هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة
"البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن المعاملات العنصرية في فرنسا
ضد العرب والسود، الذين يرفض العديد من المؤجرين تأجيرهم منازل أو سيارات. وقد
كانت هذه الظاهرة سرية وغير معلن عنها، إلا أن تكرار هذه الحالات عامل ساهم في
إزاحة الستار عن العنصرية ضد العرب والسود.
وقالت الصحيفة
في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن صحفيا مغربيا ندد بالعنصرية ضده
على أحد مواقع تأجير المنازل في فرنسا، وذلك بمجرد التعرف على اسمه العربي. وقد
ساهمت هذه الشكوى في الكشف عن مئات الحالات المشابهة والمسكوت عنها؛ نظرا للاعتقاد
بأنها غير شائعة، على عكس ما يؤكده الواقع.
وأوردت
الصحيفة أن الصحفي مجيد مسعودين عاش العديد من التجارب السيئة على مواقع تأجير
المنازل في فرنسا؛ بسبب اسمه الذي لا يترك مجالا للشك بأنه عربي. وخلال إحدى
المناسبات، كان المواطن المغربي يخطط لقضاء عطلة في الجنوب الفرنسي، وبعد استئجار
منزل بدا له مثاليا للغاية، تم إلغاء الحجز على موقع إير بي أن بي. أما السبب فقد تمثل في أن "سعر المنزل هو 370 يورو لليلة الواحدة، عوضا عن 140 يورو، السعر
المتفق عليه في البداية".
وأضافت
الصحيفة أن الصحفي المغربي مروان محاجي أكد أنه حدث معه الأمر ذاته، كما أنه حاول
دون جدوى استئجار منزل أو شقة في مارسيليا؛ لقضاء عطلة الصيف رفقة عائلته. وفي
بداية الأمر، تم قبول حجز منازل لهذا المواطن المغربي خلال مناسبتين، إلا أنه يتم
إلغاؤه بعد فترة وجيزة دون أي تفسير. ومن التفاصيل التي تثير الدهشة، نذكر أن حجز هذه المنازل ذاتها خلال نفس التاريخ يصبح متاحا بعد يومين فقط من إلغاء حجزها لصالح
مروان.
ونقلت الصحيفة
أن تنديد الصحفي المغربي بالعنصرية الممارسة ضده، فتحت المجال للحديث في شبكات
التواصل الاجتماعي عن عدد كبير من الحالات المماثلة والمخفية. وقد أكدت هذه القصص
أنه تم رفض حجوزات فرنسيين يحملون أسماء
مغاربية أو عربية على مواقع إير بي إن بي، وبلابلاكار، وأبريتيل، أو لو بون كوان؛
وذلك بمجرد الكشف عن أسمائهم في هذه المواقع.
وأوردت
الصحيفة قول شاهد عيان آخر، الذي أكد أنه "يستخدم اسم خطيبته أو أمه عند حجز
منازل على هذه المواقع، لأنها من الأسماء الفرنكوفونية". وليتجنب مهدي دردوري
حالات الإحباط، يجري هذا الأستاذ تحقيقا صغيرا حول هوية الأشخاص الذين استأجروا
الشقة في السابق. وأوضح أنه "في حال لاحظ تنوعا في الأسماء والجنسيات، يتشجع
لحجز المنزل".
وأوضحت
الصحيفة أن هذا الأستاذ شهد تجارب سيئة على جميع المواقع. وخلال الصائفة الماضية،
عندما أراد استئجار منزل عن طريق موقع لو بون كوان، انتهت محاولته بالفشل بمجرد
الكشف عن اسمه.
وأشارت
الصحيفة إلى أن حالات العنصرية ضد العرب والسود شائعة في منصة بلابلاكار، التي
توفر خدمة السفر الجماعي. وقد أكد مهدي دردوري أنه عاش حالة عنصرية ضده على هذه
المنصة، إذ إنه تم قبول توفير خدمات المنصة لأشخاص آخرين بينما كان هو في
الانتظار. وعندما اتصل بالمؤجر وسأله عما إذا كان سبب العنصرية ضده متمثلا في اسمه
العربي، لم يتلق إجابة. والأسوأ من ذلك، رفضت الشركة نشر تعليقه حول هذه الحادثة.
وذكرت الصحيفة
أن العديد من ضحايا العنصرية المخفية في فرنسا أكدوا أن هذه الممارسات أصبحت شائعة
في المواقع المذكورة، خاصة إذا تعلق الأمر بحجز منازل لقضاء عطل. وقد لوحظ أن
المؤجرين يلغون الحجوزات بمجرد التفطن إلى أن اسم المستأجر عربي، في حين لا
يترددون عن قبول حجوزات الأوروبيين.
وعلى الرغم من
أنه يصعب تحديد عدد ضحايا هذه الظاهرة أو إحصاءات في الغرض، إلا أن هذا النوع من
العنصرية ليس حكرا على فرنسا فقط. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أشرفت جامعة هارفارد
على القيام بتجربة للتحقق من مدى انتشار هذه الظاهرة. وقد أثبتت النتائج أن احتمال
قبول حجوزات الأسماء التي تبدو أمريكية أفريقية أقل بنسبة 16 بالمئة مقارنة
بحسابات لأسماء تبدو أنها للأمريكيين البيض.
وأضافت
الصحيفة أن أمين المظالم الفرنسي نشر دراسة خلال السنة الماضية حول التمييز في
التمتع بالسكن بشكل عام. وتبين أن 14 بالمئة من الذين حاولوا الانتفاع باستئجار
المنازل لاقوا صعوبات عديدة. وقد ارتفعت هذه النسبة لدى الأشخاص الذين يتم
تقييمهم على أنهم عرب، ووصلت هذه النسبة إلى حدود 30 بالمئة. وكانت هذه النسبة
مرتفعة للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يتم اعتبار أنهم من السود، إذ إنها كانت في
حدود 40 بالمئة.
وفي الختام،
قالت الصحيفة إن التدابير التي اتخذت لمكافحة هذه الظاهرة لم تكن كافية، إذ تواصلت
حالات العنصرية ضد العرب والسود على مواقع من صنف إير بي إن بي. ومن بين الحالات
التي أكدت على عنصرية بعض المؤجرين الفرنسيين، نذكر تلك التي علق خلالها المؤجر
على أحد مطالب الحجز بأنه "لا يرغب في أن تدخل الأطعمة "الحلال"
إلى منزله"، في الإشارة إلى المأكولات التي تطهى على الطريقة الإسلامية.