هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت الصحف الإسرائيلية الخميس العلاقة مع السعودية، في ضوء التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق، وقال فيها إنه "لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة".
وتحدثت مقالات لكتاب إسرائيليين في عدة صحف عن "دور السعودية في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والحاجة لزيادة الاتصالات الإسرائيلية بها"، مبدية في ذات الوقت تحفظها على تصريحات ترامب.
ففي صحيفة مكور ريشون يرى إلحنان شفايزر أن "السعودية حيوية لاستقرار المنطقة، وتظهر الحاجة ملحة لزيادة علاقاتها مع إسرائيل، واتضح ذلك جليا من خلال حديث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حين دافع عن الحلف الأمريكي السعودي رغم مقتل الصحفي جمال خاشقجي، على اعتبار أن المملكة تساعد في الحفاظ على استقرار المنطقة والوضع في الشرق الأوسط".
"تقدير كبير"
وأضاف في مقاله -الذي ترجمته "عربي21" - أن "الأوساط الإسرائيلية تراقب عن كثب التقدير الكبير الذي تكنه الإدارة الأمريكية للدور الذي تقوم به السعودية لتقوية الديمقراطية الوليدة في العراق، ومسؤوليتها بالتالي عن خدمة بغداد في هذه الآونة للمصالح الغربية، وليس طهران، كما تساعد الرياض في إيواء اللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا، وتتعاون مع الدول المجاورة، وتعمل بتنسيق كامل مع مصر، وتحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل".
وختم بالقول إن "تل أبيب تتفق مع واشنطن في تقدير أهمية التبرعات السعودية بملايين الدولارات لتمويل الحرب الأمريكية على تنظيم الدولة والمنظمات المسلحة الأخرى، وكل هذه المساهمات السعودية أثمرت في تحقيق استقرار الأمن في المنطقة والعالم".
في المقابل يقول الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي، إن "الرئيس ترامب يحاول أن يلعب بورقة إسرائيل في علاقاته مع السعودية للتغطية على سلوكه في قضية مقتل خاشجقي، وهذا قد لا يعود بأمور إيجابية على إسرائيل، لأنه لا يريد معاقبة المملكة بدعوى أن ذلك يضر بأمن إسرائيل".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "تصريح ترامب يمنح الزعماء الإسرائيليين للوهلة الأولى شعورا بكثير من النشوة والسعادة لأنه يفضل المصالح الأمنية لإسرائيل على القيم الأخلاقية الأمريكية في مسألة خاشقجي، إلا أنه بقليل من التدبر فإن هذا التصريح يجب أن يقلق إسرائيل، ويعطيها شعورا معاكسا عن الشعور الأولي".
قلق إسرائيلي
ويوضح بالقول: "هناك عدة أسباب للقلق الإسرائيلي من تصريح ترامب الخاص بعلاقات السعودية وإسرائيل، فالسعودية أولا لا تقدم كثيرا للأمن الإسرائيلي باستثناء موضوع إيران، وتهديدها النووي، كونه تهديدا مشتركا للرياض وتل أبيب معا".
وأضاف أن "السبب الثاني في القلق الإسرائيلي يكمن في أن السعودية تتعاون مع واشنطن في طرح صفقة القرن، صحيح أنها تخدم الكثير من المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية، لكنها تتطلب منها تقديم تنازلات مؤلمة".
أما السبب الثالث، بجسب بن يشاي، فهو أن "السعودية لا تبدو الدولة القادرة على فعل كل شيء، فالرئيس الفلسطيني رغم ضعفه استطاع كبح جماح ولي العهد السعودي في قبول صفقة القرن، كما فشل الأخير في إضعاف حزب الله اللبناني حين حاول فرض سعد الحريري رئيسا للحكومة، كما أن حرب السعودية ضد الحوثيين في اليمن لا تسجل بعد نجاحات تذكر".
وأشار أن "حلفاء إيران، وليس السعودية، يواصلون تهديدهم في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبالتالي فإن الربط الذي ظهر في كلام ترامب عن إسرائيل والسعودية قد يضر بأمن إسرائيل، ولا يخدمها، وبالتالي قد لا يكون هناك أساس لفرضية ترامب أنه بدون العلاقات القوية بين الولايات المتحدة والسعودية فإ إسرائيل تكون في ورطة كبيرة".
وختم بالقول إن "التجربة تقول أنه بدون إسرائيل وقدراتها الأمنية والاستخبارية، فإن السعودية ودول الخليج والولايات المتحدة ذاتها، تكون في مشكلة كبيرة، إزاء النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة، وسوق الطاقة العالمي".