هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف وزير الأوقاف بحكومة الانقلاب العسكري في مصر، محمد مختار جمعة، الجمعة، عن افتتاح أكبر أكاديمية في العالم لتدريب وتأهيل الدعاة، خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، لتكون أكاديمية للتدريب وتجديد الفكر الديني في آن واحد.
وبرر "جمعة" وجود الأكاديمية بأنه يهدف "لنشر الفكر الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتشدد بأسلوب عصري، يتماشى مع ما أسماه روح ومستجدات (العصر)، وحتى يكون أبناؤنا في أيدٍ أمينة، وألا نتركهم فريسة للجماعات المتطرفة" على حد قوله.
وقال مسؤولون سابقون بالأوقاف، وباحثون مختصون في الشأن الديني، في تصريحات لـ"عربي21" إن وزير الأوقاف لا يزال في منصبه منذ مجيئه إلى الوزارة في عام 2013 ليصبح أقدم وزير في جميع حكومات الانقلاب السابقة، وإنه يضع نصب عينيه "الهيمنة" على المشهد الديني وفقا لأهواء قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وبدعم منه.
صراع مناصب
وعلق مستشار وزير الأوقاف السابق، سلامة عبدالقوي، بالقول إن "المسألة ليست صراعا بين الأوقاف والأزهر، لكن المشهد باختصار هو صراع بين شخصين، هما محمد مختار جمعة، والآخر هو أحمد الطيب، الذي أحسن إلى الأول بعد ما طردته الجمعية الشرعية عقب ثورة يناير، ثم ها هو ينكر الجميل"، مشيرا إلى أن "الأزهر سيظل أكبر مؤسسة دينية في مصر والأوقاف مؤسسة مدنية تابعة للحكومة ولن يتغير هذا الوضع".
وأضاف عبد القوي لـ"عربي21": "كل أفعال مختار جمعة سواء بعسكرة المساجد، والمنابر، والدعوة، ما هي إلا نوع من أنواع التقرب للسيسي؛ لأنه يعلم أن "الطيب" ليس على هوى السيسي"، مستطردا: "الطيب كما هو معروف للجميع أحد أبناء نظام مبارك الذي نجح السيسي في التخلص منهم إلا هو".
ولم يستبعد مستشار وزير الأوقاف السابق "أن يلجأ السيسي إلى التخلص من الطيب بأي شكل من الأشكال سواء كان قانونيا أو غير قانوني"، لافتا إلى أن "مختار جمعة كل مواقفه تدور حول تحقيق أهواء السيسي لتولي منصب مشيخة الأزهر من خلال افتعال الأزمات، ومحاولة خلق مساحة لنفسه يتمدد فيها يوما تلو الآخر حتى تأتي لحظة يتبوأ فيها هذا المنصب".
سحب بساط الأزهر
وقال الكاتب الصحفي والباحث فى الشؤون الدينية، محمد عبد الشكور، لـ"عربي21": "من الملاحظ في الفترة الحالية وجود ما يشبه التنافس بين وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر في تصدر المشهد الدعوي والخطاب الديني، رغم أن وزارة الأوقاف منوط بها الإشراف على أوقاف المسلمين، ومنها بالطبع المساجد ولا علاقة لها بتصدر المشهد الديني والخطاب الدعوي، ولكنها من خلال تحكمها في المساجد والإشراف عليها وتعيين الأئمة تحاول سحب البساط من الأزهر".
وأضاف: "وزير الأوقاف ومن خلال علاقته بالنظام يقدم نفسه على أنه راعي الخطاب الديني، ومنح لنفسه الحق في الفتوى وتصدر المشهد بكل ما يملك من أداوت عن طريق المساجد والإعلام، وبالرغم من أن مؤسسة الأزهر منذ عهد عبد الناصر وحتى الآن تابعة للأنظمة إلا أنها رغم ذلك تحاول جاهدة الاستقلال في بعض الأمور، ولم تفلح الدولة حتى الآن في بسط سيطرتها على علماء الأزهر كلهم، حتى وإن بدا غير ذلك إلا أن هناك دائما صداما تحت الرماد بين الأزهر وبين النظام".
وأردف: "تجلى ذلك في الخطاب الإعلامي التحريضي ضد الأزهر وشيخه في العام الماضي، ورغم توقف الحملة بعدها إلا أنه ظهر للكافة أن هناك ضغوطا تُمارس على المؤسسة الدينية لضمها لحظيرة سيادة النظام من أجل تغيير نصوص دينية، وأحكام فقهية، وفتاوى يريدها النظام على هواه لخدمة الغرب حتى يرضى عنه ويلتمس من خلالها شرعية يشعر بأنها مفقودة".
مؤامرة العسكر
وفند رئيس حزب الأصالة، إيهاب شيحة، المؤامرة التي تحاك ضد "الأزهر"، قائلا: "سيظل الأزهر منارة الإسلام في العالم، وكما كان على مر العصور، فرغم كل محاولات تسييس (الأزهر) ثم تحجيمه ثم تقزيم دوره ثم إهانة رمزيته منذ عبد الناصر إلى السيسي إلا أنه كان ومازال بفضل الله وبفضل رجال سخرهم الله لإيصال رسالة الإسلام للعالم المنار والرمز".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ما يحدث الآن حولنا وعلى كل الأصعدة يؤكد صهيونية السيسي أكثر من الصهاينة أنفسهم؛ لذا فلا أتعجب من أن يكون أكثر فُجرا من سابقيه فى محاولة القضاء تماما على الأزهر، ولم لا ولديه تابع ضئيل بدرجة وزير أوقاف على استعداد ليفعل أي شيء (باسم الدين) ليحافظ على الكرسي، ولذلك هو الوزير الوحيد المستمر مع السيسي منذ انقلابه في الثالث من يوليو إلى الآن".
وتابع: "الشؤون الدينية في مصر مسؤولية الأزهر، ولما كان منصب شيخ الأزهر له رمزيته وحصانته الدستورية فقد كانت وزارة الأوقاف المختصة بإدارة الأوقاف لتكون ممثلا للشؤون الإسلامية، لكن سيظل الأزهر هو الأزهر، وسيظل مختار جمعه في حجمه (القزم) كرئيسه مهما أسس من أكاديميات أو معاهد تحت أي مسمى".