هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جددت الصحافة الإسرائيلية من جديد تناولها للتطبيع الجاري بين إسرائيل والدول العربية، وكان آخرها مع دولة تشاد الإسلامية في أفريقيا.
فقد ذكر آرييه ماكال، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، أن "الزيارة الأخيرة لرئيس تشاد إدريس ديبي تعيد إلى الأذهان البدايات الأولى لزيارة إسحاق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إلى أفريقيا عام 1987، وقبله رئيس الحكومة ليفي أشكول في الستينات".
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه "بعد حرب أكتوبر 1973، وتحت ضغوط عربية، تم قطع علاقات العديد من الدول الأفريقية مع إسرائيل، فيما دعا الاتحاد الأفريقي دوله للقيام بذلك، ولكن منذ منتصف الثمانينات، وبعد انسحاب إسرائيل من سيناء المصرية، بدأت العديد من الدول الأفريقية تجديد علاقاتها بنا".
وكشف ماكال، المستشار السياسي الأسبق لشامير، والسفير الإسرائيلي الأسبق في اليونان، أن "شامير وصل عام 1987 في زيارة ليلية على متن طائرة لسلاح الجو الإسرائيلي، وليس طائرة إلعال المدنية إلى مطار نيروبي عاصمة كينيا للقاء سري مع رئيسها دانيئيل موي، وتركزت مباحثاتنا معه حول تجديد العلاقات، وتقديم المساعدات الأمنية له".
وأشار، ماكال، الباحث في معهد بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية بجامعة بار-إيلان، أن "شامير وصل في المحطة الرسمية للزيارة إلى مدينة لوما عاصمة توغو، حيث التقى مع رئيسها غناسينغبا آياداما الذي حكم البلاد منذ العام 1967، وقد استقبلنا بحفاوة بالغة، واستبشر بعودة إسرائيل إلى أفريقيا".
وأوضح أن "المحطة الثانية في رحلة شامير إلى أفريقيا كانت مونروفيا عاصمة ليبيريا، والرئيس آنذاك صموئيل دان ابن 36 عاما، الذي سيطر على الحكم بانقلاب عسكري سنوات قليلة قبل ذلك، وأجرى شامير لقاء معه، وبحثا المساعدات الأمنية، فيما طلب المضيف من إسرائيل ممارسة نفوذها على واشنطن لمساعدة بلاده".
يذكر الكاتب أن "شامير انتق إلى الجارة الكاميرون، الدولة المستقرة التي ما زال يحكمها الرئيس بول بيئا، ودارت المباحثات، كما باقي الدول السابقة، عن مساعدات اقتصادية وأمنية، وتوثيق العلاقات الدبلوماسية".
ماكال كشف النقاب أن "وفدا اقتصاديا تجاريا رافق شامير في هذه الجولة السرية، واتفق مع نظرائه في تلك الدول على توثيق العلاقات الاقتصادية، والتوقيع على جملة اتفاقيات في هذا المجال، بجانب عدد من المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم تساحي هنغبي وزير التعاون الإقليمي الحالي، والإعلامي الإسرائيلي يوسي أحيمائير، وآفي بازنر السفير الإسرائيلي الأسبق في إيطاليا وفرنسا، وآفي بريمور السفير الإسرائيلي الأسبق في الاتحاد الأوروبي".
وأوضح أن "ذروة الجولة الأفريقية لشامير كانت في ساحل العاج، حيث استقبلنا الرئيس فليكس هوفوا-بواني من أهم زعماء أفريقيا في سنوات الاستقلال، حيث استقبلنا في مسقط رأسه مدينة ياموسوكورو التي تحولت للعاصمة الثانية لبلاده، وأقام فيها مطارا وعددا من القصور، ودارت مباحثات عميقة باللغة الفرنسية، حيث يتقن شامير ومضيفه هذه اللغة".
وختم بالقول إن "هذه الجولة استمرت لمدة أسبوع كامل، وجسدت اختراقا للحصار الذي كان مفروضا على علاقات الجانبين، بين إسرائيل والدول الأفريقية، وما لبثت أن مرت ثلاثون عاما حتى قام رئيس الوزراء اللاحق بنيامين نتنياهو إلى أفريقيا في 2016، ويبدو أن جولة شامير الأولى أثمرت مع وصول رئيس تشاد لإسرائيل عبر زيارته الرسمية".