هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسارعت ردود الأفعال الإسرائيلية على الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق للنار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث اعتبر محللون ما حصل خضوعا من قبل حكومة نتنياهو .
المراسلة السياسية للقناة 13 دانا فايس قالت إنه "في أعقاب سبع ساعات من اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية في قاعدة الكرياه بتل أبيب، أوصى الجيش بالاستمرار في ضرباته ضد المنظمات الفلسطينية، طالما أن هذه الفصائل واصلت إطلاق صواريخها باتجاه إسرائيل".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذا الاجتماع لوضع تقدير الموقف في أعقاب التصعيد الذي شهده القطاع، تزامن مع مواصلة الجيش تعزيز قواته في منطقة غلاف غزة، ولعل الرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية تتجه الآن نحو الاستمرار في مهاجمة غزة، طالما تواصل إطلاق القذائف الصاروخية، وطوال انعقاد الكابينت المصغر تواصل إطلاق هذه القذائف".
وأوضحت أنه "بالتزامن مع انعقاد الكابينت فقد تحدث مصدر مسئول في سلاح الجو الإسرائيلي عن عمل الجيش بحذر في غزة، وفي جانب آخر المس بحماس من خلال تنفيذ عدة عمليات كبيرة داخل غزة عبر شن هجمات قوية بعكس ما كان عليه الوضع في السابق، سواء بالنسبة لكمية الأهداف المضروبة، أو من ناحية جودتها ونوعيتها، خاصة مهاجمة عدة مباني من 6-7 طوابق في قلب مدينة غزة".
وأشارت إلى أن "هذه أهداف ذات قيمة كبيرة لحماس، ورأينا من خلال مصادرنا الاستخبارية أن هذه الضربات تسفر عن نتائج قاسية داخل الحركة، لأن هدم مباني مدنية داخل أوساط سكانية تشكل تحديا أمام حماس".
من جانبه قال مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم" أريئيل كهانا إن "مداولات الكابينت المصغر تشير لعدم رغبة الحكومة بالدخول في مواجهة واسعة بسبب التوتر القائم في الجبهة الشمالية، في ظل البحث عن طرق لمعاقبة حماس دون الذهاب لتصعيد مفتوح، أو الدخول في حرب شاملة".
أما الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي فأشار إلى إن "ما حصل في غزة خلال الساعات الأخيرة لا يبني ردعا إسرائيليا، لأن كثافة الضربات الجوية الإسرائيلية على المنظمات الفلسطينية لم تؤثر فيها، هذا ما سيكتب في التاريخ العسكري".
وأضاف في مقال تحليلي ترجمته "عربي21" أنه "فقط من خلال عملية برية حادة قاسية تتضمن دخولا مكثفا داخل غزة كفيلة بأن تجثو حماس على ركبتيها، حينها سيتحقق هذا الهدف، رغم أن ذلك سيجبي أثمانا من حياة الإسرائيليين".
وأكد أنه "في الوقت الذي تتردد فيه إسرائيل للعمل داخل القطاع من أجل ترميم الصورة الردعية للجيش فقد حصل العكس، حين بادرت المنظمات الفلسطينية لافتتاح هذه الجولة بترتيب معد سلفا، ومبادر إليه من أجل زيادة ردعها في مواجهة إسرائيل".
وأشار أن "المنظمات الفلسطينية بدأت حملتها بصاروخ الكورنيت، ثم القذائف الصاروخية، ثم تواصل إدارة حرب استنزاف ضد إسرائيل على طول الجدار الحدودي، وليس هناك إسرائيلي واحد يوافق على هذه المعادلة الجديدة غير القائمة على التوازن، فمستوطنو الغلاف ليسوا قادرين على الحياة بطريقة استنزاف طوال الأيام والليالي، وحياتهم باتت غير مستوعبة".
وختم بالقول إن "مهمة المستوى السياسي والعسكري والمخابرات في إسرائيل بسيطة، وهي العمل على ترميم الردع الإسرائيلي الذي تآكل خلال السنوات الماضية، وفي المقابل التوضيح لحماس بأنها ستدفع ثمنا باهظا إن حاولت فرض قواعد اللعبة على الجيش الإسرائيلي".