هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إقرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بأن التفجيرات التي شهدتها الموصل مؤخرا وأوقعت عددا من الضحايا، لم يكن خلفها تنظيم الدولة، تساؤلات كثيرة بشأن الجهات التي تعبث بملف الأمن في المدينة.
والأسبوع الماضي، أعلن عبد المهدي، أن "أكثر التفجيرات في نينوى هي اقتصادية وسياسية، أكثر من كونها عمليات لداعش"، موجها بإغلاق "المكاتب الاقتصادية كافة بالمدينة لوجود رغبة شديدة من الجميع بتجاوز هذه المسألة حفاظا على الأمن العام".
وفي حديث لـ"عربي21" قال محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي إن "ما صرح به عادل عبد المهدي كان بناء على معلومات دقيقة وردته من قيادة العمليات ومن الجهات الأمنية أن السيارات المفخخة التي انفجرت في الموصل لم تكن من داعش، وأن الأخيرة لم تعترف بهاتين العمليتين على خلاف العمليات السابقة التي تبنتها".
اقرأ أيضا: الصدر يدعو لإنقاذ الموصل من خطر "الإرهاب والفاسدين"
وأضاف أن "نواب محافظة نينوى الذين اجتمعوا مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الأسبوع الماضي، قدموا له شرحا وافيا عن قيام كثير من الحشود الشعبية والأحزاب الشيعية بفتح مكاتب اقتصادية في الموصل، هدفها هو ابتزاز الناس وأخذ الإتاوات من الأغنياء، وكذلك وضع يدها على الأعمال التجارية والمناقصات والمزايدات الحكومية بالمدينة".
ولفت النجيفي إلى أن "رئيس الحكومة لديه رؤية واضحة الآن، وكذلك شكل مجلس النواب لجنة من الأعضاء عن محافظة نينوى لتقصي الحقائق حول ما يحدث في الموصل من تجاوزات، ونأمل أن تنتهي بكشف ما يجري".
وعن إجراءات الحكومة، قال النجيفي إن "عبد المهدي وعد أنه إذا كانت الأمور من الحشد الشعبي، فإنه قادر على إنهائها والتصرف فيها، أما إذا كانت من جهات الأخرى فيجب التحقق منها".
وأكد محافظ نينوى السابق أن "الفساد في الموصل هو العامل الأكبر الذي يضرب بالمدينة وهذه الجهات استطاعت أن تستغل هذا الفساد لصالحها".
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية هشام الهاشمي، إن الاستخبارات ودوائر المعلومات العراقية تؤكد ما ذهب له عبد المهدي، وأن هناك نسبة ليست بالقليلة من التفجيرات يقف ورائها عصابات ولوبيات الفساد التي لها أذرع بالأجهزة الأمنية وأخرى ضمن الحشود".
وأضاف لـ"عربي21" أن "المعلومات تفيد بأن الدوافع اقتصادية، وأقرب مثال لذلك مطعم أبو ليلى في الموصل فقد تم استهدافها دون أن تتبنى داعش تلك العملية، وقد أكد مقربون منه أن هناك جهة أمنية تريد منه إتاوة شهرية".
اقرأ أيضا: "الحشد" يدفع بعناصره للتظاهر بالموصل رفضا للانسحاب (صور)
يذكر أن أربعة قتلى و12 مصابا غالبيتهم من المدنيين، كانوا ضحية تفجير لم يتبنه تنظيم الدولة، استهدف مطعم أبو ليلى في الموصل، ووجهت الاتهامات لعدد من فصائل الحشد الشعبي في المدينة.
وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر قد دعا في وقت سابق من الشهر الماضي، إلى إنقاذ مدينة الموصل من خطر عودة "الإرهاب" و"نهش الفاسدين".
وقال الصدر في تغريدة على "تويتر" إن "الموصل في خطر فخلايا الإرهاب تنشط وأيادي الفاسدين تنهش. أنقذوا الموصل".
ولم يوضح الصدر أكثر بخصوص، نشاط الإرهاب في الموصل التي استعيدت من تنظيم الدولة، قبل أكثر من عام بعد سيطرة التنظيم عليها لأكثر من ثلاث سنوات.
لكن المدينة تتعرض بين مدة وأخرى إلى هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، أوقعت عددا من الضحايا العسكريين والمدنيين، حسبما ذكرت بيانات حكومية رسمية.