هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلقت، الخميس، جولة المشاورات بين أطراف الأزمة اليمنية في السويد برعاية الأمم المتحدة، بعد تأجيل لمدة ساعتين.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارغو فالستروم خلال افتتاحها جلسة المشاورات إنه "يجب علينا وقف الكارثة الإنسانية في اليمن"، حاثة جميع الأطراف اليمنية على "إجراء محادثات بناءة".
من جهته، قال المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث: "اليوم تستأنف العملية السياسية لأول مرة منذ عامين"، لافتا إلى أنه "ندرك أن هناك قرارات صعبة اتخذت من أجل حضور الأطراف للمشاركة في المشاورات".
وأضاف أن "الطرفان اتخذا خلال الأسابيع الماضية خطوات للتخفيف من التصعيد العسكري، وتم التوقيع على اتفاق لتبادل الأسرى والمعتقلين والمحتجزين بين طرفي الأزمة".
وأوضح غريفيث: "سنسعى خلال المشاورات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه والبناء عليه".
وبين أن "الوضع اليائس الذي يواجهه الشعب اليمني يشمل حدوث مجاعة وتدهور الوضع الاقتصادي، وسنسعى لاتفاق يقوم على مبادرة مجلس التعاون والحوار الوطني وقرار مجلس الأمن".
وأعرب غريفيث عن أمله بأن يتم خلال الأيام المقبلة أن يتم حل عديد من مشاكل تخفيف المعاناة اليمنيين، وذلك سيجري بحث مشكلة مطار صنعاء خلال المشاورات".
وكان مصدر في المشاورات اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بالسويد، قال إن جلسة الافتتاح بين الطرفين تأجلت ساعتين بسبب الوفد الحوثي.
وذكر عضو في الفريق الحكومي بالمشاورات مفضلا عدم ذكر اسمه، لـ"الأناضول"، أن وفد الحوثيين أصر على الحضور بـ21 شخصا، وهو عدد زائد عما حدده المبعوث الأممي مارتن غريفيث والذي التزم به الفريق الحكومي والمحدد بـ12 مفاوضا، و3 من السكرتارية.
وأضاف أن إصرار الحوثيين تسبب في تأجيل انعقاد الجلسة الافتتاحية.
وذكر المصدر إن الحوثيين قبلوا في النهاية بتمثيلهم بـ12 مفاوضا، وإنه من المقرر أن تبدأ الجلسة الافتتاحية عند الساعة الـ11 بتوقيت السويد، بعد أن كان من المقرر لها أن تنطلق عند الساعة الـ9.
وطالبت الحكومة اليمنية، الخميس، بانسحاب كامل للمتمردين اليمنيين من ميناء الحديدة في غرب البلاد، وذلك قبل ساعتين من بدء محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في السويد.
ونقلت وزارة الخارجية اليمنية عن وزير الخارجية خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده إلى المحادثات حول النزاع اليمني التي تبدأ اليوم في السويد، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنه "طالب بخروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية"، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.
اقرأ أيضا: وفد الحكومة اليمنية إلى السويد للمشاركة في المحادثات
من جهته، هدد المسؤول السياسي في حركة المتمردين اليمنيين محمد علي الحوثي بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة في حال عدم توصل المحادثات التي تبدأ الخميس في السويد الى قرار بفتح المطار أمام الطيران المدني.
وكتب الحوثي في تغريدة على موقع "تويتر"، "إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران".
وتجرى في السويد، الخميس، محادثات السلام بين الأطراف اليمنية، لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو أربع سنوات، وذلك برعاية الأمم المتحدة.
وغادر وفد الحكومة اليمنية، صباح الأربعاء، الرياض، متوجها إلى السويد، حيث سيشارك في محادثات السلام مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة.
جاء ذلك وفق ما أكدته "مصادر قريبة من الوفد"، بحسب الوكالة الفرنسية.
ويأتي خروج الوفد الحكومي، بعد يوم من مغادرة وفد الحوثيين العاصمة اليمنية صنعاء إلى السويد، برفقة المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
ولم تعلن الأمم المتحدة بعد رسميا موعدا لبدء المحادثات، إلا أن وكالة "رويترز"، نقلت عن "مصادر مطلعة"، قولها، إن المحادثات قد تبدأ الأربعاء، نتيجة مساعي المبعوث الأممي، الذي كثف تحركاته في المدة الأخيرة، بهدف عدم تكرار مصير جولة سابقة انهارت في أيلول/ سبتمبر الماضي بسبب عدم حضور الحوثيين.
ووصول الوفد الحكومي إلى السويد يعني خطوة كبيرة نحو نجاح المحادثات، إذ إن المفاوضات الأخيرة منيت بالفشل بعد عدم تمكن جميع الوفود من الحضور، لاسيما وفد الحوثيين بسبب عدم تلبية شروطهم، أهمها تأمين سلامة ذهابهم وعودتهم، ونقل جرحى للعلاج في سلطنة عمان.
وتأتي مشاركة وفد الحوثيين هذه المرة، بعد يوم من توقيع قوات التحالف العربي على اتفاق برعاية الأمم المتحدة لحل ملف الأسرى والمعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين، وفق ما أكده رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في جماعة أنصار الله "الحوثي" عبد القادر المرتضى.
ومن جانبها، رحبت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء الثلاثاء، بمشاورات السلام اليمنية المرتقبة في السويد ، داعية جميع الأطراف إلى الانخراط فيها بشكل كامل، ووقف المعارك.
اقرأ أيضا: الحوثي: شروط التحالف قبل المفاوضات تجهض السلام باليمن
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، في بيان لها "ليست لدينا أوهام، ونعلم أن هذه العملية لن تكون سهلة، لكننا نرحب بهذه الخطوة الأولى الضرورية والحيوية".
وتابعت قائلة "الولايات المتحدة تدعو كافة الأطراف لأن تكون صادقة وواقعية، وتبتعد عن العداوات المستمرة".
وشددت ناورت على دعم بلادها الكامل للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، لقيامه بجمع كافة أطراف الصراع اليمني على طاولة المفاوضات.
ومنذ نحو 4 أعوام، يشهد اليمن حربا بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وبين مسلحي "الحوثي"، المتهمين بتلقي دعم إيراني، من جهة أخرى، ويسيطرون على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.