كثيرة هي التساؤلات
التي أثارها إعلان
روسيا عن تسليمها منظومة "أس300" للدفاع الجوي للنظام
السوري، على خلفية حادثة إسقاط الطائرة الروسية "إيل-20" بصواريخ النظام
السوري بالخطأ، وتحميل الروس إسرائيل مسؤولية ذلك.
واستحوذت التساؤلات
المتعلقة بالجهة التي ستتولى التحكم بهذه المنظومة الدفاعية المتطورة، على الحيز
الأكبر من اهتمامات المراقبين والخبراء.
وفي سياق الرد على
ذلك، التقت "
عربي21" الخبير العسكري العقيد خالد المطلق، ضابط التوجيه
في الدفاعات الجوية والصواريخ المضادة للطائرات.
ومن الأهمية بمكان
بحسب المطلق، الإشارة إلى "الهالة الجوفاء" التي تحيط بالمنظومات
الدفاعية الجوية الروسية (أس300، أس400)، المبالغ فيها بشكل كبير، رغم السلبيات
والعيوب الكثيرة التي ترافق هذه المنظومات والتي تحد من فاعليتها، بدليل عدم تسجيل
أي إطلاق حقيقي لهذه المنظومات في العالم بأسره، موضحا أن "كل عمليات الإطلاق
من هذه المنظومات هي عمليات تدريبية، تختلف عن العمل القتالي الحقيقي".
وما يؤكد مزاعم
المطلق، تصنيف هذه المنظومات دوليا ضمن قائمة "الأسلحة التقليدية"،
مشككا في ادعاءات روسيا حول نسبة إصابة هذه المنظومات للأهداف، قائلا: "حتى
نسبة 90 بالمئة، هي نسبة تحسب على المنظومة وليس لها"، لافتا إلى وجود عيوب
كثيرة في منظومة الاستطلاع الملحقة بـ"أس-300" المسؤولة عن كشف الأهداف
المعادية.
وعن الجهة التي ستتولى
التحكم بهذه المنظومة، أكد أن "الفترة الزمنية القصيرة التي وضعتها موسكو
لتسليم المنظومة للنظام، لا تسمح لخبراء من النظام أن يتحكموا فيها"، بسبب
عدم استعدادهم وتدريبهم على مثل هذه الأسلحة، مبينا أن "التدريب على استخدام
هذا السلاح يتطلب مدة زمنية طويلة نسبيا، إلى جانب الخبرة الكافية".
وقال المطلق: إن استخدام الخبراء الروس للمنظومة وتوليهم التحكم فيها، يؤكد
أن كل المشهد مجرد بروباغندا روسية فقط، متسائلا عن مصلحة روسيا من ردع الطائرات
الإسرائيلية عن تنفيذ ضربات لا تستهدف قواتها المنتشرة في
سوريا.
وبسؤاله عن أهداف
روسيا من كل ذلك، رأى المطلق أن "روسيا تهدف من خلال هذه البروباغندا إلى
زيادة مبيعاتها من الأسلحة، وزيادة أرباحها لتدارك اقتصادها الذي هو على حافة
الانهيار"، وعلق بقوله: "روسيا بارعة في استخدام الدعاية وتحديدا السوداء
منها، وهذا ما يقوم به الروس منذ عهد السوفييت".
وكانت روسيا، قد أعلنت الاثنين، على لسان وزير الدفاع، سيرغي شويغو، تسليم منظومة "أس300" للنظام السوري خلال أسبوعين، وذلك على خلفية تحميل
إسرائيل المسؤولية عن حادثة تحطم طائرة الاستطلاع "إيل-20" قبل أسبوع،
مشيرا إلى أن "روسيا مضطرة لاتخاذ الإجراءات الكافية لتعزيز أمن القوات
الروسية في سوريا بسبب الغارات الإسرائيلية".
وكان خبراء عسكريون
أكدوا في وقت سابق لـ"
عربي21" أن امتلاك النظام "أس300" لا
يعني نهاية الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا، ورجحوا بالمقابل أن يسهم ذلك في
تعقيد الحسابات الإسرائيلية قبل تنفيذ المزيد من الطلعات.