كشفت وسائل إعلام روسية بأن
تركيا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة على قمة جبل الأقرع التي تعد الأعلى في منطقة الساحل السورية من الجهة الشمالية.
وقالت وكالة "سبوتنيك" إنها رصدت أعمال الحفر التي يقوم بها الجيش التركي أعلى قمة جبل الأقرع لبناء قاعدة عسكرية.
وأضافت أن أعمال الإنشاء التركية تستمر عند معبر "كسب" الحدودي، حيث تنشط حركة الآليات الثقيلة ومعها الجرافات لحفر الممرات التي يمر عبرها الجدار العازل الذي سيصل حتى النقطة البحرية الفاصلة بين البلدين عند بلدة "السمرة" السورية على شواطئ المتوسط أقصى شمال اللاذقية.
ونقلت عن مصدر عسكري تابع للنظام ومشرف على المعابر الحدودية قوله: "إن الأعمال التركية تجري تحت أنظار حرس الحدود في الجيش السوري"، مشيرا إلى أن "الحكومة التركية لم تحصل على موافقة من نظام
الأسد حول الأعمال الإنشائية التي تقوم بها".
وأضاف، أن "الحكومة التركية تحاول رسم مسار الجدار الحدودي من طرف واحد"، على حد قوله.
وتعليقا على الموضوع قال رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، إن بناء القاعدة العسكرية يتم دون ضجة إعلامية، وبالتالي فإن بناء هذا الجدار والقاعدة يتم بتوافق روسي تركي، خاصة في ظل عدم وجود أي تصريح روسي رسمي حوله، حيث أنه يبدو أن هناك بنودا في هذا الاتفاق ما لم يعلمه إلا الفريقين.
ويرى في حديثه لـ"
عربي21"، أن بناء الجدار هو نوع من رسم حدود آمنة لتركيا وبناء قاعدة عسكرية يعني تعزيز للقوات التركية، وبالتالي فإن موضوع الوجود التركي لا يدل على مرحلة انسحاب قريبة وإنما تعزيز وتثبيت لها في هذه المنطقة.
وأكد أن بناء تركيا لقاعدة عسكرية تطل على اللاذقية يدل على أن تركيا لن تتخلى عن أمن حدودها ولن تترك للنظام أن يقترب من هذه الخطوط. وهذا الرسم الجغرافي يؤيد قول أوردوغان إن تركيا ستبقى حتى إجراء انتخابات برعاية دولية في
سوريا.
من جهته أشار المحلل العسكري حاتم الرواي إلى أن بناء الجدار العازل، لم يحصل على اهتمام ملحوظ لا من النظام ولا حتى من الروس أصحاب القرار، حيث إنه منفصل تماماً عن موضوع القاعدة العسكرية.
واستبعد في حديثه لـ"
عربي21"، أن تكون تركيا بدأت في بناء القاعدة العسكرية دون التوافق مع أمريكا، بل والأوربي أيضاً، وذلك بعد أن تجاوزت التوتّر في العلاقة بين تركيا من جهة وأمريكا وألمانيا وهولندا من جهة أخرى.
وأوضح الرواي أنه عندما يتم التوافق على 12 نقطة مراقبة فهذا يعني أنها 12 قاعدة عسكرية تركية، تصغر وتكبر حسب المشيئة التركية، وبالتالي فطالما أن الأمور تسير بتوافق بين القوتين الإقليميّتين الفاعلتين في المنطقة، ومباركة القوّة الأعظم، فالانتشار العسكري التركي سيتم بدون أي عوائق.
يذكر أن الجيش التركي كان قد بدأ بإنشاء جدار عازل مع سوريا منذ آب/ أغسطس لعام 2015، حيث من المقرر أن يبلغ طوله 711 كيلومتراً.