رأى محللون وسياسيون سوريون تحدثت إليهم
"
عربي21"، أن حل
هيئة تحرير الشام سيرفع ذريعة وجود الإرهاب ومحاربة
الإرهاب في الشمال السوري، بينما رأى آخرون أن الحل لن يجنب
إدلب هجوم قوات الأسد،
مؤكدين أن الهدف الرئيسي للنظام هو إنهاء المعارضة السورية بمختلف مسمياتها.
وكانت مصادر قد تحدثت في وقت سابق، عن مفاوضات
تجري بين المخابرات التركية وهيئة تحرير الشام لمنع حدوث هجوم نظام الأسد على
إدلب، حيث تشترط روسيا تفكيك الهيئة، وهو الأمر الذي علقت عليه الأخيرة بأنه
سيُناقش بين صفوف قادتها ودون إملاءات.
وفي هذا الصدد، رأى المحلل والخبير العسكري
حاتم الرواي في تصريح لـ"
عربي21"، أن تفكيك هيئة تحرير الشام سيرفع حجّة
وجود إرهاب ومحاربة الإرهاب عن الشمال السوري ، لكنه لن يكون له الدور الكبير في
الهجوم على إدلب من عدمه.
وبحسب المحلل العسكري، فإن العقدة في إدلب هي
هيئة تحرير الشام ، التي تضم ما يقارب 30000 مقاتل، وبالتالي الجهة الوحيدة
القادرة على إقناعها، بأنه لا طاقة لها بمواجهة العالم الذي أجمع على الخلاص منها
هي تركيا.
ولفت العقيد الرواي إلى أن التسريبات المتوفرة
تؤكد أن المفاوضات مازالت مستمرة على مغادرة الغرباء ودمج المقاتلين السوريين في
الجيش الحر، بينما لاتزال الجبهة تناور بحلول لن يقبلها المجتمع الدولي ، كتغيير
اسمها أو الاندماج مع الجيش الحر بقوامها نفسه.
ووفق رؤيته، فإن جيش الأسد لن يستطيع الدخول
إلى إدلب دون الاحتكاك بالجيش التركي، وهذا يعني الصدام المباشر، وهو لن يجرؤ على
مثل هذه الخطوة دون أخذ الموافقة بل الأوامر الروسية، وهنا نصبح أمام مواجهة روسية
تركية لا يرغب بها الطرفان، لذلك الهجوم
على إدلب مستبعد وفق قوله.
ويرى الرواي أن تركيا ومن خلال تفاهماتها
الدولية ستفكك الجبهة حتى لو اضطرّت لاستعمال القوة، مقابل الحفاظ على نفوذها في
الشمال السوري.
من جهته أكد رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة
بشير أن حل هيئة تحرير الشام في إدلب لن يجنبها هجوم قوات الأسد، خاصة أن
النظام
يريد إنهاء المعارضة المسلحة.
وشدد في حديثه لـ"
عربي21" على أن
هيئة تحرير الشام لو حلت نفسها جبهة سيجد النظام وحلفاؤه ذريعة أخرى للهجوم على إدلب، حيث إن هدفهم
القادم ادلب والمعارضة المسلحة وإعادة المحافظة إلى حظيرة النظام وفق تعبيره.
وأشار بشير إلى أن هيئة تحرير الشام هي ذريعة
الروس والنظام، حيث يعملون دوليا باسم محاربة الإرهاب، ولكن المقصود بالإرهاب هو كل
من حمل السلاح ضد نظام الأسد، متسائلا هل كان في الغوطة أو الجنوب جبهة النصرة؟
وقال بشير، إن انتصار النظام الذي يدعيه يبقى
ناقصا دون ادلب، بالإضافة إلى أن الروس والنظام لا يمكن أن يقبلوا بهذا الحشد
الفصائلي المعارض موجودا في إدلب، خاصة أنه يهدد مناطق النظام وقاعدة حميميم
العسكري في الساحل.
يذكر أن وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم
كان قد أكد في وقت سابق أن النظام سيهاجم إدلب لتحريرها من "الإرهاب"،
حيث قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن "
سوريا
في المرحلة الأخيرة لتحرير أراضيها من الإرهاب، على حد تعبيره.