هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدر مسؤول لـ "عربي21" عن زيارة سرية قام بها مسؤول إماراتي كبير إلى إسرائيل، خلال شهر آب/ أغسطس المنصرم.
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية (الذراع الاقتصادي لدولة الإمارات )، سلطان أحمد بن سليم، أجرى زيارة غير معلنة الشهر الماضي، إلى تل أبيب، بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين موانئ دبي وإسرائيل.
وأكد المصدر أن المسؤول الإماراتي، أوكل لكبير الاقتصاديين في بنك جيه بي مورجان الأمريكي، ميشاييل فاكنين، ترتيب الاجتماعات مع أشخاص مهمين في إسرائيل من ضمنهم رئيس الجمارك الإسرائيلي.
وتربط شركة موانئ دبي العالمية علاقات قوية مع عدة شركات إسرائيلية كبرى، ومنها شركة "تسيم" للملاحة، وهي أكبر شركة شحن بحري في إسرائيل.
اقرأ أيضا: "موانئ دبي".. كلمة السر في صراعات القرن الأفريقي
ووفقا لمجلة "جويش كرونيكل"، أحد أقدم المجلات اليهودية في العالم، فقد وقعت الإمارات في العام 2006 اتفاقا مع الحكومة الإسرائيلية لدعم شركة موانئ دبي العالمية في اقتناص العديد من الصفقات الكبرى لإدارة الموانئ حول العالم، أبرزها صفقة إدارة ستة موانئ في أمريكا الشمالية.
وقالت المجلة إن الحكومة الإسرائيلية ومجتمع المال والأعمال الإسرائيلي، برروا دعمهم للشركة الإماراتية، بأنه سيزيد من حجم التجارة مع إسرائيل.
وأوضحت المجلة أن التزام دولة الإمارات بقرار المقاطعة العربية لإسرائيل أصبح اسميا فقط. ويشمل قرار المقاطعة العربية لإسرائيل الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي، قبل عدة سنوات، عدم السماح للأشخاص دخول أراضيهم بجوازات سفر إسرائيلية، أو إدخال البضائع المصنعة في الدولة العبرية مباشرة لدول الخليج.
ومؤخرا، تلقت شركة موانئ دبي عدة صفعات كبرى، في جيبوتي، والصومال، وإندونيسيا. وأمم رئيس جيبوتي، أول أمس الإثنين، حصة ميناء جيبوتي في محطة "دوراليه" للحاويات، وهي مشروع مشترك كانت موانئ دبي العالمية تديره حتى فبراير/شباط عندما صادرت الحكومة الجيبوتية المحطة.
وأعلنت الشركة الإماراتية، في بيان أمس الثلاثاء، أنها ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات القانونية في نزاعها مع الحكومة بعدما صادرت المحطة التي تديرها الشركة في وقت سابق هذا العام.
اقرأ أيضا: جيبوتي تعرض شراء حصة موانئ دبي العالمية في مرفأ دوراليه
وقال الأكاديمي السوداني المتخصص في شؤون القرن الأفريقي عبد المهدي إسماعيل، في تصريحات سابقة لـ "عربي21" إن الإمارات توسعت في منطقة القرن الأفريقي منذ عام 2015 بشكل لافت للنظر، وقدمت العديد من الإغراءات المالية لدول إفريقية فقيرة من أجل أن يكون لها أكثر من مكان على سواحل البحر الأحمر، ثم وسعت من نفوذها بعد السيطرة على موانئ اليمن وبالتالي باب المندب، وهو الدور الذي وإن بدا في ظاهره اقتصاديا إلا أنه يخدم مخططا إسرائيليا قديما في السيطرة على البحر الأحمر من جنوبه لشماله.
وأضاف: "هيئة موانئ دبي لها عقود احتكارية لموانئ بمصر واليمن وجيبوتي وأرض الصومال وأريتريا، مما يعني أن أربع دول فقط تقع على البحر الأحمر لم تدخل إليها الإمارات وهي السعودية والأردن والسودان وإسرائيل، وهو ما يشير إلى أن اهتمام الإمارات بمنطقة شرق وجنوب البحر الأحمر الهدف منه التحكم في حركة المرور، وما يدل على ذلك القواعد العسكرية التي أنشأتها في معظم الدول التي استأجرت منها الموانئ".
وأوضح إسماعيل أن "التوسع بهذا الشكل وفي فترة زمنية لا تتجاوز الخمس سنوات يؤكد أن الدور الذي تلعبه الإمارات ليس لصالحها فقط وإنما لصالح إسرائيل وأمريكا، وإلا كان أفضل للإمارات أن تستعيد جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران قبل أن تنطلق بهذا التوسع في منطقة لم تكن في الماضي ضمن اهتماماتها، وهو ما يثير التساؤلات عن الدور القذر الذي تلعبه أبو ظبي في منطقة القرن الأفريقي".
ويرى إسماعيل أن أمريكا تستغل الإمارات كوكيل لها في صراع النفوذ داخل القرن الأفريقي في مواجهة روسيا والصين، وهو ما يشير إلى أن الإمارات أصبحت تلعب أدوارا متعددة لصالح أمريكا ليس في المنطقة العربية كما حدث مع ثورات الربيع العربي، ولا حتى في منطقة الشرق الأوسط كدورها في دعم الانشقاق الفلسطيني لصالح إسرائيل، ولكن تلعب أيضا دورا في النزاعات والصراعات العالمية وهو ما يورط المنطقة كلها في مشاكل لن تستطيع الخروج منها.