هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ارتفعت أسعار الأضاحي بجميع أنواعها في مصر، وسط عزوف عن الشراء، وركود في الأسواق؛ بسبب الغلاء، وتراجع قدرة الكثير من المصريين عن الشراء، بعد تضاعف أسعار اللحوم (البلدي والمستورد) إلى أكثر من مثليها في أقل من عامين فقط.
وكشف تجار وفلاحون تحدثوا لـ"عربي21" عن ارتفاع الأسعار ما بين 10% و20% مقارنة بالعام الماضي، مع استمرار ارتفاع التضخم، الذي سجل ارتفاعا قدره 2.5% في تموز/ يوليو الماضي، ليصل إلى 13%؛ بسبب ارتفاع أسعار الوقود، وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
ورفعت الحكومة المصرية، في حزيران/ يونيو الماضي، أسعار الوقود بنسبة تجاوزت 50 في المئة، وذلك للمرة الثالثة منذ تعويم الجنيه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، استجابة لشروط صندوق النقد الدولي، في إطار ما يسمى إجراءات الإصلاح الاقتصادي.
اللحوم تغرد منفردة
وكشف مجلس الوزراء في تقرير أعده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، مؤخرا، حدوث "قفزة" في أسعار اللحوم، مع اقتراب عيد الأضحى، حيث تراوح سعر كيلو الكندوز بين 140 و185 جنيها للكيلو، بارتفاع 40 جنيها عن الأسبوع الماضي، كما تراوح سعر الضأن بين 150 و200 جنيه للكيلو، بزيادة 30 جنيها، والبتلو بين 200 و240 جنيها، بزيادة 100 جنيه للكيلو.
واشتكى تجار ومربون من ركود أسواق الأضاحي بشكل غير مسبوق، مقارنة بالأعوام الماضية، وأعربوا عن خيبة أملهم في عدم وجود "زبائن" جدد، وغياب زبائن قدامى كانوا يترددون عليهم لشراء أضحياتهم المعتادة في كل عام.
وقال أحد التجار لـ"عربي21" في إحدى أسواق محافظة الجيزة، ثاني أكبر محافظات مصر عددا، بنحو 9 ملايين نسمة، إن "حالة الركود التي تشهدها أسواق الأضاحي تنذر بخسائر كبيرة؛ بسبب عدم وجود زبائن إلا بأعداد قليلة".
أسعار الأضاحي
وفيما يتعلق بأسعار الأضاحي، أجاب الحاج عوض الجيزاوي أن "سعر الكيلو قائم (حي) في العجول البلدي تراوح بين 60 جنيها و65 جنيها، وفق نوعه ووزنه، وسعر الكيلو في الأغنام تراوح بين 65 جنيها و70 جنبها، وسعر الكيلو في الماعز تراوح بين 70 جنيها و75 جنيها".
وأكدت شعبة الجزارين بغرفة القاهرة التجارية إن الإقبال على شراء الأضاحي البلدي تراجع بشكل كبير عن العام الماضي، لحساب المستورد، "كالخراف السوداني"، مشيرة إلى وجود تراجع في الطلب نتيجة الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطنون.
واشتكى فلاحون من عدم قدرتهم على زيادة الأسعار مقارنة بالعام الماضي، رغم ارتفاع سعر العلف والدواء والرعي؛ نتيجة زيادة أسعار الوقود، وما تبعها من زيادات في جميع تكاليف الإنتاج تراوحت بين 20% و30% في أقل من شهرين.
منافسة الجيش
وقال عيد أبو شارة لـ"عربي21" إن "التجار باتوا يشترطون إعادة الأضاحي في حال عدم قدرتهم على بيعها في (الشوادر) الخاصة بهم التي اعتادوا إقامتها في مناطق عملهم، وهو ما أدى إلى رفض كثير من الفلاحين البيع لهم، في حين قبل البعض على أمل بيعها".
واشتكى من وجود منافسة شرسة من قبل منافذ البيع الخاصة بالقوات المسلحة والداخلية، قائلا: "لم يعد ينقصنا سوى مزاحمة الجيش والشرطة في رزقنا، لقد أقاموا مئات منافذ البيع في جميع أنحاء المحافظات؛ بهدف توفير اللحوم (المستوردة) بأسعار منخفضة نسبيا عن أسعار عن أسعار اللحوم البلدي".
كما شهدت شاشات القنوات الفضائية تنافسا محموما من قبل الجمعيات الخيرية الكبرى في مصر على تسويق ما يسمى "صكوك" الأضاحي، التي أقرتها "الإفتاء" قبل أعوام، مع إمكانية شراء الصكوك بالقسط، أو اشتراك آخرين فيها.
إعلانات الصكوك
وارتفعت قائمة أسعار صكوك أضحية العيد في جمعيات الأورمان، ورسالة، وبنك الطعام المصري، بنسب تراوحت بين 8% و12% مقارنة بالعام الماضي، واحتوت على لحوم "بلدية" و"مستوردة"؛ لتشجيع الناس على الشراء، رغم تراجع الإقبال.
وقال مندوبو جمعيات رسالة والأورمان لـ"عربي21" إن أسعار الصكوك منخفضة نسبيا مقارنة بسعرها في شوادر (أسواق) الأضاحي، وتراوحت أسعار صكوك اللحوم المستوردة بين 1800 و2250 جنيها للصك، فيما تراوح سعر صك اللحم البلدي بين 3000 و3300 جنيه للصك.
ويمثل الصك الواحد قيمة خروف واحد أو سُبع عجل، وتتولى الجمعيات الخيرية ذبحها، سواء في منشئها بالنسبة "للمستورد"، أو في مجازر بالنسبة "للبلدي"، وتقوم بتوزيعها على الفقراء خلال أيام عيد الأضحى نيابة عن المشتري.
وقال مندوب جمعية "مصر الخير" لـ"عربي21" إن "سعر صك الأضحية وصل إلى 3300 جنيه، مقابل 2900 جنيه العام الماضي، بزيادة نحو 12%، إلا أن المؤسسة زادت وزن الصك 3 كيلو عن العام الماضي بإجمالي 27 كيلو جراما".
مضيفا أن "صاحب الصك بات بإمكانه الحصول على ثلث الأضحية، أي حوالي 9 كيلو جرام من اللحم، بعد توزيع اللحوم على الفقراء"، لافتا إلى أنها "المؤسسة الوحيدة التي تقوم بمنح صاحب الصك حصة من الصك؛ لتشجيعهم على الشراء".