هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكر مسؤولون مسلمون في بريطانيا أن هناك تزايدا في الهجمات المعادية للإسلام منذ أن كتب وزير الخارجية السابق بوريس جونسون مقالته، متهكما فيها على المنقبات المسلمات.
وقالت صحيفة "الغارديان" إن أكبر المنظمات الإسلامية كتبت إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي، لتطلب من بوريس جونسون الخضوع للتحقيق التأديبي الكامل، قائلة إنه لا ينبغي السماح لأحد بالتعدي على الأقليات مع الإفلات من العقاب.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن المجلس الإسلامي البريطاني، قوله إن الحوادث المعادية للإسلام زادت منذ تعليقات جونسون المثيرة للجدل، ولذلك فإن حزب المحافظين بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أوسع.
وتنقل الصحيفة عن رسالة المجلس الإسلامي، قولها: "نأمل ألا يسمح الحزب بأي تحقيق لتبييض الوجه في التحقيق الجاري، ويجب ألا يسمح لأحد بتعريض الأقليات للخطر دون عقاب".
ويشير التقرير إلى أن المعلومات التي زودت بها منظمة "تيل ماما"، التي تقوم بمراقبة الهجمات المعادية للإسلام، كشفت عن زيادة نسبية في الهجمات التي تستهدف النساء المنقبات والحجاب منذ مقالة جونسون.
وتذكر الصحيفة أن وزير الخارجية لم يعتذر عن تعليقاته، ولم يتحدث عن الجدل في مقاله الأخير، الذي نشرته صحيفة "ديلي تلغراف"، الذي خصصه لموضوع الإسكان، وقال للصحافيين الذين كانوا ينتظرون أمام بيته يوم الأحد: "ليس لدي ما أقوله لكم حول هذا الأمر، سوى تقديم كأس من الشاي".
ويلفت التقرير إلى أن جونسون قارن في مقالته قبل أسبوع النساء المنقبات بصندوق البريد وسارقي البنوك، مشيرا إلى أن حزب المحافظين يقوم بالتحقيق في تعليقات جونسون بعد تلقيه شكاوى من عدة جهات، بمن فيها لورد شيخ، فيما يقوم شخص مستقل بدراسة التعليقات، حيث سيتم بناء على تقييمه تعيين لجنة من ثلاثة أشخاص للقيام بتحقيق رسمي.
وتفيد الصحيفة بأن عددا من حلفاء جونسون اشتكوا من العملية، بمن فيهم النائب جاكوب ريز- موغ، الذي قال إن عملية محاكمة علنية جرت لجونسون، فيما زعم والد النائب في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" بأن معظم النقد "سخط مصطنع" يحركه نقاد جونسون.
وبحسب التقرير، فإن اللجنة قد تتوصل إلى قرار تعليق عضوية جونسون أو فصله من الحزب، مشيرا إلى أن أي قرار بهذا الشأن يجب أن توقعه تيريزا ماي.
وترى الصحيفة أنه من غير المحتمل أن يتم اتخاذ قرار كهذا، وبدلا من ذلك فإن النائب ينصح بتلقي دورة تثقيفية في التنوع ومعاملة الأقليات، وهو أمر لم يبد جونسون استعدادا للقيام به.
وينقل التقرير عن مؤسس "تيل ماما" فياز موغول، قوله إن تعليقات جونسون جرأت الجناة الذكور على مهاجمة النساء المسلمات، وأضاف أن المؤسسة تلقت 14 شكوى عن انتهاكات وجهت للمنقبات والمحجبات في الخمسة أيام التي تبعت نشر مقالة جونسون، وحدث معظمها في لندن، فيما كانت هناك حوادث في ليستر ولوتون وغيلفورد.
وتفيد الصحيفة بأن المجلس الإسلامي البريطاني قال إنه تلقى رسالة كراهية بعد مقال جونسون، جاء فيها: "قال بوريس جونسون ما يريد قوله معظمنا عن دينكم المزعج المثير للشفقة.. هذا ليس بلدكم".
وينوه التقرير إلى أن وزير الخارجية السابق لقي دعما من مستشار ترامب السابق ستيفن بانون، الذي نقلت عنه صحيفة "صندي تايمز"، قوله إن جونسون يمكنه أن يكون "رئيس وزراء عظيما.. لا شيء لديه ليعتذر عنه"، فيما مدح بانون الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، الذي وصفه بانه يتحدث باسم الطبقة العاملة.
وتورد الصحيفة نقلا عن الوزير المحافط السابق وحليف تيريزا ماي، داميان غرين، قوله إنه يخشى من تحويل "اليمين البديل" جونسون "لشهيد"؛ ما "سيكون كارثة له ولحزب المحافظين"، وأضاف: "أشعر بالقلق من محاولات مستشار الرئيس ترامب المعزول ستيفن بانون تشكيل حملة أوروبية لليمين المتطرف، وأنه اتصل مع بوريس، وآمل ألا يتلقى أي سياسي محافظ، بمن فيهم بوريس، نصيحة منه حول الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الحزب".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن حزب العمال دعا المحافظين بالتحرك ضد جونسون، حيث قالت عضو حكومة الظل للمرأة والمساواة ناز شاه: "يخشى أن تقود تعليقات جونسون الانقسامية إلى هجمات ضد المسلمين، وتحتاج تيريزا ماي أن تعالج كراهية الإسلام في حزب المحافظين قبل خروج الوضع عن السيطرة".