هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن استحواذ رجل الأعمال السعودي تركي آل الشيخ على نادي الأسيوطي سبورت وتحويله إلى نادي الأهرام المصري، وهو ما أثار غضب الجماهير المصرية التي انتقدت سياسة الإنفاق ببذخ التي ينتهجها آل الشيخ نظرا لأنها قد تضر بالأندية الأخرى.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الصعود المفاجئ لنادي بيراميدز الذي تعود ملكيته إلى الوزير السعودي تركي آل الشيخ قد أثار شكوك جماهير كرة القدم في مصر، خاصة وأنه اكتسح المشهد الرياضي في البلاد. ويتصدر نادي بيراميدز حاليا الدوري المصري الممتاز، وقد كان يعرف باسم أسيوطي سبورت قبل أن يشتريه الشيخ الذي يترأس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، في شهر حزيران/ يونيو.
وأضاف الموقع أن تركي آل الشيخ قام بإعادة تسمية الفريق ونقل مقره إلى العاصمة، فضلا عن إنفاق الكثير من الأموال لانتداب مجموعة من اللاعبين البرازيليين، إلى جانب نجوم كرة قدم مصريين على غرار علي جبر وأحمد الشناوي. كما عمل تركي آل الشيخ على إنشاء قناة تلفزيونية للنادي تحت اسم "قناة بيراميدز" بميزانية كبيرة كافية لتعيين أشهر النقاد واللاعبين السابقين في البلاد، مثل ميدو وأحمد الغندور وإبراهيم حسن، فضلا عن أسماء عالمية مثل رونالدينيو وروبرتو كارلوس.
وذكر الموقع أن القلق من أن تأثير الشيخ قد لا يقتصر على جعل نادي بيراميدز أفضل فريق مدعوم ماديا في كرة القدم الإفريقية يتصاعد في صفوف المشجعين. ومن جهته، اشتكى آل الشيخ بشأن قضية التحيّز ضد فريقه، كما وجه نداء تلفزيونيا إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول الاستعانة بالحكام الأجانب في المباريات المحلية، ويبدو أن المسؤولين عن الدوري قد استجابوا لندائه.
وتطرق الموقع إلى تصريحات تركي آل الشيخ التي اتهم فيها المسؤولين المصريين بتحيزهم في المباراة التي تعادل فيها نادي بيراميدز مع نادي الجونة يوم 12 أيلول/ سبتمبر. كما هدد بسحب النادي من الدوري في حال لم يتم الاستجابة لمطلبه المتعلق بالحكام الأجانب. ومن جهته، أدان الاتحاد المصري لكرة القدم تصريحات آل الشيخ رافضا الاتهامات بالتحيز الموجهة للاتحاد.
وأشار الموقع إلى أن الاستعانة بحكم تونسي في المباراة الأخيرة التي فاز فيها نادي بيراميدز على نادي المقاولون العرب الرياضي بنتيجة هدف مقابل لا شيء قد أثارت ضجة متوقعة. علاوة على ذلك، حظي رد فعل المدرب علاء نبيل بانتباه وسائل الإعلام، حيث أعرب عن دهشته من سرعة تعيين الحكام الأجانب واصفا الوضع بالمثير للسخرية. وسرعان ما لاقت تصريحاته ردود فعل متباينة وتعليقات من قبل العديد من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر الموقع أن المدرب المصري قد عبر عن دهشته من أنه بعد 12 ساعة فقط من الاجتماع الذي عقده الاتحاد المصري لكرة القدم عقب تصريحات آل شيخ، وصل أربعة حكام تونسيين إلى الملعب للمشاركة في مباراة بيراميدز. ومن جهته، سارع آل الشيخ إلى الرد قائلا: "إذا قام مدرب نادي المقاولون العرب بإهانتي، فهناك سلطات في مصر لا تقبل بالشتائم، يستطيعون تعليمه الأخلاق". وفي اليوم التالي، أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن فرض عقوبات ضد النادي كما تم تعليق مشاركة المدرب نبيل في مباراتين بسبب التصريحات التي أدلى بها.
وأفاد الموقع بأن تدخل السعودية في كرة القدم المصرية قد بدأ في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عندما تم تعيين تركي آل الشيخ رئيسا فخريا للأهلي، الفريق الأكثر شعبية في مصر وأكثر النوادي تألقا في أفريقيا، تقديرا لجهوده في تقديم تبرعات لدعم الحملة الانتخابية لرئيس النادي الحالي محمود الخطيب.
وبعد خمسة أشهر فقط من تقلد هذا المنصب، قال آل الشيخ إنه أنفق على النادي حوالي 260 مليون جنيه مصري، أي ما يعادل 14.5 مليون دولار، لكنه استقال في أيار/ مايو الماضي عقب خلافات له مع المسؤولين.
وأشار الموقع إلى أن الدور الذي تلعبه السعودية في كرة القدم المصرية قد أدى إلى تقسيم الرأي العام في مصر، بين مرحب بالنوادي الخاصة كنموذج تجاري ناجح على الصعيد الدولي، ومعارضين لتدخل السعودية في الرياضة المصرية، التي تدعم أجندة تهدف للهيمنة على كرة القدم الأفريقية وتقويض مكانة الأهلي كأكبر ناد في القارة.
وحيال هذا الشأن، أورد الصحفي الرياضي المصري أحمد سعد أن استثمار تركي آل الشيخ في نادي بيراميدز أثار تساؤلات كثيرة، خاصة وأن المناخ الاقتصادي الحالي في مصر لا يشجع على الاستثمار، ولا تعد مصر خيارا جذابا للمستثمرين الأجانب. وتكهن أحمد سعد بأن يكون استثمار آل الشيخ في مشروع نادي بيراميدز أبعد من أن يكون مجرد استثمار في القطاع الرياضي.
وفي الختام، نوه الموقع بأن استثمار تركي آل الشيخ في نادي بيراميدز قد يخفي جوانب سياسية، خاصة وأن المملكة العربية السعودية تعد أحد الداعمين الرئيسين لحكومة السيسي منذ استحواذه على السلطة سنة 2013، فضلا عن تنازل مصر عن سيادة جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، وهو ما يعد دليلا آخر على الروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدين.