هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لمديرة موقع "ريكود" كارا سويشر، تقول فيه إنها تشعر بالخيبة؛ لأن شبكة الإنترنت أصبحت وسيلة للكراهية.
وتقول سويشر:"عندما كنت أعمل مراسلة في صحيفة (واشنطن بوست) في الأيام التي سبقت الإنترنت، كان هناك رجل يكتب لي رسالة كلما نشرت قصة تحتوي على اسم أعتقد أنه يهودي".
وتشير الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "خطب هذا الرجل الطويلة والمعادية كانت دقيقة وواسعة، وكان يقص مقالي من الصحيفة، ويظلل الأسماء، ومثلما يبحث الدجاج عن طعامه كان يكتب سطورا طويلة سامة ونكدة عن محاولة رجال أعمال التآمر سرا للسيطرة على العالم وقتل الأمريكيين (الحقيقيين)، وكانت العناية التي أولاها لافتة للنظر وواضحة ومثيرة للغثيان في الوقت ذاته".
وتقول سويشر: "لقد أخافتني، لكنها رسالة أرسلت لي، واليوم فإن لدى الجميع القدرة على إرسال رسائل مصممة على الإنترنت، مثل مؤيد ترامب، سيزر سايوك، الذي قبض عليه بعد إرساله رسائل متفجرة أرسلها إلى (سي أن أن)، وعدد من الرموز الديمقراطية البارزة، فقد كان ناشطا في وسائل التواصل الاجتماعي كلها، ينفث سمومه التي صعدها على (تويتر) و(فيسبوك) منذ 2016".
وتبين الكاتبة أن "الأمر ذاته ينطبق على شخصيات متطرفة، مثل روبرت باورز المتهم بقتل 11 شخصا في كنيس ببتيسبيرغ، وكانت وسيلته المفضلة هي الإنترنت، ومن خلال موقع اسمه (غاب)، وهو موقع تابع لليمين المتطرف، وكما لاحظ مراسل (نيويورك تايمز) كيفن روز، فموقع (غاب) كان (الملجأ الأخير لأنذال الإنترنت، وهي المكان الذي يستطيع من خلاله أصحاب الأفكار التي اعتبرت سامة، للصحافة الرئيسية نشرها والتحدث بحرية)".
وتلفت سويشر إلى أن شركات، مثل (سترايب) و(غودادي) و(جوينيت) قامت بفصل (غاب)، كما فعلت مع أليكس جونز هذا العام.
وتقول الكاتبة إن "أصحاب المواقع عبروا عن أسفهم لتسهيل هذا الكلام التافه، واعتذرت (تويتر) عن عدم حذف حساب سايوك بعد الشكوى من سلوكه، لكن يحتاج الواحد مجرد ثوان للتفريق بين المحتويات العفريتية والهجمات الحقيقية، وما يجري على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى منابر التواصل الرقمي مثير للقلق ويكبر يمكن منعه".
وتقول سويشر إنها كتبت أول مقالاتها في "نيويورك تايمز" قبل أشهر، قائلة إن "(تويتر) و(فيسبوك) متهمتان مثل (غاب)، ومصممة بطريقة ينتقل فيها الكلام الشرير بشكل أسرع مرتين من الكلام الجيد، وتعمل من خلال عدم الاهتمام بتداعيات الكلام السيئ، بشكل يحتاج إلى التنظيف بعد ذلك".
وترى الكاتبة أن "هذه الوسائل تقوم بعمل سيئ؛ لأنها ليست مستعدة للدفع لتقوم بالإصلاحات اللازمة، والسبب هو أن تجفيف حفرة المجاري يعني خسارة المستخدمين، ما سيضر بها، في يوم الاثنين، وجد مراسلو (نيويورك تايمز) بسهولة أن عدد الذين قاموا بوضع تعليقات معادية للسامية على (إنستغرام)، وصل إلى 12 ألفا، وذلك بعد الهجوم على الكنيس".
وتقول سويشر إن "الجهل لا يتوقف عند هذه المنابر، بل من يدفع لها أيضا، حضرت حفلة عشاء، حيث قيم الحاضرون الممولين لسيلكون فالي من الأكثر سوءا إلى الأقل: روسيا، الصين، الكويت، قطر إلى أفراد آخرين حول العالم، وقال رجل أعمال معروف إن هذه الدول (مرتبطة بتصرفات رهيبة بطريقة أو بأخرى لو كنت صادقا مع نفسك)، ولا يمكن استثناء سنغافورة".
وتؤكد الكاتبة أن "هناك محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، الذي غمر شركات التكنولوجيا بالاستثمارات، لكن اللمعان حول إصلاحاته تبدد في أعقاب جريمة مقتل جمال خاشقجي الشنيعة، التي كانت بالتأكيد بتوجيهات ولي العهد إن لم تكن بأمر منه، وتقوم حكومته بسجن الناشطين وتدمير اليمن، وكان قد زار مقر (غوغل) مع سيرغي برين، ويبدو الاستقبال الحافل له أمرا مثيرا للأسف لو نظرنا إلى الوراء".
وتتساءل سويشر قائلة:: "أين نقف الآن؟ فالأموال التي تحصل عليها شركات التواصل الاجتماعي من خلال السماح لأشخاص، مثل سايوك وباورز، تحصل عليها من أوغاد مثل محمد بن سلمان، ولا يبدو أن هذه الصناعة تفكر في إعادة أموال الدعم أو تفكر في المستقبل".
وتقول الكاتبة إنها تشعر بالخيبة؛ لأن شبكة الإنترنت أصبحت وسيلة للكراهية، بعدما اعتقدت أن رسالة من شخص وحيد مليئة بالاتهامات المعادية لصحافية هي استثناء.
وتختم سويشر مقالها بالقول: "كنت مخطئة جدا، فبدلا من ذلك منحت الإنترنت أشخاصا مثله مساحة للنمو والازدهار، ولم تضع شركات التكنولوجيا قواعد واضحة، وزعمت أن التحرر من القيود كلها سيكون جيدا فيما نظر إليه على أنه أعظم تجربة في تاريخ التواصل البشري".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)