هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد يوم واحد من انتهاء أزمة احتجاز السياسي والأكاديمي المصري
محمد محسوب في إيطاليا؛ تفجرت قضية مشابهة بطلها أحد المصريين الهاربين من بطش
النظام العسكري الحاكم.
والجمعة، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمعارض أحمد
المقدم، بمطار "انشوان" الدولي بالعاصمة الكورية سيول، مقيدا استعدادا
لترحيله لمصر، وذلك بعد احتجاز السلطات الكورية الجنوبية له 13 يوما، ورفضها منحه
حق اللجوء السياسي بالبلد الذي يسمح للمصريين بالسفر إليه دون تأشيرة.
اقرأ أيضا: إيطاليا تطلق سراح محمد محسوب وترفض تسليمه لمصر
وضع المقدم الآن
وحول وضع المقدم وتطورات الموقف الآن، قال الناشط المصري المقيم في
سيول عبدالرحمن عاطف، "بالفعل تدخلت منظمات حقوقية الجمعة، ولكن دون
فائدة"، مضيفا أن المثير بالأمر هو أن "السلطات الكورية طلبت توقيع
المقدم على قرار ترحيله لتركيا؛ لكن المفاجأة أن الترحيل لأبوظبي وليس أنقرة".
عاطف أكد لـ"عربي21"، أن "المقدم محتجز الآن بحوزة
أفراد أمن إماراتيين"، مبينا أنه "مضرب عن الطعام كليا، وحتى كتابة هذه
السطور لم يتم ترحيله، وما زال على الأراضي الكورية داخل المطار".
وأوضح أنه طوال مدة احتجازه "قمنا بمناشدة الجهات الحقوقية
المعنية بالملف الحقوقي المصري للتدخل وما من رد"، مضيفا أنه "مع تأخر
تحرك المنظمات الحقوقية أو الجبهات الوطنية والثورية، وتدخلها اليوم فقط لم تُحدث
جدوى"، مشيرا إلى أنه "تم الرد عليهم بأنه سيتم إعادة التحقيق مع
المقدم، إلا أن المفاجأة كانت هي قرار الترحيل للإمارات".
وعن سبب فرار المعارض المصري لكوريا؛ أكد صديقه عاطف، أن المقدم
"سياسي مصري، مثل كثير المعارضين لديه عدة قضايا بمصر وكان مطاردا بالداخل
على إثرها منذ زمن"، موضحا أنه "متزوج ولديه 4 أولاد، وعمره 38 عاما
تقريبا، وأنه وصل كوريا لطلب اللجوء السياسي وبالفعل تم احتجازه كإجراء طبيعي،
ولكن تم رفض طلبه".
وقال عاطف: "نحن في كوريا الآن، لا نعلم أي مبرر أو سبب لقرار
سيول، رغم أنها قبلت قبل ذلك عددا كبيرا من طلبات اللجوء لمصريين معارضين، لكن رغم أن المقدم دخل وتم حجزه بشكل طبيعي وأظهر أدلة تعرضه للضرر بمصر ككل من
حصلوا مسبقا على حق اللجوء؛ إلا أن سبب رفض طلبه وترحيله غير واضح".
عاطف، أعلن مخاوفه من أن يطال هذا القرار معارضين مصريين آخرين في كوريا،
وقال: "بعدما حدث للمقدم اليوم ليس هناك أية آمال لمواصلة لجوء المصريين
لكوريا أو ثقة بأن السلطات لن تعيد الكرة مع آخرين"، مضيفا: "كل شيء
ممكن خاصة مع خروج مظاهرات بالشارع الكوري منذ أسبوعين ضد وجود اللاجئين".
ونقل المصري المقيم بسيول رسالة أحمد للعالم الحر والمنظمات
الدولية الحقوقية في ظل تعرض حياته للخطر بالترحيل لمصر، قائلا: "أحمد يدعو
الجميع لمساندته بالمطالبة بحقه باللجوء القانوني والإفراج عنه"، مضيفا: "ورسالتي هي عدم تحرك المطاردين لطلب اللجوء لأي دولة إلا بعد دراسة
وضعها"، مناشدا جميع المنظمات المدنية والحقوقية بسرعة التحرك لإنقاذ المقدم
من "جريمة تتم بحقه وحق الإنسانية".
