هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلقت، اليوم السبت، في مدينة إسطنبول التركية فاعليات المؤتمر العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورته الخامسة والذي يعقد تحت عنوان "الإصلاح والمصالحة".
وحضر افتتاح المؤتمر الرئيس العام للاتحاد الدكتور يوسف القرضاوي وعدد من العلماء وأعضاء الاتحاد من كافة أقطار العالم الإسلامي وهم قرابة 1050 عالما سجلوا حضورهم في الساعات الأولى.
ويتم في ثاني أيام المؤتمر انتخاب خليفة القرضاوي رئيسا للاتحاد، وبحسب ما استطلعته "عربي21" في المؤتمر، فإن الأمور ذاهبة إلى انتخاب أحمد الريسوني مغربي الجنسية.
ووستشهد الجمعية العمومية، انتخاب مناصب نواب رئيس الاتحاد والأمين العام للاتحاد ومساعديه، إضافة لأعضاء مجلس الأمناء.
وتتضمن فعاليات المؤتمر ورش عمل وجلسات نقاشية، أبرزها ورشة عمل عن الفرقة والاختلاف بين المسلمين وضرورة الوحدة الشرعية والحياتية، وورشة المنهج الصحيح في فهم الدين مانع من الفرقة بين المسلمين و منهج الإصلاح في بناء الائتلاف وتدبير الاختلاف في مجتمعات الأمة المعاصرة.
كما تتضمن الفعاليات ورشة أخرى بعنوان فقه المصالحة في ضوء القرآن الكريم وأثره في النهوض بالأمة ومنهجية المصالحة وأثرها في التعايش بين المسلمين، إلى جانب ورشة الحوار بين الفرقاء طريق للمصالحة والارتقاء، وتتضمن ورشة العمل جلسة عن معالجة رسائل النور في الخلاف بين السنة والشيعة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدكتور على القرة داغي، لـ"عربي21" إن مجلس أمناء الاتحاد اختار عنوان "الإصلاح والمصالحة" للمؤتمر في نسخته الخامسة، نظرا لما تعانيه الأمه وتمر به من خطورة في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والحضارية.
وأضاف القرة داغي: "دور العلماء هو نفس دور الأنبياء إلا أنه دون الوحي، وشعارهم "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت"".
ونفى القرة داغي أن يكون هناك ارتباط بين اسم المؤتمر والأزمة الخليجية، قائلا: "موضوع المؤتمر تم اختياره من قبل الأمانة العامة وتم ترتيب الأبحاث والدراسات منذ 2014، أي قبل الأزمة الخليجية التي طرأت في العام 2017".
وقال: "لكن لا شك أن قضية الخليج زادت الأمة تفرقا وتمزقا"، موضحا أن "المقصد من الإصلاح هو إصلاح الدنيا بالدين للجانب الاجتماعي والسياسي والفكري، ومصالحة الشعوب مع حكامها على أساس العدل والحرية والحقوق والكرامة".
وقال الدكتور محمد نصر سعيد وهو أحد المساهمين بالمؤتمر ببحث علمي عن أسباب الفرقة بين المسلمين ضمن ورشة العمل لـ"عربي21" إن الإصلاح لابد وأن يكون من داخل المسلمين ومن خارجهم.
وأضاف: "هناك عوامل كثيرة ومتعددة بداخل الأمة الإسلامية تنتج عنها هذه الفرقة والخلاف فكان هذا المؤتمر بمثابة تشخيص ونظرة متطلعة للعلاج".
وتابع بأن "هناك دولا إسلامية تعيش في محيط واحد وتعيش خلافات واختلافات وفرقة لا يقرها الإسلام ونأمل أن يساهم مؤتمرنا بشكل إيجابي في رأب صدع هذا الخلاف بين أشقاء الأمة الواحدة".
يذكر أن الاتحاد العالمي هو هيئة علمائية تضم عدد كبيرا من علماء المسلمين ويرأس الاتحاد الدكتور القرضاوي وهو المؤسس في 2004 وأمينه العام الدكتور علي القرة داغي ويعمل الاتحاد جاهدا على تجنب الاصطفاف السياسي إلا أن الدول التي فرضت حصار على دول قطر والتي يقع فيها مقر الاتحاد كانت قد ضمت أعضائه إلى قوائم إرهاب أعدتها وروجت لها إعلاميا عام 2017.