أثارت
تصريحات آمر القوات الخاصة بقوات "
حفتر"، العميد ونيس بوخمادة حول جاهزية
قواته للتدخل في العاصمة الليبية، عدة تكهنات حول إمكانية استغلال "حفتر"
للاشتباكات الحالية لاقتحام
طرابلس وسط تحذيرات دولية من تطور الأحداث.
وقال
بوخمادة إن "قواته جاهزة وبانتظار أوامر القائد العام (يقصد حفتر)، للتدخل في
طرابلس من البر والبحر والجو، وأنهم مستعدون لتقديم المزيد من الشهداء في طرابلس، بحسب
تصريحاته.
تحذيرات
دولية
وجاءت
تصريحات القيادي في قوات "حفتر" وسط تحذيرات دولية من تطور الأحداث في طرابلس،
ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة توقف المعارك الراهنة فورا، وضرورة التزام
كل الأطراف بالهدنة الموقعة بينهم بإشراف البعثة الأممية هناك.
ورأى
متابعون للوضع بأن "تصريحات بوخمادة هي مجرد استغلال للحدث وفرقعة "إعلامية"
من أجل إشعال الأحداث، والأولى أن يهتم هو ومن معه بالوضع الأمني في الشرق الليبي،
كون العاصمة خطا أحمر، ولن يسمح له المجتمع الدولي بالاقتراب منها"، وفق تقديراتهم.
تصريحات
"غير موضوعية"
من جهته،
قال المحلل السياسي الليبي، محمد بويصير إن "طرابلس هي العاصمة وبها كل المراكز
العصبية الليبية، لذلك من يسيطر عليها يكون في موقف أفضل ممن يسيطر على مدن في الأطراف، سواء بنغازى أو سبها أو غيرها، وهذه نقطة مهمة جدا".
وأوضح
بويصير، وهو مستشار سابق لحفتر، في تصريحاته لـ"
عربي21" أن "تصور بعض
الأطراف بإمكانية السيطرة على العاصمة هو تصور لا علاقة له بالمنطق السياسي الموضوعي،
فاللواء السابع له قيادته المدربة جيدا، وأنه قاد قوات النخبة من قبل، لذا لن تضيف
لهم قوات "بوخمادة" الكثير"، وفق قوله.
تهديد
ووعيد
ورأى
الكاتب الليبي من بنغازي، نصر عقوب أن "تصريحات آمر القوات الخاصة لا تمت للواقع
والواقعية بصلة، وأن "حفتر" كان ومازال جزءا من معركة طرابلس الحالية، وهو
يتواصل فعليا مع عدد من "المليشيات" والقوى العسكرية المؤيدة له والمتناغمة
معه، ولكن تأثيره ليس كبيرا، ولن يغير المعادلة".
وأشار
في تصريحه لـ"
عربي21" إلى أن "التدخل العسكري الدولي غير ممكن الآن
ومتعذر، وأمامه الكثير من المعوقات، وأكثر ما يمكنهم فعله هو التهديد والوعيد وفقط"،
حسب رأيه.
وقال
الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي إن "هذه التصريحات تندرج تحت مسؤولية
"الجيش" الليبي في تأمين العاصمة من عبث "المليشيات" المتناحرة
منذ سنوات، ولن يقف الجيش الليبي متفرجا".
وتابع
في تصريحه لـ"
عربي21": " العاصمة رهينة مليشيات مناطقية من مدن مصراتة
والزاوية والزنتان وأخرى مؤدلجة تتبع "الإسلام السياسي"، لذا سيمارس الجيش
الليبي (قوات حفتر) حقه السيادي في حماية البلاد من اللصوص والعابثين"، حسب وصفه.
وماذا
عن بنغازي ودرنة؟
واعتبر
الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أن "تهديدات "بوخمادة" غير واقعية،
وهي للاستهلاك الإعلامي فقط، ولن يفرط "حفتر" في هذه القوات وهو لديه خروقات
أمنية في بنغازي وإجدابيا ودرنة، كما أنه يدرك أن توازن القوى في
ليبيا يستلزم منه
البقاء في الشرق، وإلا فإنه سيعرض نفسه لمصادمة المجتمع الدولي".
وأضاف:
"حفتر إلى الآن لم يستطع أن يفعل شيئا في الجنوب، مع أنه يدعي أن لديه قوات هناك،
وهو يدرك جيدا أن التورط في معركة طرابلس مكلفة جدا بالنسبة له سياسيا وعسكريا، ولا
أعتقد أنه يستطيع استمالة أي من المجموعات المسلحة، خاصة بعد تخلي "الزنتان"
عن حلفه"، حسب تصريحه لـ"
عربي21".
وقال
الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر إن "بو خمادة ليس من الشخصيات التي تملك
قرارا بمفرده، أما استغلال حفتر للاشتباكات فهذا أمر مفروغ منه"، مضيفا لـ"عربي21":
"سيحاول شراء أي قوة هناك والمساومات قائمة، وبخصوص التدخل الدولي سيكون مجرد
تهديد لن يصل إلى درجة التنفيذ"، كما قال.
قدرات
"محدودة"
الصحفي
الليبي من مدينة مصراتة، عبدالله الكبير قال من جانبه؛ إن "هذه التصريحات مجرد
"فرقعة" إعلامية لا أكثر، فقوات "حفتر" لا تملك قدرات "لوجستية"
للحرب في مناطق بعيدة عن قواعدها، ووجودهم محدود في محيط طرابلس، ومع الولاءت والتحالفات
المتغيرة قد يفقدون المجموعة التي تؤيدهم هناك".
وبخصوص
الموقف الدولي من هذه التحركات حال حدثت، قال الكبير لـ"
عربي21": "المجموعة
الرباعية الدولية وهي تراقب التطورات عن كثب، هي من سيحدد عناصر الترتيبات الأمنية في
العاصمة، وأعتقد أن هذه الترتيبات بدأ العمل عليها منذ أيام"، حسب كلامه.