هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عندما التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي الشهر الماضي؛ فإن ترامب عبّر عن أسفه لسوء العلاقات بين واشنطن وموسكو وبشّر بانتهاء التوتر بين البلدين وبداية عهد جديد من التعاون بينهما.
وجاء كلامه هذا بعد إعلانه عن شكوك في تدخل روسيا في نتيجة الانتخابات الأمريكية عام 2016 حيث "اختار" تصديق كلام بوتين الذي نفى أن تكون بلاده تدخلت في انتخابات الرئاسة التي فاز بها ترامب على أن يصدق وكالات الاستخبارات في بلاده التي يترأسها بصفته القائد الأعلى، والتي أكدت التدخل الروسي في الانتخابات.
إقرأ أيضا: ترامب: روسيا والاتحاد الأوروبي والصين "أعداء لأمريكا"
وترى كاثرين فيليب في تقرير بصحيفة "التايمز" ترجمته "عربي21"، أن تصريحات ترامب وضعته أمام تساؤلات جديدة بشأن "تملقه" لنظيره الروسي.
وتقول فيليب إن ترامب لم يكن موجودا الأسبوع الماضي عندما اجتمع رؤساء أربعة أجهزة استخبارات أمريكية لتأكيد تهديد تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية القادمة. وقال دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية عن روسيا إن "التهديد حقيقي وهو مستمر". وحذرت كريستينا نيلسون، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، من أن الأنشطة الروسية "تعرض الديمقراطية الأمريكية للخطر".
وقالت فيليب إنه يبدو أن ترامب غير راغب بتوجيه أي انتقاد للكرملين، لكن كبار مستشاريه للأمن القومي طالبوا بمواصلة الضغوط على موسكو على الرغم من مطالبة رئيسهم بالعكس.
إقرأ أيضا: ترامب يرفض نشر وثيقة سرية للديمقراطيين بشأن التدخل الروسي
وتنقل عن مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق في موسكوك قوله إن الولايات المتحدة على ما يبدو تنتهج سياستين إزاء روسيا، إحداهما تمثلها الإدارة الأمريكية، والأخرى تمثلها مواقف الرئيس.
وترى فيليب أن العقوبات المطبقة على روسيا بشأن تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكربيل أدخلت عاملا جديدا في التعامل بين روسيا والولايات المتحدة، وهو دور القانون ونفوذ المؤسسات الأمريكية في تقييد يد الرئيس.
وتطبيق العقوبات على موسكو لم يكن خيار ترامب، ويأتي من قرار للكونغرس صدر عام 1991 بفرض عقوبات على أي بلد يثبت استخدامه للسلاح الكيميائي أو البيولوجي. ويفصّل قانون العقوبات ما يجب عمله من أجل تنفيذها..
وفي حالة عدم الانصياع فإن لدى الحكومة إجراءات أكثر قسوة يمكنها اللجوء اليها خلال ثلاثة أشهر. وبدأ الطريق إليها بعدما وافقت أمريكا مع بريطانيا على التقييم أن موسكو هي وراء محاولة تسميم العميل سكريبال وابنته.
وعندما نُصح ترامب باتباع قرار بريطانيا والاتحاد الأوروبي بطرد الدبلوماسيين الروس؛ فإنه وافق ضد رغبته. وكان يعتقد أن بلاده ستطرد نفس العدد الذي طردته بريطانيا وفرنسا، وردّ غاضبا عندما اكتشف أن العدد كان أكبر.
وتختتم "التايمز" التقرير بقولها إن ترامب يتعلم الدرس الذي يجب أن يعيه، وهو أن القانون يمكنه أن يقيد يدي الرئيس نفسه.