هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسود حالة من الترقب الشديد، في بلدة الخان الأحمر البدوية الفلسطينية المهددة بالترحيل شرقي مدينة القدس، مع قرب انتهاء مهلة الهدم الذاتي التي قررتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي غدا الاثنين، ويواصل معتصمون ومتضامنون فلسطينيون رباطهم في القرية التي يبلغ تعداد سكانها 350 فلسطينيا، وأصدرت محكمة الاحتلال قرارا بإخلائهم تمهيدا لبناء مستوطنة جديدة تعزز الشريط الاستيطاني شرقي القدس.
وأفاد معتصمون من داخل قرية الخان الأحمر لـ"عربي21" بأن "وفودا من الهيئات الفلسطينية والنقابات المهنية
ومتضامنين أجانب لا يزالون يتوافدون إلى القرية، تمهيدا للاحتشاد والإضراب الشامل
الذي دعت له الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الاثنين، لمواجهة محاولة الاحتلال
هدم القرية بالقوة بعد انتهاء مهلة الإخلاء".
وكانت الفصائل دعت إلى تكثيف التواجد في الخان الأحمر،
لحمايته من أعمال الهدم المتوقع تنفيذها بالقوة في أي لحظة، بعدما سلمت قوات
الاحتلال أهالي الخان الأسبوع الماضي، بلاغات تطالبهم بهدم منازلهم ذاتيا حتى
تاريخ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر.
ومع اقتراب انتهاء المهلة، قال منسق حملة
"أنقذوا الخان الأحمر" في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو
رحمة إننا "نتوقع مساء الغد اقتحام آليات الاحتلال العسكرية للخان الأحمر
لهدمه"، لافتا إلى أن "المعتصمين يتواجدون في الخان لليوم الثالث بعد
المئة، وسيتواجد عدد أكبر غدا بالتزامن مع الإضراب الشامل".
اقرأ أيضا: "جريمة حرب".. هكذا وصف البرلمان الأوروبي هدم الخان الأحمر
في غضون ذلك، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة
القدس سعيد زيداني أن "الاحتلال الإسرائيلي يستطيع خلسة وفي ساعات الليلة
إخلاء القرية، في ظل قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية التي رفضت التماس إبقاء الخان
الأحمر"، مضيفا أنه "من الواضح أن القرية ستزول"، بحسب تقديره.
وفيما يتعلق بفعل الفلسطينيين مع اقتراب تنفيذ قرار الهدم، شدد زيداني في حديث خاص لـ"عربي21" على أن "الفلسطينيين لا يملكون سوى الاحتجاج والحشد أمام العالم، لأجل فضح هذا العدوان"، لافتا إلى أن "السياسات الإسرائيلية بالإخلاء والتهجير والتطهير العرقي مستمرة منذ عام 1948".
وذكر زيداني أن "الحكومة اليمينية الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو يبدو أنها مصرة على إخلاء سكان الخان الأحمر، رغم وجود متضامنين كثيرين يحاولون صد هذا العدوان بأيديهم"، مبينا أن "الإصرار الإسرائيلي يعود لاستراتيجة موقع القرية الفلسطينية".
وأوضح زيداني أن "إسرائيل تسعى لفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها، وتهدف إلى سد الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة"، مضيفا أن "الخان الأحمر من أولويات هذه الحكومة اليمينية المتطرفة نظرا لموقعها الاستراتيجي".
وأكد أن "الفلسطينيين يدركون ذلك، ويقاومون ويحتجون بشكل قوي لإفشال مخطط الهدم، وكان مأمولا أن يوقف هذا الاحتجاج قرار الهدم، لكن رد الالتماس من قبل المحكمة الإسرائيلية جعل الأمر متعثرا أمام أهالي القرية".
اقرأ أيضا: الاحتلال يمهل سكان الخان الأحمر أسبوعا لهدم منازلهم ذاتيا
وحول إمكانية أن يفتح هدم الخان الأحمر الباب أمام
هدم قرى فلسطينية أخرى، قال زيداني إنه "وارد أن تستهدف إسرائيل مواقع أخرى،
لأنها تريد الأرض وتريد أقل عدد من السكان في المواقع الاستراتيجية من وجهة
نظرها"، وفق تعبيره.
ونص الإخطار الإسرائيلي على أنه "يتوجب على
سكان الخان الأحمر هدم كل المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر بشكل ذاتي، وذلك
لغاية يوم 1 تشرين الأول/ أكتوبر، وبحال الامتناع عن تنفيذ ذلك، فستعمل سلطات
المنطقة على تنفيذ أوامر الهدم بموجب قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية".
من جهته، شدد أحد المتحدثين باسم التجمع هو أبو عماد
الجهالين على أن "السكان متمسكون بموقفهم الرافض للترحيل، وأن فكرة الهدم
الذاتي التي أنذرت بها سلطات الاحتلال السكان رفضت بالمطلق"، مؤكدا أن
"الفلسطينيين وكل المتضامنين المتواجدين في القرية البدوية منذ أكثر من شهر،
أخذوا قرارا بالمواجهة ورفض الترحيل إلى أي مكان".
وحول المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال لسكان
القرية لهدمها ذاتيا قبل مطلع الشهر القادم، والتي شارفت على الانتهاء، أشار
الجهالين إلى أن "كل قرار الترحيل مرفوض قطعيا، وأن الغرامات مسألة ثانوية في
ظل القضية الرئيسية وهي الترحيل".
وبحسب مراقبين، فإن قوات الاحتلال تسعى لاقتلاع آخر
صخرة تحول دون التوسع الاستيطاني في المنطقة، مشيرين إلى أنه "بتدمير الخان
الأحمر، يكتمل مخطط E1 الاستيطاني، لربط المستوطنات المحيطة بالقرية بمدينة القدس على شكل حزام استيطاني،
سيتوسع إلى خارج المدينة وصولا إلى منطقة البحر الميت".