هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال عكيفا ألدار، الكاتب الإسرائيلي في موقع يسرائيل بلاس، إن "الاحتفالات الإسرائيلية حول مظاهر التطبيع مع دول الخليج العربي ما زالت سابقة لأوانها، رغم ما يردده بنيامين نتنياهو عقب زيارته إلى عمان، بأن القضية الفلسطينية يجب ألا تشكل عقبة أمام أي تطبيع عربي إسرائيلي".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "وزيرة الرياضة، ميري ريغيف، لم تحظ طوال عملها الحكومي بحفاوة واستقبال كما لاقته في زيارتها لإمارة أبو ظبي، ما جعلها الشخصية الدبلوماسية الإسرائيلية فوق العادة، صحيح أن الرياضيين الإسرائيليين نالوا ميداليات ذهبية بسبب تحقيقهم لنتائج عالية في مسابقات الجودو، لكن ريغيف خرجت من زيارتها وكأنها السفيرة الإسرائيلية الأولى، وربما وزيرة الخارجية، وأصبحت حديث الساعة".
وأشار إلى أن "السؤال يبقى: ماذا يعني أن تشارك دولة عضو بالأمم المتحدة بمسابقة دولية، وتحولها لإنجاز سياسي؟ ولماذا حظيت وزيرة الرياضة بكل الحفاوة والاستقبال، ما أظهر إسرائيل في وضعية المستجدية لأن يتم تمثيلها في هذه المسابقة الرياضية العالمية؟ مع أن اتحاد الجودو العالمي يحظر على أي دولة إدخال السياسة بالرياضة، بمنع رفع العلم الإسرائيلي، وحظر بث نشيدها الوطني في أبو ظبي لاعتبارات سياسية".
وتساءل: "هل كانت تجرؤ أبو ظبي على عدم بث النشيد الوطني الإيراني، وأن تمنع رفع العلم السعودي، وهي دول قد تواجه صعوبات في التغلب على إسرائيل في ميزان حقوق الإنسان في الشرق الأوسط".
وأشار إلدار إلى أنه "حين تم انتخاب قطر لاستضافة مونديال 2022، فمن الواضح أنها ستفتح أبوابها أمام كل الدول الأعضاء في اتحاد الفيفا، وتحترم رموزها الوطنية، بما فيها إسرائيل، ويتوقع أن تصل ريغيف للدوحة لترديد النشيد الوطني، وهنا نسأل: لماذا لم تلغ إسرائيل مشاركاتها السابقة بدول عربية رفضت رفع رموزها كالعلم والنشيد، كما حصل عام 2009 ببطولة التنس حين رفضت دبي آنذاك تصريحا بدخول اللاعبين الإسرائيليين؟".
وأوضح أنه "بالتزامن مع استضافة اللاعبين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة في أكثر من دولة عربية، فقد باتت العلاقات من تحت الطاولة تتقوى وتتنامى بين أجهزة الأمن ورجال الأعمال الإسرائيليين، ونظرائهم من الدول الخليجية، بعد أن سجل اختراق بهذه العلاقات عقب انعقاد مؤتمر مدريد 1991 بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من الدول العربية".
وأضاف أنه "بعد توقيع اتفاق أوسلو في البيت الأبيض عام 1993، والتقدم الذي أعقبه في المسارات السياسية، أفسحت المجال لافتتاح ممثليات سياسية وتجارية إسرائيلية في عمان ودبي في الخليج العربي، والمغرب وتونس في شمال أفريقيا".
عوديد بن حاييم، الدبلوماسي الإسرائيلي، الرئيس السابق للمثلية الإسرائيلية في عمان بين 1996-2000، قال إنه "لم يجد لدى العمانيين قلقا بشأن القضية الفلسطينية، ولعل أكبر مثال على ذلك حين منعت إسرائيل مشاركة ياسر عرفات في جنازة إسحق رابين في نوفمبر 1995، فيما كان وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ضمن قائمة المعزين، دون أن يزعجه ذلك".
أما المستشرق الإسرائيلي ماتي شتاينبيرغ، المستشار السابق لأربعة رؤساء لجهاز الأمن العام الشاباك للشؤون الفلسطينية، فقال إن "بن علوي وصل رام الله بعد خمسة أيام من زيارة نتنياهو للسلطنة؛ لإبلاغ أبو مازن بتفاصيل الزيارة، ومحادثات نتنياهو مع السلطان قابوس، حتى أن السلطة الفلسطينية امتنعت عن مهاجمة عمان وأبو ظبي بعد هذه الزيارة".
وأضاف أن "هناك سوابق تاريخية قامت فيها الدول العربية بالتقدم بخطى تطبيعية مع إسرائيل؛ بهدف إنجاز اتفاق سياسي مع الفلسطينيين، مستشهدا بمقال نشره ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في واشنطن بوست، في يوليو 2009، جاء فيه أن العرب لم يبذلوا الجهد الكافي لإقناع إسرائيل بأهمية المبادرة العربية للسلام، ولذلك لا بد من التوجه للجمهور الإسرائيلي لشرح أهمية السلام للشعبين".
وختم بالقول إن "الجانب الثاني من التطبيع العربي مع إسرائيل لا يكفي أن يكون في عمان وأبو ظبي والبحرين والسعودية، وإنما موجود هناك في الضفة الغربية فيما وراء الجدار، ويعيش تحت الاحتلال".