هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجم سياسيون ومعارضون سوريون، هيئة التفاوض العليا، رافضين ما أسموه تبعيتها للسعودية، ودعمها المقدم للهيئة المعارضة، بسبب قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لا سيما أنها لم تدن مقتله رغم أنه كان في تصريحاته الصحفية داعما للثورة السورية.
من جهته، أرجع المحلل السياسي السوري حسن النيفي، عدم إدانة هيئة التفاوض السورية لمقتل خاشقجي، إلى اعتبار أن جميع الكيانات الرسمية للمعارضة السورية "تخضع خضوعا مباشرا للإرادات الدولية والإقليمية، بالتالي فإن معظم نشاطها كذلك مرهون بالأجندات الداعمة والراعية لها".
وقال لـ"عربي21"، إن مساحة الإرادة الوطنية المستقلة أو استقلالية القرار شبه معدومة، حيث إن هيئة التفاوض لن تكون بمنأى عن هذا المعيار، وهي التي انبثقت عن مؤتمر الرياض2، برعاية وتوجيه سعوديين، فضلا عن أن مقرها الدائم ومكان إقامة معظم أعضائها، وكذلك تمويلها، كله من السعودية، وفق قوله.
وأكد النيفي أنه لهذه الأسباب جميعها لن يكون بمقدور هيئة التفاوض إصدار أي موقف يدين الجريمة، علما بأن خاشقجي كان صاحب موقف متميز من الثورة السورية، وربما ترى هيئة التفاوض أن النأي بالنفس وعدم التطرق لهذه المسألة هو الأفضل لها.
من جهته، قال عضو مجموعة العمل من أجل سوريا درويش خليفة، لـ"عربي21" إن "مقتل شهيد الكلمة جمال خاشقجي هز الرأي العام العالمي، حيث إن السوريين مع كل مصائبهم تعاطوا مع قضيته كأحد مناضلي ثورتهم الأبرار، ولم يبخلوا في ردهم لجميل كلمات الخاشقجي التي كانت كالضماد لجرح ينزف طيلة سبع سنوات".
اقرأ أيضا: غضب يعم الشمال السوري من "هيئة التفاوض" والحريري يعلق
وأكد درويش أن "تماشي هيئة التفاوض مع الرأي العام الدولي، يكسبها تعاطف الشعوب المؤمنة بحرية العمل الصحفي، الذي يعد أحد أقوى عوامل التفاوض إن كانوا يتقنون مهمتهم فعلا وقولا، ولكن على ما يبدو فإن مصابنا كسوريين أحرار هو بوجود هؤلاء في الصفوف الأمامية لثورة الشعب السوري العظيم".
أما رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، فرأى أن صمت هيئة التفاوض السورية عن إدانة جريمة اغتيال خاشقجي "أمر طبيعي"، خاصة أن "السعودية هي الراعية لتشكيل هذه الهيئة، والدعم المادي للهيئة سعودي. ولذلك فهي لن تنطق بأي تصريح".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "الجميع يعلم بأن السعودية هي اليد الداعمة للائتلاف والهيئة، بالتالي، فإن اتخاذ أي موقف كإصدار بيان تنديد سيؤثر كثيرا على العلاقة بين السعودية والائتلاف والهيئة، وهم بدورهم تصرفوا كما تصرفت بقية الدول العربية، حيث لم نسمع بيان إدانة من أي دولة عربية".