نشر موقع "ساينس
أليرت" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن إمكانية السفر عبر
الزمن من المنظور
العلمي، حيث تتعارض الأفكار التي تروج لها أفلام الخيال العلمي مع تخيلات علماء
الفيزياء العباقرة، على غرار ستيفن هوكينغ وألبرت أينشتاين.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن العالم الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ
قدم عدة قراءات تتعلق بالسفر عبر الزمن، حيث أشار إلى أن فهمنا الحالي للعلوم
الفيزيائية لا يستبعد إمكانية السفر عبر الزمن، لكنه يعجز عن تأكيدها.
وأضاف أنه في حال
بدأنا بتجاربنا اليومية، سنجد أننا نعتبر قدرتنا على الاتصال بأصدقائنا وعائلاتنا
في أي مكان في العالم لمعرفة أحوالهم من المسلمات. لكننا نجهل أن الإشارات التي
تحمل أصواتهم وصورهم تتنقل بسرعة كبيرة، لكنها لا تزال تستغرق بعض الوقت حتى تصل
إلينا.
وبين الموقع أن مسألة
عدم قدرتنا على الوصول إلى "الآن"، الذي ينشط فيه شخص ما في مكان آخر
بعيد عنا، تندرج ضمن نظريات ألبرت أينشتاين عن المكان والزمان، أو ما يُطلق عليه
العالم الألماني فائق الذكاء "الزمكان".
وأشار إلى نظرية
أينشتاين التي تفيد بأن المكان والزمان هما جزء من شيء واحد يدعى الزمكان، لذلك
يجب علينا الاستعداد للتفكير في المسافات عبر الزمن مثل تفكيرنا في المسافات في
الفضاء. وقد صرح العالمان الفيزيائيان برايان كوكس وجيف فورشاو بأن الوقت والمسافة
"يمكن استبدالهما ببعضهما البعض باستخدام شيء يمتلك خصائص السرعة".
وأوضح الموقع أن
محدودية سرعة الضوء تمثل معضلة كبيرة بالنسبة لأولئك الحالمين بالسفر عبر الزمن،
لاسيما وأن سفر الإنسان عبر الزمن وعودته إلى تواريخ تسبق وجوده من أجل التخطيط
لأحداث من شأنها منع ولادته من الحدوث، يتعارض بشكل صارخ مع مبدأ السببية الذي ينص
على أن النتيجة تتلو السبب ولا تسبقه.
ولسوء الحظ، يتطلب دفع
الإنسان ونقله بسرعة الضوء طاقة غير محدودة، وحتى إذا تمكننا من فعل ذلك، لن يمر
الوقت ببساطة إلى الوراء. وبدلا من ذلك، لن يكون الحديث عن التحرك إلى الأمام
والوراء أمرا معقولا. ويرجع هذا الاختلاف بالأساس إلى اختلاف قوانين الفيزياء
عندما تتحرك الأجسام بسرعات تتجاوز سرعة الضوء.
وأشار الموقع إلى
الثقوب الدودية باعتبارها عاملا حاسما في نظرية السفر عبر الزمن، حيث توضح نظرية
أينشتاين أن قوة الجاذبية تنجم عن الطريقة التي تعتمدها الكتلة في ثني نسيج الزمان
والمكان، وهو ما يعني أن ازدياد حجم كتلة جسم ما في الفضاء يعني أن مساحة الزمكان
ستتباطأ. وفي حال تزايد تركيز الكتلة في مكان واحد، سيصبح الزمكان مشوها إلى درجة
كبيرة لدرجة أن الضوء لا يستطيع الفرار من جاذبيته، وهو ما سيقود إلى تشكل ثقب
أسود.
وأورد أن فيزياء
الثقوب الدودية تحيلنا على التساؤل حول قدرتنا على ثني نسيج الزمكان بالطريقة
الصحيحة لدفعه للانغلاق على نفسه مرة أخرى والعودة بالزمن. وفي حال كان ذلك ممكنا،
فنحن لازلنا بحاجة إلى ثقب دودي بإمكاننا عبوره، وإنتاج مناطق ذات طاقة سلبية
لتحقيق الاستقرار داخل هذه الثقوب الدودية.
ووفقًا لميكانيكا
الكم، فإن المساحة الفارغة ليست فارغة، وإنما تمتلأ بأزواج من الجسيمات التي تظهر
وتختفي داخل الوجود. وفي حال استطعنا إنشاء منطقة يُسمح خلالها لعدد قليل من
الجسيمات بالدخول والتنقل من مكان لآخر، ستكون لهذه المنطقة كثافة طاقة سلبية.
وبين الموقع أن نظرية
الأوتار، التي تعرف باسم "نظرية إم"، تمثل أكثر النظريات الواعدة التي
تمتلك القدرة على الجمع بين ميكانيكا الكم ونظرية أينشتاين حول الجاذبية. ولكن،
تتطلب نظرية إم توفر 11 بُعدا، بعد زماني وثلاثة أبعاد مكانية نتحرك خلالها، وسبعة
أبعاد أخرى تكون متعرجة بشكل غير مرئي.
وعلى الرغم من أن
فهمنا الحالي للنظر عبر الزمن لا يستبعد هذا الاحتمال، إلا أنه من المرجح أن السفر
عبر الزمن غير قابل للتطبيق. وغالبا ما تكون قوانين الطبيعة متعارضة تماما مع
تجربتنا اليومية، لكنها تكون متناسقة تماما، تاركة مجالا صغيرا للمفارقات الكثيرة
التي تطرأ عندما نعبث بالسبب والنتيجة في الخيال العلمي المتعلق بنظرية السفر عبر
الزمن.
وبين الموقع أنه سواء
خبأ لنا
المستقبل آلات للسفر عبر الزمن أم لا، فإنه يمكننا أن نريح أنفسنا بحقيقة
أنه عندما نتسلق جبلا ما أو نسير وفق سرعة عالية بالسيارة، فنحن نساهم في تغيير
سرعة تحرك عقارب الساعة. علاوة على ذلك، ينبغي لنا أن نتذكر دائما أننا مسافرون
عبر الزمن، لكن ليس بالطريقة التي نطمح إليها.