يذكر أنه لكثرة أعداد المصريين المهاجرين إلى سيول مؤخرا وزيادة
نسب راغبي الحصول على حق اللجوء السياسي هناك، قررت كوريا الجنوبية فرض تأشيرة دخول
مسبقا إلى أراضيها بحق المصريين مع تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
لماذا يهرب المعارضون؟
ويواجه المعارضون المصريون بطش النظام الأمني والقتل خارج إطار
القانون والاعتقال العشوائي وتوجيه اتهامات معدة سلفا وإصدار الأحكام المسيسة، حسب
منظمات حقوقية مصرية ودولية، بينها مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات بلندن، التي اتهمت
السلطات المصرية بالسطو على القضاء، مشيرة لتهاوي منظومة العدالة والقضاء بمصر.
المقدم ليس أولهم
وأزمة المقدم كان قد تعرض لها معارضون بالخارج وتم ترحيلهم لمصر من
السودان، وإسبانيا، والسعودية، والكويت، إلى جانب أزمة الدكتور أحمد عبد الباسط
الذي اعتقلته أجهزة الأمن الأمريكية في نيسان/أبريل الماضي، من ولاية نيوجيرسي،
بعد رفض طلبه باللجوء السياسي.
وفي 3حزيران/ يونيو الماضي، رحلت إسبانيا الداعية المصري علاء
سعيد، إمام مسجد الفردوس بلوغرونو، ورئيس الاتحاد الإسلامي للأئمة والمرشدين
بإسبانيا بعد إقامة دامت 14 عاما، بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وقاموا
بتخديره بالطائرة وتسليمه للأمن المصري بمطار القاهرة، حسب المنظمة العربية لحقوق
الإنسان ببريطانيا.
ومؤخرا سلمت الخرطوم المعارض المصري محمد إبراهيم جاد، في ظل توجه السودان
لغلق الملفات الشائكة مع القاهرة ومنها وجود بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين
بأراضيها.
أخطاء المعارضين.. وهذا الحل
وحول الوسائل القانونية والحقوقية لتدويل أزمة المصريين المعارضين
بالخارج ومنحهم حق اللجوء والإقامة، في ظل رفض طلبات اللجوء الخاصة بهم وعدم قدرة
البعض الحصول على إقامة بعض الدول، قالت الأكاديمية المصرية المعارضة بأمريكا سارة
عطيفي: "للأسف لا توجد لدينا منظومة حقوقية تهتم بالمهاجرين السياسيين
بالخارج".
وقالت أستاذة العلوم السياسية لـ"عربي21"، إن " قبول
طلب لجوء المهاجرين السياسيين المصريين في بعض الدول ليس بالأمر السهل، حتى في الدول
المتقدمة والمعروفة بتصدير شعارات الحرية والعدالة مثل أمريكا"، مضيفة: "ولنا بقضية الدكتور أحمد عبد الباسط المثل، حيث إنه مازال محتجزا بفندق
وينتظر قرار قبول اللجوء من عدمه".
عطيفي، أطلقت نصيحة لكل معارضي النظام الراغبين باللجوء لبلدان
تنعم بالحرية التوجه للمفوضية العليا للاجئين الموجودة بتركيا مثلا؛ مؤكدة: "وهناك يتم عمل تحقيق بسيط للشخص للتأكد من موقفه، وبعدها يبت بالطلب وينتظر
حتى يعطوه اسم الدولة التي سيذهب لها"، مبينة أنه "بهذه المدة تصرف
المفوضية راتبا له ولأسرته حتى يتم اختيار بلد اللجوء"، محذرة من أن
"السفر العشوائي وطلب اللجوء العشوائي لهما مخاطر كثيرة، وهذا ما نراه الآن".