قال إيتمار آيخنر
المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إن "أكاديمياً إسرائيليا فرض مقاطعة
على الحكومة الإسرائيلية لأنها تمارس سياسة تكميم الأفواه، ومصادرة حرية التعبير
عن الرأي".
وأضاف في تقرير ترجمته
"
عربي21" أن "المقصود هو
المؤرخ اليهودي البروفيسور يوفال ناخ
هراري، الذي أعلن مقاطعته للقنصلية الإسرائيلية في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية، لأنها
تعتبر الذراع المتقدمة لسياسة الحكومة الإسرائيلية، التي تمارس ضغوطا على وسائل
الإعلام، وتضع قيودا أمام المفكرين والمبدعين".
وأوضح أن هراري
"دأب على تأليف العديد من الكتب الموسوعية ومنها "التاريخ الموجز
للإنسانية" و"تاريخ الغد"، وقد رفض المشاركة في فعالية للقنصلية
الإسرائيلية في لوس أنجلوس لأنها تنفذ السياسة الإسرائيلية، وتحديدا عقب سنها بعض
القوانين العنصرية مثل قانون القومية الذي يمارس تمييزا عنصريا ضد مختلف الأقليات
في الدولة".
وتعمل
القنصلية
الإسرائيلية في لوس أنجلوس في الآونة الأخيرة ضمن مشروع تحت عنوان Live Talks LA وهو شبيه بالبرنامج العالمي TED الذي يقدم سيرا ذاتية للعظماء حول العالم،
وكان من المتوقع أن تتم استضافة هراري في سبتمبر القادم عشية صدور كتابه الجديد،
وكان من المقرر أن يحاوره بيل غيتس.
المتحدثة باسم
القنصلية الإسرائيلية في لوس أنجلوس كارين إلياهو-فري توجهت إلى مدير أعمال
البروفيسور هراري، وطلبت لقاءه، لكنه أبلغها بأن هراري رغم "اعتزازه
بإسرائيليته" فإنه غير معني بالتعاون في فعاليات تنظمها القنصلية للأسباب
السابقة.
وحين ردت عليه
المتحدثة بأن القنصلية الإسرائيلية ليست جسما سياسيا أو كيانا حزبيا، بل تنفذ
سياسة تمثل جميع مواطني إسرائيل، بما فيها كل التكتلات السياسية والحزبية
الإسرائيلية، زعمت أن وزارة الخارجية لا تلاحق الآراء، ولا تكمم الأفواه، لكنه رد
عليها قائلا: على كل الأحوال، نحن نفضل ألا نشارك في فعاليات تمثل الحكومة
الإسرائيلية، طالما أنها تنتهج ذات السياسة.
الجدير بالذكر أن
البروفيسور هراري أصدر كتابه الأول الذي تمت ترجمته إلى 45 لغة حول العالم، وباع أكثر
من 1.2 مليون نسخة، وقد ركزت كتاباته التاريخية على تاريخ الإنسانية والعالم، وفي
2015 فاز بجائزة ستيميتسكي التي تمنح لكبار المؤلفين في العالم، ممن يبيعون أكبر
عدد من النسخ من مؤلفاتهم.
كما أن المشروع Live Talks LA يستضيف سنويا كبار موجهي الرأي العام من
بينهم أدباء ومخرجون سينمائيون ومترجمون وفنانون وسياسيون ومهرجون وموسيقيون ورجال
أعمال وباحثون وغيرهم، ومنذ 2010 تابع أكثر من 12 مليون إنسان فعاليات المشروع من
أكثر من 156 دولة حول العالم.