هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت في صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لمراسلتها لويزا غالاغان، تقول فيه إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأ عملية له ضد آخر ملجأ للمدنيين السوريين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المدنيين السوريين الذين يعيشون في منطقة خاضعة لسيطرة الجهاديين يواجهون هجوما محتوما من النظام، بعد مقتل 41 شخصا، معظمهم من الأطفال، بسبب القصف.
وتقول غالاغان إن النظام السوري والطيران الروسي كثفا من الغارات الجوية والقصف المدفعي يوم الجمعة، فيما يعتقد أنها بداية الحملة، بالإضافة إلى أنه تم تعزيز قوات النخبة التابعة للنظام تحضيرا للهجوم، مشيرة إلى أن استعادة إدلب تعد آخر مراحل الحرب التي استمرت على مدى السنوات السبع الماضية.
وتكشف "صندي تايمز" عن الدراما التي جرت خلف الكواليس، التي تعد واحدا من أهم معالم الحرب، والقرار الأمريكي البريطاني بعدم التدخل في النزاع، وذلك بعد الهجمات الكيماوية في الغوطة الشرقية في آب/ أغسطس 2013، وبعد مقتل أكثر من ألف مدني نتيجة لغاز السارين.
ويلفت التقرير إلى أن كتابا لأنتوني شيلدون يكشف عن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حاول في عدد من المكالمات إقناع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، بتحشيد الدعم لعملية انتقامية ضد النظام.
وتورد الكاتبة نقلا عن كاميرون، الذي قطع إجازته الصيفية، قوله لمساعديه: "في المرة المقبلة التي سأسأل فيها الرئيس حول الهجمات الكيماوية قولوا اذهب إلى سرير التشمس ونم"، ونظر إلى الحصانة من الجريمة على أنها خط أخضر لنظام الأسد الوحشي وداعميه الروس.
وتفيد الصحيفة بأن المسؤولين الأتراك والغربيين فوجئوا بالهجوم على إدلب، حيث لم يكونوا يتوقعون حدوثه حتى نهاية العام الحالي، فبعد السيطرة على جيوب المعارضة في جنوب سوريا الشهر الماضي، تعهد الأسد بأن تكون إدلب الساحة المقبلة، مع أن الروس أكدوا أنه ليست هناك معركة كبيرة قادمة.
وبحسب التقرير، فإنه تم حشد قوات النمر في يوم الجمعة على الجانب الجنوبي للمحافظة، فيما قالت مصادر في مخيمات اللاجئين في الشمال إن شاحنات محملة بالمدنيين فرت من القصف الجوي السوري والروسي.
وتنقل غالاغان عن شاهد عيان، قوله إن 41 شخصا، نصفهم تقريبا من الأطفال، قتلوا عندما قصف الروس بلدة أورم الكبرى، التي تقع بين محافظة إدلب وحلب، فيما تم حشر الآلاف من مقاتلي تنظيم هيئة تحرير الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة في إدلب، وهي المعقل الأخير للكثير من المدنيين والمقاتلين الذين تم نقلهم في صفقات خروج من مناطق المعارضة في أنحاء متعددة من سوريا.
وتجد الصحيفة أنه لو تم ضرب المحافظة فإن المناطق القريبة من تركيا ستعاني من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين يرون أن الغرض من الهجوم هو إجبار تركيا على التفاوض، حيث قامت الأخيرة في محاولة لمنع هجوم شامل بنزع أسلحة المقاتلين المتشددين، أو مواجهتهم وقتلهم.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك محادثات عاجلة جرت بين تركيا وروسيا الأسبوع الماضي، حيث منحت أنقرة وقتا كافيا للتخلص من الجهاديين.