هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تقريرا للباحث الأمريكي، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، يتحدث فيه عن الأزمة بين كندا والسعودية.
وقال هندرسون إن علاج الأزمة سيكون في "الدبلوماسية الهادئة".
مضيفا: "يبدو أن النزاع - الذي دفع بالرياض إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية، وطرد السفير الكندي، ووقف الرحلات السعودية المباشرة، وإلغاء المنح الدراسية لنحو 15 ألف طالب سعودي في الجامعات الكندية وغيرها من الخطوات - يشبه إلى حدّ كبير لعبة حرب غريبة على نحو خيالي دامت يومين بقيادة مركز أبحاث موثوق بناءً على طلب أحد الأجهزة الاستخبارية".
ونقل هندرسون عن الكاتب السعودي علي الشهابي قوله إن "ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليس المصلِح الذي يدّعي أنه يضطلع بدوره، بل هو بالأحرى استبدادي مندفع. وهذا أمر مفهوم"، وذلك بمقال في صحيفة "نيويورك تايمز".
ويشرح الشهابي أن سياق فهم رد فعل محمد بن سلمان هو القلق على مكانة واعتبار شخصه وبلاده، وهو ما يدعوه العلماء المسلمون الكلاسيكيون "الهيبة". ولعل هذا صحيح، بحسب هندرسون.
فيما قال هندرسون: "أعتقد أن كندا لم تضرب على وتر حساس واحد فقط. أولاً، محمد بن سلمان لا يحب الانتقاد أو حتى أي تعليق سلبي غير مباشر".
وزاد هندرسون في الشرح: "(فمن أجل ألا يبدو أنه يستجيب للضغوط السياسية، أمَرَ باعتقال الناشطة في مجال حقوق النساء سمر بدوي، كي لا يظنّ الناس أن خطواتها المتعلقة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة قد أدّت إلى ما يعتبره خطوةً تقدمية خاصة حملت توقيعه حتى الآن: ألا وهي رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات)".
الأمر الثاني بحسب هندرسون هو أن العلاقة التجارية الرئيسية مع كندا تمثلت لسنوات عديدة في تزويد "الحرس الوطني" السعودي بعربات مدرّعة خفيفة. "وقد جعلت هذه العربات المدرّعة لكن المدولبة وليس المجنزرة"، والحرس الوطني من بين القوات القتالية الأكثر كفاءةً في المملكة، حيث اشترى حوالي 2500 عربة مدرعة.
واستدرك هندرسون: "في اعتقادي أن ننتظر ردّ فعل عائلات الطلاب الذين تعطلت دراستهم في كندا. فالمنح الدراسية الحكومية تركّز حاليا على طلاب الهندسة والطب، ومن المرجح أن تشكّل عائلاتهم كتلةً مهمة ومؤثرة في المجتمع السعودي، وهي تشعر بالاستياء من القرار المفاجئ للأمير محمد بن سلمان".
وأضاف: "صحيح أن الأمير محمد بن سلمان هو مستقبل السعودية، لكن الملك الحالي لا يزال الشخصية الأهم. كما أن العربات المدرعة الخفيفة المقدمة إلى الحرس الوطني السعودي تشكّل جزءا مهما من عتاد جيش المملكة. ومن شأن الدراما الكندية أن تصبح قريبا مثيرة للاهتمام، من حيث السياسة الداخلية السعودية".