هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الإندبندنت" تقريرا تحدثت فيه عن مخاطرة النجم البرازيلي نيمار بمغادرة مصاف الكبار، خاصة بعد انتقاله لدوري لا يحظى باهتمام إعلامي ملحوظ مقارنة بالدوريات الكبرى الأخرى.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن نيمار، لم يتمكن من الظفر حتى بمكان على قائمة المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في السنة والمؤلفة من 10 لاعبين. وتجدر الإشارة إلى أن نيمار انتقل إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو ليصبح أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.
وأضافت الصحيفة أن غياب نيمار عن حفل توزيع جوائز الفيفا كان ردا مستحقا على سنة لم يحقق فيها أي إنجازات تذكر. وقد تضمن الحفل مشهدا واحدا لنيمار خلال مغادرته لكأس العالم من بوابة الربع النهائي بعد المباراة التي خاضها منتخبه ضد منتخب بلجيكا.
وأوردت الصحيفة أن اللاعبين في العادة لا يغادرون أندية مثل برشلونة إلى ناد ذي طموحات وأموال لا حد لها، إلا في حال كانوا يريدون الارتقاء بمستوى تطلعاتهم على صعيد الأداء الشخصي والظفر بالمزيد من الألقاب. لكن، لم ينتقل نيمار إلى فريق باريس سان جيرمان لتحسين أدائه كلاعب، لأن هذا الانتقال يعتبر خطوة إلى الوراء في مسيرته، بل التحق بنادي العاصمة الفرنسية ليصبح أكبر نجم في عالم كرة القدم.
وذكرت الصحيفة أنه ليس هناك طريق إلى النجومية في عالم كرة القدم ما لم يلتحق اللاعب بأقوى الأندية في العالم ويشارك في أفضل البطولات العالمية. ومن أجل الظفر بمكان على قائمة المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في السنة، كان نيمار بحاجة إلى القيام بشيء مبهر في دوري أبطال أوروبا أو كأس العالم، لأن التتويج بالدوري الفرنسي، الذي فاز به النادي الباريسي قبل خمس مباريات من نهاية الموسم، لم يكن سوى إحدى الانتصارات الأقل أهمية في تاريخ كرة القدم.
اقرأ أيضا: توخيل: نيمار هو "المفتاح" لباريس سان جيرمان
وأفادت الصحيفة أن دوري الأبطال كان المحطة التي أراد فيها نيمار ترك انطباع مميز. وقد فاز نيمار باللقب الأوروبي مرة واحدة مع برشلونة في سنة 2015، لكنه الآن يريد تحقيق اللقب بنفسه رفقة باريس سان جيرمان. وعندما لعب نيمار ضد ريال مدريد في ملعب بيرنابيو في مباراة الدور 16 من دوري أبطال أوروبا في السنة الماضية، لم يستطع فرض أسلوبه المعهود والسيطرة على اللقاء بنفسه، حيث تفنن في الاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة لدرجة أنه أبطأ فريقه وتسبب في خسارة مريرة بنتيجة 3-1.
فضلا عن ذلك، أقصي باريس سان جيرمان من المسابقة، بعد فوز آخر لريال مدريد في باريس، وتمكن النادي الملكي من الظفر باللقب الأوروبي للمرة الثالثة على التوالي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من الممكن نسيان ما حصل في دوري الأبطال في حال نجح نيمار في تقديم أداء جيد في كأس العالم. عموما، تعتبر المشاركة في كأس العالم هدفا للعديد من اللاعبين، ولا يحظى الكثيرون بفرصة المشاركة في واحدة من هذه البطولات في سن 26، واللعب لفريق قوي كالبرازيل مع زملاء يضعونك أمام فرصة ذهبية للفوز باللقب.
مع ذلك، فإن ذكرى نيمار التي حملها من كأس العالم في روسيا كانت مهاراته العالية في التمثيل، حتى أن المتابعين نسوا هدفه الذي سجله ضد المكسيك بعد سلوكه على خط التماس في وقت لاحق من تلك المباراة.
ونوهت الصحيفة بأنه في الوقت الذي كان فيه منتخب البرازيل بحاجة إلى نيمار، خلال مباراته ضد بلجيكا في دور الثمانية، لم يتمكن اللاعب مرة أخرى من فرض أسلوب لعبه ومساعدة منتخب بلاده في الفوز بالمباراة، ليعيد إلى الأذهان فشله مع النادي الباريسي في دوري الأبطال ضد ريال مدريد.
الجدير بالذكر أن فوز البرازيل بتلك المباراة كان من الممكن أن يمهد للتغلب على فرنسا في الدور نصف النهائي أو ربما كرواتيا في الموقعة النهائية. خلافا لذلك، اضطر نيمار لمغادرة نهائيات كأس العالم دون ترك بصمته الخاصة. وسيكون نيمار بعمر الثلاثين بحلول موعد كأس العالم في قطر سنة 2022.
وذكرت الصحيفة أنه في حال مشاهدة نيمار حفل الفيفا لتوزيع الجوائز أو حتى الاطلاع على القائمة المختصرة للمرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في السنة، فإنه من المؤكد أنه قد لاحظ تواجد بعض اللاعبين الذين عاشوا على أمل تحقيق حلمه الخاص. ومن بين هؤلاء، تيبو كورتوا، حارس المنتخب البلجيكي الذي وقع اختياره كأفضل حارس مرمى، والذي كان سببا في إقصائه من كأس العالم وفاز بالميدالية البرونزية في المسابقة العالمية.
في سياق متصل، تشمل هذه القائمة أيضا اللاعب المصري، محمد صلاح، الذي فعل ما كان يرغب نيمار بفعله في دوري الأبطال وسجل هدفا رائعا في مباراة الدربي ضد إيفرتون ما مكنه من الحصول على جائزة بوشكاش. بالإضافة إلى لوكا مودريتش، الذي قاد منتخب بلاده إلى المباراة النهائية لكأس العالم بعد فوزه بميدالية رابعة في دوري أبطال أوروبا، وكيليان مبابي، الذي فاز بكأس العالم عن عمر يناهز 19 سنة وانتزع مكان زميله البرازيلي في النادي الباريسي في فريق فيفبرو لأفضل 11 لاعبا في العالم.
وأضافت الصحيفة أن جل المرشحين لجائزة أفضل لاعب في السنة فعلوا ما فشل نيمار في تحقيقه. وبعد مرور 14 شهرا على أغلى صفقة في سوق انتقالات اللاعبين في تاريخ كرة القدم، قد يجعلك أداء نيمار تتساءل عن سبب الضجة الإعلامية التي سبقت انتقاله وأحقيته في أن يكون اللاعب الأغلى تاريخيا.