هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسارع العراق الخطى، لإنهاء ملف ديونها الخارجية لا سيما بعدما أثقل كاهلها، على مدى السنوات الماضية، وأدت في نهاية المطاف إلى موجة احتجاجات عارمة تشهدها البلاد حاليا.
لكن العراق الذي عانى ماليا في السنوات الماضية من
تراجع أسعار النفط، يتطلع حاليا إلى طي صفحة الديون وكذلك الحرب، والانطلاق نحو
إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية، مشرعا أبوابه أمام الشركات الأجنبية والمستثمرين.
وقال المستشار الاقتصادي للحكومة العراقية مظهر محمد
صالح، إن "نسبة من ديون العراق خارجية، انتقلت من النظام العراقي السابق،
وبالتالي فهي متوارثة".
وأضاف أن "هذه الديون الخارجية تقدر بنحو 40
مليار دولار، وبموجب اتفاقية نادي باريس يجب شطب 90 بالمئة من هذه الديون، منوها
إلى أن هذه الدول لا تطالب بهذه الديون، ولا تجلس على طاولة حوار لتسويته، لكن
نعتقد أنها في طريقها إلى الشطب".
اقرأ أيضا: بالأرقام.. كيف تسببت السرقة والفساد في تفاقم ديون العراق؟
وتابع: "دولة الإمارات تعهدت شفاهية بشطب
ديونها على العراق بنسبة 100 بالمئة، وهي بحدود 4 إلى 5 مليارات دولار، بشرط اتخاذ
بقية الدول خطوة مماثلة".
وزاد: "بينما هناك نسبة من الديون، داخلية،
وتقدر بنحو 38 مليار دولار، اقترضتها وزارة المالية من الجهاز المصرفي الحكومي،
خلال السنوات الأخيرة، نتيجة تراجع أسعار النفط".
وأشار صالح إلى أن "هناك ديونا متفرقة أخرى
لصالح صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وبلدان مجموعة السبع (الدول الصناعية
الكبرى)، وقروض أسواق المال، وديون أخرى ترتبت على البلد جراء الحرب ضد تنظيم
الدولة، لا تتعدى 15 مليار دولار".
مكاسب النفط
وحول العوائد المتوقع جنيها جراء ارتفاعات النفط
الأخيرة، قال مظهر صالح إن "أي إيرادات أخرى يتم جنيها من زيادة أسعار النفط،
لن يتم احتسابها في الميزانية المالية، وإنما تسجل كإيرادات تحويلية ولها أبواب
صرف".
ويتابع: "على سبيل المثال، هناك عجز في
الميزانية بقيمة 12.5 تريليون دينار (10.58 مليارات دولار)، لذا يتم تغطية العجز
من الفائض، وما يتبقى من ذلك لا يمكن التصرف به إلا من خلال ميزانية تكميلية تقر
في البرلمان (مجلس الشعب)".
ويبين "إذا لم يتمكن العراق من إقرار ميزانية
تكميلية بموجب قانون الإدارة المالية رقم 95 لسنة 2004 ولأسباب مختلفة قد تتمثل
بتأخر تشكيل البرلمان، فإن أي مبالغ فائضة لم تصرف في 2018 تعد رصيدا افتتاحيا
لموازنة 2019".
وحددت موازنة العام الجاري للعراق، سعرا تقديريا
للنفط الخام عند 45 دولارا للبرميل الواحد، بحيث تشكل إيرادات بيع الخام نحو 95
بالمئة من نفقات الدولة، إلا أن أسعار النفط ارتفعت إلى 70 دولارا للبرميل، ما
يعني زيادة في الإيرادات المالية.
موازنة 2019
وبدد المستشار الاقتصادي للحكومة، مخاوف استمرار
تأخر البرلمان المنتخب حديثا بانعقاد جلساته نتيجة إجراءات التحقق من الطعون
الكثيرة المقدمة ضد نزاهة الانتخابات التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي.
ويضيف: "الموازنة تعد حاليا من طرف وزارة
المالية، وفق قانون الإدارة المالية والسياقات الدستورية، وفي أيلول/ سبتمبر
المقبل ستكون جاهزة للعرض، وفي الشهر الذي يليه تقدم إلى مجلس الوزراء، ومن ثم
ترفع إلى البرلمان".
ويقول مظهر صالح إن "الاحتياطي لدى البنك
المركزي بدأ بالارتفاع مجددا، خلال العام الماضي، مع بدء تعافي أسعار النفط، ليصبح
الآن 56 مليار دولار، وهو آخذ في الزيادة".
اقرأ أيضا: ديون العراق تقفز لـ 60 مليار.. ماذا تفعل مع خسائر النفط ؟
وأعلن البنك المركزي العراقي، مؤخرا أن احتياطي العملة الأجنبية ارتفع خلال حزيران/ يونيو الماضي إلى 55.7 مليار دولار.
وتأرجح احتياطي البنك المركزي العراقي من العملة
الأجنبية خلال السنوات القليلة الماضية مع هبوط أسعار الخام في الأسواق العالمية،
نظرا لاعتماد البلاد بصورة شبه كلية على إيرادات النفط.
ومع تهاوي أسعار النفط منذ منتصف 2014، تزامنا مع
دخول البلد في حرب طاحنة مع تنظيم الدولة، انخفضت إيرادات البلاد ومعها احتياطي
العملة الأجنبية إلى نحو 40 مليار دولار.
تعهدات مالية
وحول الاتهامات بفشل مؤتمر المانحين لإعمار العراق،
الذي احتضنته الكويت منتصف شباط/ فبراير الماضي، بين صالح أن "التعهدات
المالية التي حصل عليها العراق تقدر بـ30 مليار دولار.
وسعى العراق خلال مؤتمر الكويت، للحصول على أموال
واستثمارات بقيمة تصل إلى 88 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمرته الحرب ضد تنظيم
الدولة، على مدى الثلاث سنوات الأخيرة.
ويقول صالح إن "أكبر التعهدات قدمتها كل من
السعودية والامارات والكويت وتركيا"،
موضحا أن "هناك خطة لعشر سنوات قادمة تتضمن إعمار المناطق المتضررة، سيتم
تمويلها عبر مؤتمر المانحين وميزانيات الدولة للسنوات المقبلة".
ويحتل العراق المرتبة 166 من بين 176 دولة على لائحة
البلدان الأكثر فسادا، بحسب آخر لائحة أصدرتها منظمة الشفافية الدولية.