أبدى لاجئون سوريون في
مخيم
الزعتري بالأردن مخاوف من الحديث الدائر عن فتح المجال للعودة إلى
سوريا بترتيبات
دولية بعد سيطرة النظام بدعم روسي إيراني على أغلب مناطق المعارضة خاصة في الجنوب.
وتثير مسألة العودة إلى
سوريا بشكل قسري مخاوف قرابة 80 ألف لاجئ بعد سبع سنوات من الحرب.
وأشار العديد من اللاجئين في الزعتري إلى أن أبرز العقبات أمام عودتهم دمار
بيوتهم التي تركوها خلفهم وعدم الثقة بتطمينات النظام للراغبين بالعودة فضلا عن
استمرار الحرب حتى الآن.
وقال اللاجئ علي الصلخدي من قرية جاسم إن العودة الآن أمر غير وارد فالوضع أخطر من السابق بوجود الروس الداعمين للنظام بدرعا.
ويرى أن عودته الآن
ستكون خطراً على حياة أولاده الأربعة والتي كانت سببا في خروجه من سوريا.
ويضيف: "أعمل في
الأردن بمحطة لغسيل السيارات مقابل أجره يومية لا تتعدى الخمسة دنانير (7 دولارات)، وهو
مبلغ زهيد جداً، ومن غير الممكن أن أتمكن من جمع مبلغ يعينني على إعادة بناء بيتي
الذي دمرته الحرب".
ورغم الحديث عن عودة،
فإن "الصلخدي" لم يتعرض لأي ضغوطات أردنية بخصوص ذلك، كما يقول.
من جانبها قالت اللاجئة
فاطمة المكّناة بـ"أم محمد" إنها لا ترغب بالعودة إلى سوريا نهائياً،
"فنحن هربنا خوفاً من الحرب، وهي لم تنتهِ بعد.. فلماذا أفكر بالعودة؟" بحسب قولها.
وعن وضعهم في الأردن
تقول: "نحن مبسوطون ومرتاحون هنا، وعندما نعود لسوريا ستجد الحواجز الأمنية
في أي مكان. لم يتبقّ لنا بيوت هناك. الزعتري أصبح بيتنا".
وتضيف: "نحن
السوريين نسمع من بعضنا بأنهم يريدون تهجيرنا، فنقلق ونخاف رغم أن رسائل وردتنا من
مفوضية شؤون اللاجئين تؤكد بأن العودة طوعية".
لاجئ آخر يدعى إسماعيل
عزوز (42 عاماً) من قرية نوى، يقول: "لو خيرت بين العودة إلى سوريا والبقاء
هنا بالتأكيد لن أعود؛ لأن تطمينات النظام والروس غير كافية".
ويرى أنه "ليس لهم
ثقة ولا أمان. أنا لا أخاف على نفسي، وإنما على أبنائي".
من جهته، أكد محمد
الحواري، متحدث مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالأردن، أن
"خيار العودة قرار اللاجئ، ولن يكون هناك أي أمر قسري".
ويوضح لوكالة الأناضول أن
عملية بدء العودة الطوعية لم تبدأ بعد، حيث إن الشروط الأساسية من أمن واستقرار
غير متوفرة، ومن المبكر الحديث عن ذلك.
وكانت وزارة الدفاع
الروسية أرسلت فرقا إلى تركيا والأردن ولبنان، لبحث عودة السوريين إلى بلادهم.
ويُعد مخيم
"الزعتري"، أكبر مخيمات
اللجوء الخاصة بالسوريين في الأردن، ويضم نحو 80
ألف لاجئ سوري.