هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الجمعة، أن "إسرائيل وجدت نفسها في خطة المواجهة في الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين".
وأضافت الصحيفة في مقال نشرته للمعلق العسكري
الإسرائيلي عاموس هرئيل، أنه "آجلا أم عاجلا ستثير العلاقات الاقتصادية الآخذة
بالتزايد بين الصين وإسرائيل اهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، موضحة أن
"خشية واشنطن من الهزيمة أمام الصين في الحرب على الميزان التجاري، طرحت ما
يجري في شرق آسيا كملف متصدر لجدول الأعمال الأمريكي".
ولفتت إلى أنه "قبل نحو شهرين، حذرت جنرالات
بحرية أمريكية متقاعدة في مؤتمر مع نظرائهم الإسرائيليين، بشأن التساؤل في الولايات
المتحدة عن قرار تل أبيب في إعطاء الشركات الصينية بناء مشاريع كبيرة للبنى التحتية
في إسرائيل ومنها ميناء حيفا".
وتابعت الصحيفة أن "أحد المشاركين في المؤتمر
طرح إمكانية أن يقوم الأسطول السادس الأمريكي بمقاطعة قاعدة سلاح البحرية في حيفا،
بسبب المشاركة الصينية في بناء الميناء المدني هناك"، مبينة أن
"الإسرائيليين أدركوا الآن حجم الغضب الأمريكي تجاه هذه القضية".
وأشارت إلى أن "المندوبين الأمريكيين طلبوا
الحصول من إسرائيل على ضمانات، بأن الصين لن تستطيع استخدام هذه المشاريع التي
تشارك فيها في إسرائيل، من أجل تحسين مكانتها الاستراتيجية وقدرتها
الاستخبارية"، مؤكدة أنهم "لم يقتنعوا بأن إسرائيل تقدم لهم إجابات جيدة
بما يكفي".
اقرأ أيضا: تزايد نفوذ الصين في إسرائيل يثير مخاوف الشركات العبرية
وذكرت الصحيفة أن "الأمريكيين قالوا إنه إذا لم
تستطع إسرائيل تقديم ضمانات، فسيكون هناك مكان لإعادة فحص المشاريع التي وقعت عليها
مع الصين"، إلى جانب تأكيدهم أنهم لا يقبلون أن "تكون الولايات المتحدة
صديقة لدولة تبني لها الصين الموانئ"، بحسب ما أوردته "هآرتس".
وعدت الصحيفة الإسرائيلية أن "التشدد من قبل
واشنطن تجاه الصين هو نتيجة عملية تدريجية، بدايتها كانت في عهد إدارة الرئيس
الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ولكنها تعززت تحت إدارة ترامب"، موضحة أن
"الأمريكيين يخشون من فقدان عقود لصالح الصينيين، ما يعطي بكين موطئ قدم في
إسرائيل، ومن ثم تستغل هذا لغايات استخبارية".
وأشارت إلى أن "مصدرا كبيرا في البيت الأبيض،
تحدث مع بعثة إسرائيلية قبل بضعة أسابيع، وأكد أن هذه القضية أثارت الغضب في
البنتاغون ووزارة المالية الأمريكية ومكتب نائب الرئيس مايك بينس"، لافتة إلى
أنه "حتى الآن لم تطرح هذه القضية على جدول أعمال الرئيس ترامب".
وقالت الصحيفة إنه "عندما سيتم وضع ترامب في
الصورة، فمن المتوقع أن يرد على ذلك بغضب"، مشددة على أن "التوتر مع
الأمريكيين حول العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية مع الصين، هو مسألة وقت فقط"،
وفق تقديرها.