هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت تقارير صحفية تناقلتها وسائل إعلام عراقية، الثلاثاء، عن توغل للجيش الإيراني بمسافة 20 كلم داخل أراضي إقليم كردستان العراق، أفضت إلى سيطرتهم على جبل سورين الإستراتيجي شمال محافظة السليمانية المحاذية لإيران.
وسبقت هذه الأنباء قصفا شديدا شنه الحرس الثوري الإيراني، السبت، الماضي على قرية كويسنجق في أربيل استهدف مقار الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا بينهم أطفال.
وفي حديث لـ"عربي21" أوضح أمين عام وزارة البيشمركة الكردية جبار ياور إن "هذه الأنباء ليس لها أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي توغل القوات إيرانية داخل الأراضي العراقية داخل إقليم كردستان".
دعاية انتخابية
وعزا إطلاق مثل هذه الأنباء إلى "الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق والتي من المقرر أن تجري في 30 من الشهر الجاري".
اقرأ أيضا: إيران تطالب العراق بتسليم معارضين أكراد وتهدد بضربة جديدة
وأوضح أن "أحد الأحزاب يقف خلف إطلاقها، بالقول إن القوات الإيرانية سيطرت على جبل سورين وقصفت مقر الديمقراطي الإيراني، لكن الإيرانيين أنفسهم قالوا إن القصف كان من أراض حدودية".
وأشار ياور إلى أن "الأحزاب في كردستان العراق، يتبادلون الاتهامات حول موضوع القصف الإيراني الأخير الذي طال مقار الحزب الديمقراطي الإيراني قبل أيام، وهذه كلها دعايات قبل الانتخابات البرلمانية في الإقليم".
وحول مطالبة رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، العراق بتسليم مسلحي المعارضة الكردية الإيرانية، قال ياور إن "موضوع وجود المعارضة الكردية الإيرانية ليس بالجديد، وإنما هي تتواجد منذ عام 1980".
وأضاف أنه "دائما ما كانت دول العراق وإيران وتركيا تفسح المجال لقوى المعارضة الكردية لتكون لها مقار داخل أراضيها، وأن هناك صراعات ما بين هذه الدول".
تسليم المعارضة
وشدد ياور على أنه "لا توجد أي اتفاقات للعراق مع إيران لتسليم أي من أحزاب المعارضة هذه، والأمر لا يتم بهذه السهولة، لأن موضوع المعارضة موجود في كل دول العالم، لاسيما بين الدول المجاورة تكون بينهما أحزاب معارضة".
وعن أسباب التصعيد الإيراني في الوقت الحالي وفيما إذا كان مرتبطا بمرحلة الانتخابات أو الأحداث بالبصرة، قال ياور إن "البيان الإيراني كان واضحا بأن أحزاب المعارضة هذه نفذت هجمات داخل أراضيها".
ودعا رئيس أركان الجيش الإيراني، اللواء محمد باقري، الثلاثاء، العراق إلى تسليم معارضين أكراد داخل أراضي إقليم كردستان، مهددا بضربة جديدة على الإقليم في حال لم تسببت هذه الأحزاب بزعزعة الأمن الإيراني.
ونقلت وكالة "فارس" عن باقري قوله إن "المسلحين الأكراد كانوا قد وعدوا بأن لا ينفذوا عمليات في إيران، إلا أنهم نكثوا عهدهم بتحريض من أمريكا ودول بالمنطقة وقاموا بتنفيذ عمليات لا يمكن تحملها وقد تم تحذيرهم مرارا".
وأوضح أن "إقليم كردستان العراق سعى أيضا لمنعهم، إلا أن هؤلاء الأفراد تمردوا بتحريض من آخرين وهو أمر لم يكن قابلا للتحمل"، مطالبا "حكومتي بغداد وأربيل بعدم السماح بإيجاد مقرات تؤدي إلى زعزعة أمن إيران، وفي الواقع عليهما أن يسلموهم لإيران".
اقرأ أيضا: الحرس الثوري يتبنى قصف موقع للأكراد والخارجية العراقية تعلق
تهديد بضربة
وأضاف باقري: "إن لم يكونا (بغداد وأربيل) قادرين على تسليمهم فعليهما طردهم من العراق، وفيما لو تكررت أحداث مزعزعة للأمن، فإن الإجراء الذي قضى على العناصر الإجرامية وقادتهم المجرمين يمكن أن يتكرر. هذا حق الدفاع عن النفس ولا ينبغي أن تتكرر حالة زعزعة الأمن بإيران".
وفي معرض رده على سؤال: هل تم تحقيق الأهداف من الهجوم السابق، قال باقري: "تماما. لله الحمد مثلما قلت فإن دقة العمل الإستخباري والقيادة الصاروخية مضت بدقة وحققنا جميع أهدافنا".
وأكد رئيس أركان الجيش الإيراني أن "إصابة الصواريخ مكان الاجتماع من هذه المسافة ليس صدفة ويبين قدرة الشعب الإيراني"، معربا عن أمله بأن "لا نكون بحاجة إلى تكرار هذا الأمر".
وكانت الخارجية العراقية رفضت، الأحد، القصف الإيراني على قضاء كويسنجق في أربيل، وأنه "خرق السيادة العراقية، وأن قصف أي هدف داخل أراضينا دون تنسيق مسبق مع الجهات العراقية تجنيبا للمدنيين من آثار تلك العمليات".