هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلقت نقابة الأطباء في تونس ما سمتها "صيحة فزع" من تواصل نفاد مخزون الأدوية الأساسية بالبلاد في القطاعين العام والخاص، وتداعياته على صحة المرضى وجودة الخدمات الصحية المقدمة.
وطالب المجلس الوطني للعمادة، في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه، السلطات بالتدخل العاجل، "واتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة أزمة الأدوية، في ظل هشاشة الوضع الصحي، وغياب إجراءات فعالة ومستدامة لإنهاء الأزمة".
وعبر نقيب الأطباء في تونس، منير مقني في حديثه لـ"عربي21"، عن مخاوفه "من التعاطي البطيء لوزارة الصحة مع أزمة الدواء، في ظل فقدان عشرات الأدوية الحياتية ومنها ما يتعلق بعمليات القلب والأمراض المزمنة".
"ديون"
وأوضح مقني أن "وصول احتياطي مخزون الأدوية لمعدل 3 أشهر في ظل عدم استقرار نسق التزويد وامتناع مخابر الأدوية عن التوزيع بسبب تراكم ديون الصيدلية المركزية، وعجزها عن سداد ديونها لدى شركات الأدوية العالمية، بات ينبئ بكارثة صحية في البلاد".
وتغطي مصانع الأدوية في تونس 48 بالمائة من الاحتياجات المحلية لهذا القطاع فيما يتم التزود بالنسبة المتبقية عبر الاستيراد من الخارج.
وبلغ حجم ديون الصيدلية المركزية، المورد الحصري للدواء في تونس، لدى مزوديها ما يناهز 800 مليون دينار(305 ملايين دولار) على غرار المستشفيات الحكومية والصناديق الاجتماعية التي تعيش بدورها أزمة مالية حادة حالت دون سدادها لديونها المتراكمة.
حملات شعبية
وكانت الجمعية التونسية "للجراحة الصدرية والقلب والشرايين" حذرت في بيان لها في 28 تموز/ يوليو 2018، من النقص الفادح في مخزون مادة "السولفات دو بروتامين" بالمستشفيات الخاصة والحكومية والتي تستخدم في إجراء عمليات القلب المفتوح.
نقص الدواء، دفع بالمواطنين لتدشين حملات على مواقع التواصل الاجتماعي عبر إطلاق هاشتاج "وينو الدواء"، و"سيب الدواء"، تحولت لمتنفس عند بعض المرضى وعائلاتهم لبث نداءات استغاثة حول أماكن تواجد الأدوية وإمكانية جلبها من الخارج عبر التونسيين في المهجر.
وتساءلت الناشطة لينا بن مهني، عن الإجراءات التي وعد وزير الصحة باتخاذها في ظل الحالة التي وصفتها بالكارثية لقطاع الصحة في البلاد.
— mayssa (@mayyssa) July 27, 2018
وندد حزب "بني وطني" ومؤسسه وزير الصحة السابق سعيد العايدي بغياب الدواء في تونس مشددا على أن الصحة حق لكل مواطن.
— بني وطني Beni Watani (@Beni_Watani) July 26, 2018
— lina ben mhenni (@benmhennilina) June 12, 2018
وسبق لوزير الصحة في تونس عماد الحمامي أن أقر بوجود أزمة دواء في تونس في تصريحات إعلامية متفرقة.
"تدابير لازمة"
لكنه أعلن مقابل ذلك، عن اتخاذ الوزارة التدابير اللازمة لضخ الحكومة الأموال للصيدلية المركزية، لتغطية العجز الفادح في سداد ديونها للمخابر الأجنبية.
وفي هذا الخصوص، أكد رئيس مدير عام الصيدلية المركزية أيمن المكي في تصريح لـ"عربي21" أن الأدوية الخاصة بعمليات القلب المفتوح وبعض الأمراض المزمنة، ستصل إلى تونس خلال اليومين القادمين.
وشدد على "وجود متابعة يومية من قبل رئيس الحكومة يوسف الشاهد، لحلحلة الأزمة، من خلال إعطاء ضمانات جدية لمخابر الأدوية الأجنبية، لتوفير السيولة المالية وخلاص مستحقاتها التي تقدر بـ 500 مليون دينار".
وأعاد المكي ارتفاع نسبة العجز المالي للصيدلية المركزية، لـ"الانزلاق الخطير للدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية، والذي كلف هذه المؤسسة العمومية 162 مليون دينار"، محذرا من "تنامي شبكات تهريب الأدوية إلى بلدان شقيقة، في ظل دعم الدولة لهذا القطاع مقارنة بدول أخرى، ما ممثل تجارة مربحة لتجار التهريب عبر الحدود".