هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر عسكرية لـ"عربي21"، عن ضغوط تركية على فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة إدلب شمال سوريا، من أجل الاندماج ضمن تشكيل واحد، يضم جميع الفصائل المسلحة ما عدا هيئة تحرير الشام.
وأشارت المصادر إلى أن المشاورات تجرى منذ أيام في العاصمة التركية أنقرة بين قيادات في المعارضة السورية ومسؤولين أتراك، حيث إن من المتوقع -وفق المصادر- أن ينتج عن المباحثات خلال الأيام المقبلة الإعلان عن التشكيل الجديد.
وكانت المصادر ذاتها قد نفت في وقت سابق لـ"عربي21"، ما تم تداوله عبر وسائل إعلام سورية محلية حول اندماج فصائل المعارضة في إدلب ضمن تشكيل موحد.
اقرأ أيضا: مصادر تنفي لـ"عربي21" اندماج فصائل المعارضة بإدلب
تجنب الحرب
من جهته، يعتقد رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أن الضغوط التركية على فصائل المعارضة هي لتجنب الحرب على إدلب، بالإضافة إلى وضع جميع الفصائل تحت مظلتها، وإنهاء حالة "الفوضى الفصائلية".
وقال لـ"عربي21"، إن "إدلب بحال ستكون تحت الوصاية التركية على إدلب، فهذا يعني إنهاء حالة الفوضى، وإبعاد الرافض للانضمام لهذا الجسم العسكري، وربما قتاله"، وفق كلامه.
واعتبر بشير أن تشكيل الجسم العسكري يأتي استكمالا لكل ما يجري في سوريا من نزع سلاح الفصائل والقبول بالتسوية المقبلة، لافتا إلى أن الروس صرحوا بأنهم ليسوا بصدد الهجوم على إدلب، وبالتالي فإن مسؤولية إدلب ستكون لتركيا، مستبعدا أن يكون الكيان العسكري الذي تطالب تركيا الفصائل بتشكيله من أجل قتال النظام.
وتعليقا على الموضوع، رأى الناشط السياسي السوري عامر الحجازي، أن تركيا تسعى إلى تلافي الأخطاء التي وقعت فيها فصائل المعارضة السورية على مدار السنوات الماضية، من خلال تشكيل كيان عسكري موحد يكون قادرا على التعامل مع تطورات المرحلة التي تشهدها الساحة السورية.
وقال في حديثه لـ"عربي21" إن نجاح تركيا في دمج فصائل المعارضة في إدلب سيساعد بشكل كبير على ترتيب البيت الداخلي لفصائل لمعارضة في إدلب، بالتالي فإن الأمر سينعكس إيجابا على الثورة السورية، حيث إن أي قرار يخص المنطقة سيكون صادرا عن تشكيل واحد منظم، وليس عن فصائل متفرقة".
وأكد أن الساحة السورية باتت اليوم بحاجة ملحة لإنهاء الفصائلية بين مختلف الفصائل العسكرية، التي ألحقت الكثير من الأذى بالثورة السورية، حيث تسبب تشتت وتشرذم هذه الفصائل في هزائم عسكرية متتالية على الأراضي السورية كافة.
اقرأ أيضا: موسكو تنفي وجود نية للهجوم على إدلب "في الوقت الحاضر"
ويأتي ذلك كله مع حملة ترويج لوسائل إعلام موالية للنظام السوري عن نية قوات الأسد والمليشيات المساندة لها بدء عمل عسكري على المحافظة، بعد الانتهاء من ملف محافظة درعا.