نشرت صحيفة
"
إسباناتوليا" الإسبانية تقريرا عرضت من خلاله أفضل
قلاع القرون الوسطى
والحصون الموجودة في
تركيا، حيث تعد تركيا من بين البلدان التي شهدت أرضها الكثير
من الحضارات والشعوب انطلاقا من الحيثيين والفرس وصولا إلى البيزنطيين
والعثمانيين.
وقالت الصحيفة
في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن المجال الذي تحتله تركيا حاليا كان مسرحا لعدد
من الحضارات والإمبراطوريات على مرّ السنين. ومن بين هذه الحضارات المتعاقبة على
تركيا نذكر حضارة الحثيين، والفرس، والإغريق، والمقدونيين، والرومان، والبيزنطيين،
والصليبيين، وأيضا السلاجقة والعثمانيين.
وأوردت الصحيفة أنه نتج عن هذه الحضارات في
التراب التركي عدد كبير من القلاع والحصون التي تعود إلى العصور الوسطى. ووفقا
لسجل وزارة الثقافة والسياحة التركية تعد
قلعة زيلكالي من قلاع القرون الوسطى الواقعة على وادي فرتينا في محافظة ريزة
الواقعة أقصى شرق البحر الأسود.
وبنيت هذه
القلعة على ارتفاع 1130 مترا على منحدر مذهل يطل على كامل الوادي. كما تحتوي على
جدار مزدوج وبرج مركزي وجُهز أيضا بغرف تحولت إلى ثكنات لإيواء الجيوش، ويعتقد
الكثيرون أن هذا المأوى كان كنيسة صغيرة. والجدير بالذكر أنه تم تشييد القلعة بين
القرنين الرابع عشر والخامس عشر.
وذكرت الصحيفة
قلعة "كيليت باحير" وهي قلعة تقع في مضيق الدردنيل أمام مدينة
تشاناكالي، حيث يوجد حصن آخر، وهو قلعة السلطان. ويقع الحصنان في موقع استراتيجي
للغاية، وقد تم بناؤهما من قبل السلطان محمد الثاني.
وأفادت
الصحيفة أن هذه القلاع كانت عبارة عن نقطة حيوية للسيطرة على مضيق البسفور. ولذلك،
تعني عبارة "كيليت باحير" قفل البحر، في إشارة إلى الدور الذي لعبه
الحصن على مر العصور.
كما أشارت
الصحيفة إلى قلعة أماسيا التي تقع فوق جبل
هارشين، ويعود تاريخ هذه القلعة إلى آلاف السنين. وكانت القلعة مسرحا للحصار
والهجمات والتدمير منذ زمن الإمبراطورية الفارسية. وكذلك مسرحا للحروب بين
الجمهورية الرومانية ومملكة بونتوس عندما تم تدميرها تقريبًا بالكامل.
ونوهت الصحيفة
الى أنه خلال العهد البيزنطي احتفظت القلعة بأهميتها الاستراتيجية، كما تم ترميمها
من قبل العثمانيين خلال سنة 1075. وتجدر الإشارة إلى أن القلعة بقيت قيد الاستخدام
حتى القرن الثامن عشر. وتعزز القلعة بثمانية خطوط دفاع، ويروج إلى أن السلطان محمد
الأول اختبأ في القلعة هربا من القوات المغولية التابعة للقائد تيمورلنك.
وأشارت
الصحيفة إلى قلعة ألانيا التي بنيت خلال القرن الثالث عشر بعد فتح أنطاليا سنة
1220 في فترة سلطنة الدولة السلجوقية. في الآن نفسه، تم بناء برج قيزيل الأحمر،
الذي اكتمل سنة 1226، وتحوّل لاحقا إلى رمز للمدينة. وقد بنيت قلعة ألانيا على
بقايا القلاع السابقة من الحقبة الرومانية والبيزنطية.
وأوردت
الصحيفة أنه بعد وصول العثمانيين وتهدئة المنطقة، فقد الحصن دوره الدفاعي. وفي وقت
لاحق، تم تزويد الحصن بجدار يقدر طوله بحوالي 6.5 كيلومترات و140 برجًا. ويوجد اسم
الحصن في قائمة المرشحين للتحول إلى موقع للتراث العالمي.
وقالت الصحيفة
إن قلعة بويابات على الرغم من الاعتقاد السائد بأنه قد تم بناؤها من قبل سكان
بافلاغونيا الواقعة شمال تركيا، إلا أن تاريخها ما زال محل نقاش، ويعتقد الكثيرون
أنها تعود إلى 2800 سنة. وقد تم بناء هذه القلعو واستخدامها على التوالي من قبل
الرومان والبيزنطيين والعثمانيين الذين زينوها بالجدران العمودية الرائعة.
ويعتقد علماء
التاريخ أن القلعة عملت على حماية قافلات وطرق تجارية مهمة تعبر منطقة الأناضول،
لكن، تراجع استخدامها منذ سنة 1300. ولاحقا، اكتشفت أنفاق داخلها تنحدر إلى مدينة
تحت الأرض بناها الرومان. ويمكن أيضًا أن تكون بمثابة طريق للهروب خلال عمليات
الحصار.
وذكرت الصحيفة
قلعة ديار بكر التي يشار إلى أن جدرانها السوداء المذهلة مبنية من الصخور
البازلتية، والتي يمكن رؤيتها من الفضاء، وفقا لما أكده البعض. ويبلغ طول هذه
الجدران حوالي ستة كيلومترات، وقد بناها الرومان منتصف القرن الرابع، لحماية مدينة
آميدا القديمة. فقد أمر قنسطانطيوس الثاني ببناء هذه الجدران، التي تحولت إلى إحدى
أعظم التحسينات والآثار في عصره.
في وقت لاحق،
عمل فالنتينيان الأول على توسيع الحصن، بين سنتي 367 و375، وذلك عندما كانت
المدينة جزءا من الإمبراطورية الشرقية. ويوجد في هذه الجدران أربعة أبواب، و82
برجا، يبلغ ارتفاعها 12 مترا وبعرض يصل إلى خمسة أمتار.
وفي الختام
قالت الصحيفة إن جدران قلعة ديار بكر تعتبر أطول وأوسع جدران كاملة في العالم، بعد
سور الصين العظيم. وخلال سنة 2015، تم تسجيل هذه القلعة جنبا إلى جنب حدائق هيفسل
في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.