتها القتالية في مكافحة الأعمال الإرهابية، وأن يتم الأمر داخل ليبيا".
اقرأ أيضا: السراج يتهم أطرافا إقليمية بعرقلة السلام في ليبيا.. من هم؟
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "هذه القوات العسكرية لن تشارك أو تساعد في أي مواجهات أو قتال ضد عناصر "داعش"، وستكون بعدد محدود، لكن التعاون لن يكون في مجال التدريب فقط بل سيكون أيضا تعاونا "استخباراتيا" وهذا ما تحتاجه قوات مكافحة الإرهاب الآن"، وفق تقديره.
دعم أميركي
ورأى الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد بويصير أن "هناك توجها دوليا لتطوير قوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق الليبية، وهذا تفرضه الأوضاع في ليبيا الآن، والقوات التي تتبع "الزين" ستكون هي النواة، كونها من ضمن كتائب عسكرية قليلة غير "مسيسة" ولذلك ستكون البداية منها".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أنه "أيضا سيكون هناك دعم أمريكي قريب لهذه القوات التابعة للحكومة، والهدف المعلن هو التدريب، لكنها لن تشارك في قتال لأن "الأمريكان" يقومون بذلك الآن ولا يحتاجون إلى مساعدة من قوات ليبية أو بريطانية، فهم يتكفلون بحرب "داعش""، كما قال.
تنافس أوروبي
لكن الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير أشار إلى أن "هذه القوات ستقوم بدور الداعم الأمني واللوجستي والاستخباراتي أيضا مثلما فعلت من قبل أثناء معركة "البنيان المرصوص" ضد "داعش" في مدينة سرت، مع إضافة بند التدريب".
اقرأ أيضا: رئيس وزراء إيطاليا يهاجم فرنسا ويعارض الانتخابات بليبيا
وأكد أن "هذا التطور يتجاوز الأهداف المعلنة حسب الصحيفة إلى حضور عسكري بريطاني مباشر في إطار التنافس الأوربي على النفوذ والمصالح في ليبيا، فمتى تقدمت فرنسا خطوة تبعتها بريطانيا بخطوة مماثلة، ولا أعتقد أن مجلس الأمن أو الأمم المتحدة ستعترض إذا تم الأمر بالاتفاق مع الحكومة، كما قال لـ"عربي21".