هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف سياسيون ونشطاء مصريون، النقاب عن حقيقة ما جرى مع الوفد البرلماني المصري الذي كان يقوم بزيارة إلى العاصمة البريطانية لندن، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، للقاء رئيس مجلس العموم البريطاني وأعضاء حكومة الظل.
وكان طارق الخولي أحد أعضاء الوفد الذي سافر إلى بريطانيا، قد اشتكى من تعرضهم لمضايقات أسماها "إخوانية"، بعد انتهاء الوفد من زيارة جامعة "كينغز كوليغ"، "لأنهم يقومون بدور رئيس يتمثل في حظر جماعة الإخوان في جميع البلدان"، على حد قوله.
وقالت عضو المجلس الثوري المصري في لندن، سها الشيخ، لـ"عربي21"، إن "أعضاء برلمان السيسي يحاولون تسويق أن المعارضة بالخارج هم إخوان فقط، وأنهم ضحايا اعتدائهم، في حين أن من حق المعارضين مواجهة أي وفود تمثل النظام في أي مكان في العالم".
وأضافت: "قامت جماعة من الأحرار المصريين المعارضين لنظام السيسي بمواجهة الوفد المصري، أمام جامعة كينغز كولغ بحقيقة أمره، لتوصيل رسالة مفادها أنهم لا يمثلون الشعب المصري، بل يمثلون نظاما مجرما وقاتلا، وأنهم فسدة منتفعون يسافرون ويتمتعون بأموال الشعب المعدم".
وكشفت عن أن "اللافت في الأمر، أننا لم نر طلبة ولا أساتذة أجانب في الاجتماع كما كانوا يدعون، وهذا يؤكد افتقادهم المصداقية عند الغرب، خاصة أنه لم يتواجد أي صوت معارض داخل الاجتماع الذي اقتصر على بعض الطلاب المصريين المؤيدين للانقلاب".
خداع
واتهمت الشيخ الوفد بافتقارهم للشجاعة، قائلة: "هلع الوفد المصري من مواجهتهم بالحقيقة، وحاولوا إرهابنا بطلب الشرطة، متناسين أننا في بلد ديمقراطي وليس في مصر تحت حكم السيسي، وتواروا عن الأنظار، ورفضوا الإجابة على أسئلتنا".
وأكدت أن "ما يقوم به الوفد المصري هو خداع لأنفسهم قبل العالم، يتحدثون في ندوة تحت عنوان الطريق إلى الديمقراطية في مصر، في ظل وجود تقارير رسمية وموثقة بأن نظام السيسي في مصر ينتهكل كل حقوق الإنسان، وأنه لا توجد ديمقراطية حقيقية".
وأوضحت أن الهدف من الزيارة "تلميع صورة نظام السيسي عند أعضاء بريطانيين مؤيدين للنظام ولإسرائيل ولدول خليجية، والتقاط صور لنشرها على الرأي العام المصري لخداع المصريين بأنهم نواب محترمون، في حين أن الحقيقة أنهم يتفسحون ويستوقون".
وفد "فاقد للشرعية"
من جهته، قال النائب المصري السابق ياسر الرافعي، المقيم في لندن، إن "هناك ثلاثة أنواع من النواب في مجلس العموم البريطاني، الأول، مستعد لتصديق أي شيء عن الإخوان، وهو من بارك القتل في رابعة والنهضة، والثاني، يعلم أن الإخوان ليسوا إرهابيين، ولكنه لم يعترض على ما حدث لهم على يد السيسي حفاظا على مصالح بلاده".
وأضاف أن الثالث، "بعض النواب الأحرار، الذين ينكرون حكم السيسي ومذابحه، ويعرفون حقيقة جماعة الإخوان، وتربطهم بهم علاقة جيدة".
وأضاف لـ"عربي21": "البريطانيون يعرفون أن أعضاء الوفد البرلماني المصري جاؤوا عن طريق المخابرات الحربية، وأنهم لا يمثلون الشعب المصري، ولا يستمعون لهم ولا يستضيفونهم إلا لتحقيق مصلحة بريطانيا في التواصل مع مثل هؤلاء، واستخدامهم لتنفذ إاستراتيجيتهم في الشرق الأوسط، وحماية إسرائيل".
ماذا يعرف البريطانيون؟
وكشف أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، محمد سودان، المقيم في لندن، لـ"عربي21" عن أن "هناك شركات مدفوعة الأجر من أعدت لقاءات وفد برلمان السيسي، أما فيما يتعلق بفكر ونهج جماعة الإخوان المسلمين فقد تمت لقاءات كثيرة مع معظم أعضاء البرلمان البريطاني، وبات لديهم قناعة راسخة أنها جماعة سليمة، ويعرفون أن ما حدث في مصر هو انقلاب، وأن الوفد المصري لم يأت بانتخابات طبيعية، وهم يتعاملون معهم من هذا المنطلق".
وفيما يتعلق بدور الوفد في محاولة حظر الجماعة في لندن، أكد أنه أمر مستحيل "فالجماعة حصلت على حكم من الحكمة البريطانية العليا في 2016، بإسقاط حصانة جميع أعضاء الحكومة المصرية، ولكن للأسف لم يشمل رئيس الدولة بسب البروتوكول البريطاني".
وأضاف أن "البريطانيين يعرفون طبيعة نظام الحكومة المصرية، وصدرت مذكرة اعتقال بحق رئيس أركان الجيش المصري السابق، محمود حجازي، ولكن للأسف الشديد أصدرت الخارجية البريطانية حصانة مؤقتة لحمايته من الاعتقال أثناء زيارته للندن".
وأشار إلى وجود محاولات سابقة لحظر عمل جماعة الإخوان "فكانت لجنة السير جون جينكينز ولكنها أخفقت من وضعها على قائمة الإرهاب، وبعد ذلك قام البرلمان البريطاني بتشكيل لجنة كبيرة وأصدر تقريرا نهائيا يرفض مزاعم أن الإخوان انتهجوا العنف؛ أو شاركوا فيه".
زيارة منعدمة التأثير
فيما قلل السياسي المصري والنائب السابق، طارق مرسي، من أثر زيارة الوفد البرلماني، قائلا: "لا يمكن أن نناقش تأثير محتمل لما يسمى الوفد البرلماني المصري هذا أوغيره من غير مراجعة الطريقة التي أنشئ بها البرلمان في مصر، ودور أجهزة أمنية وسيادية في اختيارات أعضائه، وهي بالمناسبة يعلمها القاصي والداني، ومعلومات الغرب عنها كاملة وربما بأكثر مما هو معروف في مصر".
وأضاف لـ"عربي21": "نحن للأسف أمام زيارات تتم من قبيل النزهة والفشخرة وإهدار المال العام، وأحيانا تكون غطاء لمبالغ مالية طائلة تنفقها دول وأنظمة في الإقليم وتشتري بها ولاءات داخل الغرب لتصفية حسابات ضيقة لهذه الدول مع ثورات الربيع العربي، ويدعم هؤلاء بشكل كبير، اللوبيات الصهيونية في هذه الدول"، على حد قوله.