هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن ظاهرة اجتياح الروبوتات لكافة قطاعات العمل، الأمر الذي ولد الكثير من الشكوك حول إمكانية الاستغناء عن الإنسان في عديد المهن مستقبلا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مسألة ظهور ما يسمى بالذكاء الاصطناعي والأتمتة ومدى تأثيره على قطاع العمل خلال العقود القادمة، يعد موضوعا شائكا ومثيرا للجدل.
في هذا الشأن، ناقشت خمس شخصيات مهمة في مجال الموارد البشرية والابتكارات التكنولوجية الفرص الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن يتمتع بها الإنسان في المستقبل، وذلك خلال اللقاء الذي نظمته شركة مابفري في مدريد.
وعموما، تعتبر وجهة نظر هؤلاء الخبراء إيجابية للغاية مقارنة بالتنبؤات المنتشرة على نطاق واسع، التي تتوقع زيادة نسب البطالة ونقص المواهب الإنسانية، ما سيعزز انعدام المساواة الاجتماعية.
ونقلت الصحيفة عن إيلينا سانز، المديرة العامة للموارد البشرية في شركة مابفري، أنهم يهدفون إلى "بعث رسائل إيجابية للناس"، حيث أفادت أنه "لا يمكن للروبوتات أن تحل محل الإنسان في العمل، إذ ستقتصر وظيفتها على المهام الروتينية والمتكررة، في حين سيكلف الإنسان بالمهام التي تتطلب الإبداع".
وبينت الصحيفة أن هذا التصور يتطابق مع التقرير الأخير الذي أعده الصندوق الاقتصادي العالمي تحت عنوان "مستقبل الوظائف 2018"، والذي تنبأ بأزمة في قطاعات الأعمال المصرفية التجارية وبعض الوظائف الروتينية التي لا تتطلب مستوى تعليمي جيد، وهو ما يفسر أن الروبوتات لن تستطيع أن تحل محل الموظفين ذوي الكفاءات العالية.
اقرا أيضا : هل تحدث الروبوتات العسكرية ثورة في الحروب المقبلة؟
وأردفت الصحيفة أن الموظفين المتقدمين في السن يشعرون بخطر فقدان وظائفهم في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي.
وتعليقا على هذه المسألة، أفاد مدير مجموعة بانكيا الإسبانية، أنطونيو أورتيغا بارا، أنه مازال بحوزة الموظفين المخضرمين، الذين يشهدون انهيار العمل الذي أفنوا سنين حياتهم في إعداده، الكثير من الإبداع لتقديمه.
وأكد أورتيغا بارا أن عدد الموظفين في البنوك يتقلص على مر السنين، وهو ما جعله يحافظ على الكثير من الأنشطة المهنية التي تعتمد على العنصر البشري في مجموعة بانكيا الإسبانية.
وذكرت الصحيفة أن بيلار بونس، مديرة الموارد البشرية في شركة "آي بي إم"؛ الشركة العالمية متعددة الجنسيات والمتخصصة في مجال تصنيع وتطوير الحواسيب والبرمجيات، أكدت على الدور الأساسي للتدريب على الابتكارات التكنولوجية بين موظفي الشركات المختلفة. وأضافت بونس قائلة: "إنها ليست معركة بين الآلات والإنسان، بل هي اتحاد بين الاثنين".
اقرأ أيضا : الروبوتات تعلم الأطفال في دور الحضانة الصينية
علاوة على ذلك، أشارت بونس إلى ضرورة إنقاذ الوضع الحالي للتعليم، حيث أن المهارات التي نطورها اليوم لن تكون هي نفسها خلال السنوات الخمس المقبلة.
كما أن قيمة التكنولوجيات الجديدة تتمثل في تعزيز القدرات البشرية وتحسين وتسريع تأثير العامل البشري في المنظمات.
ونقلت الصحيفة وجهة نظر عضو نقابة المحامين في مدريد، إينييغو ساغاردوي، أنه "يجب على النقابات وأرباب العمل البحث عن حلول عملية تشجع على التكيف والمرونة والانفتاح على طرق جديدة للعمل".
فضلا عن ذلك، طلب ساغاردوي من القوى السياسية الالتزام بتغيير وتنظيم التعليم على نحو أفضل لتدريب الأجيال الحديثة، لا سيما أن العالم يعيش على وقع تغيير جميع المفاهيم.
ويشعر ساغاردوي بالإحباط بسبب الجمود الذي خلفته السياسات السابقة، لكنه في الآن ذاته، "متفائل لرؤية بعض المبادرات التجارية والنقابية لصالح التحول".
وأكدت الصحيفة أن أستاذ المالية، لويس غارفييا، سلط الضوء أيضا على دور التعليم في تحفيز العامل البشري على العمل حتى العقود القادمة، التي من الممكن أن يتطور فيها مجال الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر.
وأوضح غارفييا أن اللقاء في مدريد أتاح له فرصة التحدث عن ضرورة الاستغناء عن فكرة إعاقة الإنسان لسير العمل وأن الروبوتات أكثر عطاء منه. فعلى سبيل المثال، استطاع الفيزيائي البريطاني، ستيفن هوكينج، إنارة الكثير من العقول على الرغم من مرضه النادر.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح إيلينا سانز التي نوهت بوجود موجة جديدة من الوظائف المرتبطة بمصطلح "الرقمية" على غرار علماء الرياضيات والمختصين في الإحصاء، فضلا عن محللي البيانات.
وبشكل عام، يعتبر علم فقه اللغة من أكثر المجالات إثارة للدهشة، لا سيما أنه مهنة بديهية لا تضم الكثير من الخيارات .