هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالب مسيحيون وسياسيون مصريون رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي بضرورة تقديم الجناة الحقيقيين والمسؤولين عن هجوم المنيا إلى المحاكمة، محذرين في الوقت نفسه من استغلال نظام السيسي للحادث وتلفيق قضايا جديدة للمعارضين والحقوقيين.
وقال مسيحيون إن الهجوم - بغض النظر عن أهداف منفذيه- لا يعفي إلقاء اللوم على قوات الأمن المصرية التي عجزت عن منع أو الحيلولة دون تكرار نفس الحادث.
وقُتل سبعة أقباط الجمعة في هجوم مسلّح استهدف حافلة تقل مسيحيين كانوا عائدين من زيارة إلى دير الأنبا صموئيل في المنيا (قرابة 250 كيلومترا جنوب القاهرة).
وتبنّى تنظيم الدولة هذا الاعتداء، الأوّل الذي يستهدف الأقباط منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر 2017.
وفي أيار/مايو 2017، تبنّى التنظيم هجوماً على حافلة كانت تقل أقباطا على الطريق نفسه الذي حصل عليه اعتداء الجمعة، إذ كانوا متجهين إلى الدير نفسه. وأسفر ذلك الاعتداء عن سقوط نحو 28 قتيلاً.
اقرأ أيضا: الأقباط في عهد السيسي.. نزيف مستمر (إنفوغرافيك )
لماذا الأقباط؟
واتهم المصري القبطي المعارض، أكرم بقطر، السلطات المصرية والإعلام بالاستخفاف بمشاعر المصريين بقولهم أن "هذا الحادث دليل يأس الإرهابيين ودليل قوه الضربات الأمنيه! تماما كما يقولون أن ارتفاع الأسعار دليل الانتعاش الاقتصادي!".
وأضاف لـ"عربي21" أن "المسيحين غير مذنبين بالمرة، فإذا كانت قيادات الكنيسة تساند نظام السيسي فإن الأزهر والأوقاف والتيار السلفي يساند نفس النظام، فهل من المعقول أن يتم التعدي على الأزهر بحجه مساندته لنظام السيسي!".
وتساءل: "كيف نجحوا في استهداف نفس الدير، وكيف وصلوا إلى تلك النقطة التي من المفترض أن قوات الأمن المصرية تقوم على حمايتها؟ كما تساءل ما هي نتيجة التحقيقات فى حادث نفس الدير فى مايو عام 2017؟ هل من المعقول أن وزاره الداخليه تنشغل ببيع البطاطس عن تأمين أرواح الناس؟".
وأعرب بقطر عن مخاوفه من استغلال نظام السيسي للهجوم من أجل تبرير إجراءات تعسفية قمعية ضد المعارضين والحقوقيين، داعيا المسيحيين إلى أن يتمسكوا بطلبهم في معرفه الجاني الحقيقي وليس تشييع الجريمة.
كبش فداء
ورأى المتخصص في الشؤون السياسية والباحث الإسلامي، محمد عبد الشكور، أن "حادث المنيا الأخير يؤكد أن تحالف السيسي مع الأقباط لم يكن في صالح المسيحيين ولا في صالح الوطن".
وأضاف لـ"عربي21" أن حديث السيسي المزعوم عن الإرهاب غير حقيقي ويهدف لتقديم رسالة للخارج مفادها "أنا أدافع عنكم وفي نفس الوقت أحمي الأقباط وأتحالف معهم".
اقرأ أيضا: هكذا يستفيد السيسي و"داعش" من عمليات قتل الأقباط
واستهجن عبد الشكور رد فعل السلطة المصرية في أعقاب مثل تلك الحوادث قائلا: "تأتي المعالجة للموضوع دائما من زاوية أمنية بحتة حيث يتم القبض عشوائيا على الأبرياء، وقتل بعض المختفين قسريا على أنهم هم مرتكبي الجريمة، ولا نشاهد أحدا يتم القبض عليه ومحاكمته في مثل تلك الأحداث، فدائما تصفيات جسدية مع أن الأولى القبض على الجناة لمعرفة من يقف خلفهم".
وأكد أن "هذه الحادثة تؤكد أكذوبة الاستقرار الأمني فى مصر، ومن ناحية أخرى تنهار نظرية السيسي حول الأمن بعد ضرب تحالفه مع الأقباط".
واستطرد: "بدأت أصوات الشباب بالكنيسة فى انتقاد السيسي والبابا نفسه بعدما شعروا أنهم ورقة ضعيفة يستخدمها كل الأطراف وهم باتوا وقودا لمعارك كاذبة وهزلية".
إرهاب السيسي
وقالت المنسقة العامة لحركة 6 أبريل بأمريكا، سوسن غريب، لـ"عربي21" إنه "من الواضح أن نظام السيسي الأمني فشل في القضاء على الإرهاب وخاصة ضد الأقباط. وما يعزز الفشل تكرر الحادثة للمرة الثانية ضد مواطنين مدنيين عزل في زياره للدير في المنيا في مايو 2017 الماضي".
وأضافت: "نظام السيسي يمارس إرهاب الدولة المتمثل في التنكيل بالمعارضين والاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري والتصفيات والإعدامات، ولم يحارب الإرهاب المزعوم كما يروّجون له بل شجع على مزيد من الإرهاب".
وأردفت: "على الرغم من تحالف قيادات الكنيسة مع النظام الانقلابي إلا أن عامة الأقباط طالهم من الاٍرهاب الكثير، ولم ينفعهم هذا التحالف بل جلب لهم المزيد من الدماء كباقي الشعب".
اقرأ أيضا: أقباط بمصر يشيّعون ضحايا هجوم المنيا في أجواء غاضبة (صور )
معادلة السيسي الأقباط
ومن ناحيته قال المفكر والباحث القطبي كمال زاخر لـ"عربي21": إن "المستهدف في حادث المنيا هو مصر بحاضرها ومستقبلها، ولكن الأقباط هم الحلقة الأضعف، والثغرة الموجودة في المشهد السياسي، وبالتالي فإن الأقباط هم الهدف الأكثر قربا للجماعات الإرهابية".
وبين أن "هناك معادلة تم اكتشافها في 30 يونيو من ضمن أرقامها المهمة هو رقم الأقباط، الذين وقفوا إلى جوار الدولة ضد سقوطها، وهناك محاولات لقصم تلك العلاقة الوطيدة من خلال العمليات الإرهابية".
وبشأن الاستهداف المتكرر للأقباط في بعض المناطق، أكد زاخر أن "هناك خللا أمنيا بكل تأكيد، وربما في الرؤية وعدم إدراك خطورة الأمر، والأمن بشكل مهني هو المسؤول عن هذا الأمر".