رحّب رئيس حزب العدالة والبناء الليبي محمد صوّان بالرعاية الإيطالية لمؤتمر دولي حول
ليبيا في مدينة "باليرمو"، وأكد أن إيطاليا معنية باستقرار ليبيا وتعمل من أجله.
وقال صوّان في حديث مع "
عربي21": "على الرغم من أن مخرجات اجتماعات باليرمو لم تصدر بعد، إلا أنه يمكن القول إن الأوضاع في ليبيا عامة بدأت تتجه نحو الاستقرار، وأن الحرب تكاد تكون قد وضعت أوزارها، ولم يعد هنالك من نزاعات مسلحة إلا في حالات شاذة".
وأشار صوّان إلى أن "الاستقرار في ليبيا أصبح إلى حد ما يتمدد على كل المساحة الجغرافية الليبية، وأن هناك قناعة بأن الانقسام السياسي لا يمكن حسمه عبر الحل العسكري من أي طرف كان، وأنه لا بديل من التوافق والحوار".
وأكد صوّان أن "الاستقرار في ليبيا يحقق مصالح جميع الأطراف الجارة لليبيا"، وقال: "لقد باتت خارطة الطريق الآن شبه واضحة، فهناك مجلس رئاسي مطلوب منه القيام بتحسينات لتقديم الخدمات للناس، وسيكون هناك مؤتمر جامع سيحدد فيه الليبيون خياراتهم".
وأشار السياسي الليبي، إلى الدور الذي ستضطلع به البعثة الأممية في ليبيا في رعاية هذا الحوار والوصول به إلى مبتغاه، وقال: "ستسعى الأمم المتحدة إلى أخذ آراء الليبيين جميعا والدفع بها للوصول إلى الانتخابات لإنهاء الانقسام والتخلص من كافة الأجسام السياسية الحالية".
وأضاف: "أعتقد أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة كان ذكيا في العمل من أجل الوصول إلى إجماع ليبي يمكنه من الضغط على باقي الأطراف الدولية المتصلة بالشأن الليبي من أجل إنهاء النزاع القائم فيها".
وشدّد صوّان على أهمية اتفاق الصخيرات في كل
الحوارات السياسية الليبية، وقال: "أرى أن اتفاق الصخيرات كمقاربة سياسية، على الرغم من كل الارتدادات والهجمات التي تعرض لها في الشرق أو الغرب، أكد أنه لا يوجد أي مقاربة سياسية قابلة للحياة إذا أردنا دولة ديمقراطية مدنية، إلا المُضيّ في تنفيذ بنوده".
ولفت صوّان الانتباه إلى أن "المجلس الرئاسي بدأ في حلحلة بعض الملفات، لا سيما الاقتصادية والأمنية منها من خلال تكليف وزيرين جديدين"، والتي قال بأنها بعثت نوعا من الأمل في نفوس الليبيين، مشيرا إلى وجود حزمة من التعديلات الوزارية الأخرى مرتقبة قريبا من شأنها أن تسهم في تفعيل عمل المجلس الرئاسي".
وأكد صوّان أن الإسلاميين ممثلين في حزب العدالة والبناء، لعبوا دورا أساسيا في إنجاح المسار السياسي الذي اضطلعت به الأمم المتحدة.
وقال: "لولا حزب العدالة والبناء لما كان هناك اتفاق الصخيرات، الذي كان بين طرفين أساسيين هما البرلمان الليبي والمؤتمر الوطني، ومثلت كتلة العدالة والبناء الدافع الأكبر في وفد المؤتمر الوطني بقيادة صالح مخزوم".
وأضاف: "لذلك لا يستطيع أحد أن يشكك في دور العدالة والبناء في إنجاح المسار السياسي الأممي، الذي أثمر اتفاق الصخيرات".
على صعيد آخر، لاحظ صوّان أن "النظام المصري، الذي انحاز في البداية لطرف سياسي في ليبيا بدأ يتجه لتعديل مواقفه والنظر إلى ليبيا كدولة واحدة".
وقال: "لقد كان تدخل الشقيقة مصر كنظام سياسي في البداية غير موفق، على الرغم من أن مصالح ليبيا تاريخيا مرتبطة بمصر، وقد استغربنا هذا الموقف، ونحن اليوم ندعو الحكومة المصرية أن تنظر إلى ليبيا كدولة شقيقة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وتقديري أن الحكومة المصرية بدأت تشعر بهذا، وتتواصل مع مع قيادات من مصراتة ومن المجلس الرئاسي، وهذا توجه سليم".
كما ثمّن صوّان مبادرة العاهل المغربي الملك محمد السادس لإنهاء الخلاف بين المغرب والجزائر، وأكد أنها خطوة في الطريق السليم، ومن شأنها المساهمة في تعزيز السلام في المنطقة عامة وفي ليبيا بشكل خاص، بالنظر إلى دور كل من الجزائر والمغرب في الشأن الليبي عامة وفي اتفاق الصخيرات تحديدا"، على حد تعبيره.
وتختتم في مدينة باليرمو الإيطالية مساء اليوم عاصمة جزيرة صقلية، أعمال مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية.
ومن المتوقع وفق تقارير إعلامية أن تنظم الحكومة الإيطالية على هامش المؤتمر "قمة مصغرة" عن ليبيا مساء اليوم الثلاثاء، من المرجح أن يشارك فيها رؤساء حكومات إيطاليا وروسيا والجزائر والرؤساء المصري والتونسي والنيجري والتشادي.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا انقساما تجلى مؤخرا في سيطرة قوات خليفة حفتر المدعومة من مجلس النواب على الشرق الليبي، في حين تسيطر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والمدعومة من المجلس الأعلى للدولة على معظم مدن وبلدات غربي البلاد.