انتقد عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي جلال
الشويهدي، على صفحته الشخصية بموقع التواصل فيسبوك تصريحات اللواء المتقاعد خليفة
حفتر لصحيفة المرصد الليبية.
ووصف الشويهدي، تصريحات حفتر بأن الجيش لم
يتدخل قط في العملية السياسية سواء على مستوى مجلس النواب أو الحكومة المؤقتة
المنبثقة عنه، بـ"مغالطة وتزوير للحقائق"، موضحا أن قوات حفتر أنزلت في
أيلول/ سبتمبر 2015، رئيس الوزراء بالحكومة المؤقتة عبدالله الثني من الطائرة في
مطار الأبرق وهو متجه لحضور مؤتمر في مالطا، مؤكدا أنها هذه الحادثة أكبر دليل على
تدخل حفتر في عمل الحكومة.
وتابع عضو البرلمان: "إن تهديد قائد
القوات الجوية التابع لحفتر بقصف البرلمان والحكومة عندما شعر حفتر أنهم لا يعملون
كما يريد، هو دليل آخر في تدخل خليفة حفتر في العمل السياسي".
وأكد الشويهدي، أن تدخل حفتر لم يطل العملية
السياسية فقط بل تعداها إلى التدخل في الدستور والهيئة التأسيسية لصياغة مشروع
الدستور، وفي عمل الهيئة وما تعرضت له من مضايقات، مستدلا بتصريحات حفتر حين قال:
"هناك مختصون في الشأن القانوني والاقتصادي والاجتماعي والقضائي على صلة
وثيقة بالجيش، وسيقدمون لنا رأيهم العلمي والفني كاملا على مشروع الدستور".
اخترق إعلان باريس
وأكد الناب ببرلمان
ليبيا، أن حفتر هو أول من
اخترق إعلان باريس بعد تسليمه الحقول النفطية للمؤسسة الموازية في الحكومة غير
المعترف بها دوليا، مبينا أنه "لولا الضغط الدولي لاستمرت هذه الأزمة إلى هذا
اليوم".
وتسأل الشويهدي، ماذا قدم خليفة حفتر من تهيئة
الظروف في المنطقة الشرقية وخصوصا في بنغازي ودرنة ومنطقة الهلال النفطي؟ التي يتم
الخطف فيها من قبل المليشيات الأمنية التابعة له دون أي سند قانوني ودون أن يعلم
أهالي المختطفين مكان وجود أبنائهم، وماذا عن مهجري بنغازي ودرنة وأجدابيا وغيرها
من المدن التي يوجد فيها معارضي حفتر؟ وماذا عن بيوت وأملاك هؤلاء المهجرين؟
وطالب البرلماني، حفتر بعدم الحديث عن الأطراف
الأخرى في تهيئة الظروف قبل أن يعمل على تهيئتها هو في المناطق التي يسيطر عليها،
مذكّرا حفتر بأنه هو أيضا أحد أطراف الصراع في ليبيا.
حفتر أجهض الاتفاق
واتهم الشويهدي، اللواء المتقاعد، بإجهاض
وعرقلة اتفاق الصخيرات عن طريق ممثلي حفتر من النواب في البرلمان، مضيفا أن حفتر
يعمل على تعطيل كل ما لا يخدم مصلحته الشخصية عن طريق نوابه.
وتابع الشويهدي رده على تصريحات خليفة حفتر
قائلا: "نحن كنواب قدمنا أكبر التنازلات من أجل الوطن ولولا تدخلك وعرقلتك
لهذا الاتفاق لكانت لدينا حكومة واحدة ومؤسسات موحدة وذهبنا إلى انتخابات ومرحلة
دائمة، ولكن أنت الذى لم تقدم أي (تنازلات) لأنك تريد مؤسسة عسكرية مبنية على شخصك
أنت فقط".
وأوضح
البرلماني الليبي، أن حفتر تهرب من
السؤال عن ترشحه للانتخابات وتهرب من الإجابة عن ما إذا كان له مرشح سوف يدعمه؟
وهل هناك مخاوف على الجيش في حال ترشح حفتر للانتخابات وعدم فوزه؟
وأجاب الشويهدي على تساؤله، قائلا: "لا توجد أي مخاوف لأنه لا وجود لجيش على أساس مؤسسي أصلا، إن ما يوجد هو عبارة عن
مليشيات أمنية مثل مليشيات العهد السابق والمتناثرة في كل البلاد الآن، وستقوم هذه
المليشيات بإجهاض أي مخرجات لا تتماشى مع رؤيتها ورؤية خليفة حفتر".
تصريحات حفتر للمرصد
وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قد أكد على
ضرورة الاحتكام إلى إرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع لإنهاء الأزمة وإيجاد مؤسسات
سياسية ثابتة وذات شرعية واضحة.
وجدد حفتر في حوار مع صحيفة المرصد الليبية،
تأكيده على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في العاشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر
المقبل، كحل سياسي وحيد للأزمة السياسية الحالية وانقسام المؤسسات، وللمضي قدما
إلى مرحلة الاستقرار، وفق قوله.
وشدد حفتر، على ضرورة تنفيذ الأطراف الأخرى في
إعلان باريس لالتزاماتها الواردة في الإعلان لتهيئة الظروف والمناخ المناسب، وتوفير
الاشتراطات التشريعية والتنفيذية والأمنية واللوجستية اللازمة لإجراء العملية
الانتخابية؛ لضمان حريتها ونزاهتها والقبول بنتائجها من قبل جميع الأطراف.
وأوضح حفتر، أن هناك بعض التيارات السياسية
تحاول التشويش والتشكيك في القوات المسلحة وترفض وتعرقل الاحتكام إلى إرادة الشعب
والانتخابات بعدة مبررات واهية لإطالة أمد الأزمة واستمرار معاناة الشعب الليبي.
وقال اللواء المتقاعد، إن القيادة العليا للجيش
لابد أن تسند حصرياً لرئيس الدولة المنتخب من الشعب وهو الاتجاه المعمول به في
كافة دول العالم، حسب رأيه الذي أدلى به خلال لقائه مع صحيفة المرصد الليبية.
يشار إلى أن موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر
قد أحرقوا منزل عضو مجلس النواب عن بنغازي جلال الشويهدي، بعد اتهام الأخير لقناة
محلية موالية لحفتر بالتحريض على قتل المخالفين والمعارضين.