هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف أحد العاملين في شركة الحديد والصلب المصرية أن "السبب الرئيسي لعدم تطوير الشركة منذ إنشائها عام 1955، هو الإدارة العليا للبلاد التي لا تهدف أن تُطور الشركة، وقررت أن تخلي سوق الإنتاج العام لصالح سوق خاص يتحكم فيه بعض رجال الأعمال المحسوبون على المجلس العسكري الذين يتحكمون في كل الصناعات دون الرجوع للشعب، ودون النظر للموازنات الاقتصادية للبلد".
وأكد العامل، جمال الدين قنديل، في مداخلة هاتفية، مساء الخميس، في برنامج "عرق الجبين" المُذاع على "تلفزيون وطن"، أن "من يدير منظومة بيع الخردة لواءا شرطة وجيش، وهما قائمان بأعمال الشركة القابضة للحديد والصلب، والتي تمتلك 26 شركة أعمال في مصر، ويتم إدارتها لحساب المجلس العسكري".
وذكر أن "الشركة تعمل بنسبة 50% من إنتاجها متأثرة بالظروف الاقتصادية في البلاد"، مضيفا: "الأحوال لا تسر؛ بسبب إهمال الشركة، وتعرضها للتقادم، فقد تم إنشاء الشركة عام 1955، وإلى الآن لم يتم تطويرها، وتهالكت كل معدّاتها، وتسبب ذلك في خسائر مباشرة".
وتوقع جمال الدين "حدوث انهيار سريع للشركة؛ لأن إدارتها تدعي بيع خردة في الظاهر العام، ولكن في الحقيقة الذي يتم تقطيعه هو منتج جديد تم تصنيعه وتشوينه في مصانع التخزين، ويتم بيعها على أنها خردة".
وأوضح أن "حديد تسليح مقاس 4 لينية إلى 8 لينية، المُستخدم في إنشاء الكباري، يتم تقطيعه لصالح شركات القطاع الخاص، ويقوم الجيش بشراء هذا الحديد من الشركة بـ2000 جنيه، ويبيعه لرجل الأعمال أبو هشيمة بـ5700 جنيه".
وأرجع السبب وراء إقالة أحد الإداريين بالشركة، المهندس سامي عبدالرحمن، إلى "قيامه بتركيب كاميرات لمنع سرقة وبيع الخردة؛ لأنه تم بيعها بالأمر المباشر، ولكن من المفترض بيعها في المزاد العلني"، مشيرا إلى "قيام الإدارة ببيع الخردة على مستوى الشركة بأسعار قليلة جدا لرجل الأعمال المقرب من السلطة العسكرية أحمد أبو هشيمة".
وعلى غرار ما حدث في الشركة القومية للإسمنت، التي تم تصفيتها مؤخرا، قال "جمال الدين": "نحن نتوقع خلال سنة على الأكثر أن يتم تسريح عمال شركة الحديد والصلب جميعا، لوجود مقاولين من الباطن يقومون بتقطيع الخردة، رغم أن الشركة تعاقدت لبيع الخردة"، مرجعا "ما يحدث مع شركة الحديد والصلب إلى استقبالها للرئيس محمد مرسي في عيد العمال عام 2013".
وتعد شركة الحديد والصلب المصرية، وهي شركة مساهمة مصرية، أكبر شركة للحديد والصلب في مصر، وأول شركة في الشرق الأوسط، تأسست عام 1954 بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهي عبارة عن مجمع كامل للحديد والصلب في مدينة التبين بحلوان. وهي تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام.