هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ناقشت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بعد دخوله قنصلية بلده في مدينة إسطنبول التركية الأسبوع الماضي.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "قبل عامين، لم يكن أحد يتخيل اتهام حكام السعودية، حلفاء الولايات المتحدة المقربين، باختطاف وقتل ناقد عاش في واشنطن، وكتب بشكل دوري في صحيفة (واشنطن بوست)، أو أنهم كانوا سيتجرؤون على ترتيب هذه العملية في تركيا، الدولة الحليفة للولايات المتحدة".
وتشير الصحيفة إلى أن "النظام يقف متهما من مصادر في الحكومة التركية بقتل جمال خاشقجي، أحد أهم الصحافيين السعوديين في قنصلية المملكة في اسطنبول، ويمكن ربط هذا الأمر بصعود ولي العهد محمد بن سلمان، حاكم البلد الفعلي، البالغ من العمر 33 عاما، الذي أظهر أنه متهورا كما أنه طموح".
وتجد الافتتاحية أن "هذا التطور يعكس تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي شجع ولي العهد على الاعتقاد -مخطئا- أن مغامراته، حتى تلك الخارجة عن القانون، ستجد دعما من الولايات المتحدة".
وتلفت الصحيفة إلى أن "إدارة باراك أوباما نأت بنفسها عن القيادة السعودية؛ ليس لأنها عارضت الاتفاقية النووية مع إيران، بل للحملة العسكرية غير الشرعية في اليمن، التي قادت إلى سقوط آلاف المدنيين بسبب القصف الجوي العشوائي، لكن ترامب، وبعد وصوله إلى السلطة، قام بسرعة وأعاد العلاقات مع السعوديين، واختار الرياض، لا أوتاوا أو مكسيكو سيتي، لتكون الوجهة الأولى لأول زيارة خارجية له، وهناك غرق للعرض المبهرج والوعود الضخمة لمشتريات السلاح التي قدمها مضيفوه".
وتنوه الافتتاحية إلى أنه "على خلاف الرؤساء السابقين، فإن ترامب لم يطرح قضية حقوق الإنسان مع القادة السعوديين، رغم اعتقال ولي العهد الناشطين الليبراليين، بينهم النساء اللاتي طالبن بحق المرأة بقيادة السيارة، وعندما اعتقل ابن سلمان أعدادا من رجال الأعمال والأمراء في نهاية عام 2017 كان موقف الرئيس ترامب داعما، وكتب في تغريدة قال فيها: (لدي ثقة كبيرة بالملك سلمان وولي عهد السعودية.. هما يعرفان ما يقومان به)".
وتفيد الصحيفة بأن ولي العهد عندما زار واشنطن في ربيع العام الحالي استقبله ترامب في البيت الأبيض، ومرة أخرى لم يذكر شيئا عن حقوق الإنسان، واكتفى بالقول: "العلاقات في أعلى درجات القوة.. نفهم بعضنا"، وتفاخر الرئيس بصفقات أسلحة بالمليارات، مشيرا إلى أن السعوديين وعدوا بتوقيعها، قائلا: "السعودية دولة ثرية، وستقوم بمنح الولايات المتحدة جزءا من هذه الثروة".
وبحسب الافتتاحية، فإنه لم يوقع بعد الكثير من هذه العقود، لكن الإدارة تواصل دعم الحملة العسكرية في اليمن، وألغت قرار أوباما وقف الدعم لتوفير الوقود في الجو، مشيرة إلى أن الكونغرس طالب بربط صفقات السلاح للسعودية بتجنب قتل المدنيين، بعد مقتل أطفال بسبب قنبلة جوية على حافلتهم ضربها طيران التحالف، و"رغم الأدلة فإن الإدارة منحت شهادة السماح ببيع السلاح".
وتتساءل الصحيفة إن كان هذا السجل وراء اعتقاد ابن سلمان أنه يمكنه اتخاذ إجراءات قوية لإسكات معارضيه، قائلة إنه "لو كان هذا صحيحا فإن رد الإدارة لم يكن ليؤثر على استنتاجه، فحتى يوم الاثنين، أي بعد ستة أيام من اختفاء خاشقجي، تكلمت الإدارة، ترامب ومايك بينس ومايك بومبيو، لكن حديثهم جاء تعبيرا عن القلق والدعوة لفتح تحقيق ليس إلا".
وتستدرك الافتتاحية بأنه "كان لدى أعضاء الكونغرس ما هو أكثر للقول، فالسيناتورات الجمهوريون ماركو روبيوعن ولاية فلوريدا، وبوب عن تينسي كروكر، وليندسي غراهام عن ساوث كارولينا، وديمقراطيون، بينهم تيم كين عن فرجينيا، وديان فينستين عن كاليفورنيا، وكريس ميرفي عن كونيكتكت، حذروا من تداعيات الهجوم على صحافي".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن ميرفي كتب تغريدة، قال فيها إنه لو كانت المزاعم التركية صحيحة "فإنها يجب أن تمثل تحولا أساسيا في علاقتنا مع السعودية"، معلقة بأن "هذا هو الرد الصحيح".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا