هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ترشيح، دونالد أرمن بلوم، لمنصب سفير فوق العادة ومفوضا للولايات المتحدة الأمريكية لدى تونس، مخاوف الأوساط الحقوقية والسياسية بالبلاد، بالنظر لتاريخ هذا الرجل والمهام التي أوكلت له سابقا، بينما وصفه نشطاء بـ"عراب صفقة القرن".
ويشغل بلوم حاليا منصب القائم بأعمال مكتب ليبيا الخارجي ويباشر عمله من تونس، وتولى قبل ذلك منصب قنصل عام
بقنصلية للولايات المتحدة بالقدس المحتلة بين عامي 2015 و2018.
وعمل بلوم مستشارا
سياسيا بالسفارة الأمريكية بأفغانستان، وأيضا مستشارا للشؤون الاقتصادية والسياسية
بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، بحسب السيرة الذاتية لبلوم والتي أوردها البيت
الأبيض.
واعتبر الأكاديمي
ومنسق "شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية" صلاح داودي، في حديثه
لـ"عربي21" أن دونالد بلوم كان له دور مشبوه إبان توليه خطة القنصل
العام السابق للقدس المحتلة.
وتابع: "هذا
الرجل كان أحد مهندسي اغتصاب القدس، وكانت له حركية كبيرة في هذا الملف، إلى جانب
متابعته الحثيثة وحضوره كل اجتماعات جيسون غرينبلات وجاريد كوشنر مع المسؤولين
الصهاينة والفلسطينيين منذ بداية سنة 2017 ومدارها صفقة القرن ".
وشدد على أن دونالد
بلوم يمثل تهديدا مؤكدا لتجريم التطبيع، وتعيينه في هذا المنصب بتونس بمثابة تمهيد
للتطبيع المباشر والعلني قبل وبعد انتخابات تونس لسنة 2019.
مضيفا: "في ظل
الرفض الشعبي للتطبيع بتونس فإن هذا الرجل سيساومنا على أمننا في علاقة بالملف
الليبي والجزائري، وسيساومنا بالاقتصاد والصناديق الدولية، وباتفاقية الشريك الاستراتيجي
من خارج حلف الناتو لمزيد تركيع الشعب ومزيد إرضاخ نظام الحكم المتهاون أصلا".
من جانبه، اعتبر
القيادي في حركة النهضة محمد بن سالم، أن تخوفات بعض التونسيين من تداعيات تعيين
السفير الأميركي الجديد في تونس مشروعة، لكنه لفت بالمقابل، إلى أن تونس دولة
ديمقراطية وذات سيادة ولها مجتمع مدني يقظ.
وشدد في حديثه لـ"عربي21"
على أن "أي تدخل محتمل من أي جهة خارجية يمس من استقلالية القرار التونسي،
سيلقى ردود فعل عنيفة من الجهات الحقوقية والمدنية قبل الرسمية".
وختم بالقول: "علاقة الشعب التونسي برمته بالقضية الفلسطينية وبرفض التطبيع كمبدأ لا رجوع فيه من
عشرات السنين، ولنا كل الثقة في مجتمعنا وفي مؤسساتنا الرسمية".
مخاوف ودور مشبوه
للسفير
وكان نشطاء وإعلاميون وسياسيون
تونسيون، قد تداولوا بكثافة خبر ترشيح ترامب للسفير الجديد، وتداعيات ذلك على
المشهد السياسي في تونس وفي دول الجوار.
وحذر القيادي السابق
في حزب "تونس الإرادة" طالب الجنيدي في تدوينة مطولة، من الخطر الداهم
الذي يمثله تعيين السفير الأميركي الجديد بالقول: "وجهة نظري هو أن تستعد
تونس لرفض هذا الجاسوس الخطير الذي حطم عشرات الدول".
وعلق الإعلامي والناشط اليساري غسان بن خليفة في تدوينة له بالقول: "يتمتّع السفير فوق العادة بـصلاحيات موسعة، وهو مصطلح قانوني يعني الترخيص له
بإبرام اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها كما يمكنه أن يمثّلها لدى أكثر
من دولة".
ولفت إلى أنه
"بالنظر إلى خلفية بلوم ومسيرته الدبلوماسيّة، يمكن استنتاج أنّ المرحلة
المقبلة ستشهد مزيدًا من التدخّل الإمبريالي الأمريكي السافر في شؤون
بلادنا". حسب قوله.
ووصف الناشط منجي
الصماري في تدوينة له دونالد بلوم بـ"عراب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
والمسؤول عن الملف الليبي"، وعبر عن مخاوفه من "فرض التطبيع ليصبح أمرا
واقعا".