هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يثير إعلان التحالف الدولي طرد تنظيم الدولة من "هجين" أكبر بلدات الجيب الأخير الذي يسيطر عليه في ريف دير الزور شرق سوريا، أسئلة حول ما تبقى من خيارات أمام التنظيم، ووجهته القادمة المتوقعة بعد تضييق الخناق عليه، واحتدام المعارك والتي ستعجل بطرده من المنطقة بشكل نهائي بحسب خبراء.
وأعلن التحالف الدولي الجمعة، أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من السيطرة على بلدة هجين أكبر بلدات الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة في شرق سوريا.
وتسعى قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن إلى إنهاء وجود التنظيم في شرق سوريا.
وتقود هذه القوات منذ العاشر من أيلول/ سبتمبر هجوما لطرد تنظيم الدولة من الجيب الأخير الواقع في ريف دير الزور الشرقي بمحاذاة الحدود العراقية، والذي يدافع التنظيم عنه بشراسة.
وسيطرت "قسد" على مدينة هجين بالإضافة إلى 90 من أحياء المدينة، فيما ما زالت تخوض اشتباكات عنيفة في أحياء حي تل حليم وأبو حسن الواقعة شرق المدينة.
ولا يزال التنظيم يسيطر على غالبية الجيب الأخير الذي يتضمن قرى عدة أبرزها السوسة والشعفة ويتحصن فيه نحو 2000 مقاتل من تنظيم داعش، ويرجح أن العدد الأكبر من هؤلاء هم من الأجانب والعرب بحسب التحالف الدولي.
الخبير العسكري أحمد الحمادي قال، إن هزيمة التنظيم من آخر معاقله في ريف دير الزور في الشرق السوري، مسألة وقت وهي حتمية، لأن الجيب محاصر، ويقاتل فيه عدد محدود من العناصر، وسط إمدادات مقطوعة تقريبا، وامكانيات مادية نادرة.
وتوقع الحمادي في حديث لـ"عربي21"، أن يتوجه من تبقى من عناصر التنظيم إلى البادية السورية التي ما زالت فيها جيوب صغيرة نشطة لتنظيم الدولة، لكنه ربط ذلك حصرا باتفاق أو صفقة مع التحالف أو قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على الأرض.
واسبعد الخبير العسكري التوصل إلى اتفاق أو أي صفقة من هذا النوع معللا بقوله: "لا أتوقع أن الروس سيسمحون بخروج مقاتلي التنظيم، لأن ذلك سيشكل قلقا للنشاط الروسي في تلك المنطقة، ومن شأنه أن يعطي فرصة لعودة نشاط التنظيم في البادية". وتابع: "ولذلك فإن المصير المحتوم لمقاتلي التنظيم إما أسرى، أو قتلى، أو هروب فردي للعناصر".
اقرأ أيضا: هروب تنظيم الدولة من آخر معاقله في شرق سوريا
وفي تقييمه لسير المعارك هناك قال: "للأسف الشديد ضربات التحالف تؤذي المدنيين بشكل كبير ويسقط عدد كبير منهم هناك، وهناك مجازر ارتكبت ضد المدنيين وحتى الان اكثر من 1200 سقطوا بفعل العمليات".
أما بالنسبة للأعمال العسكرية الأخرى فوصفها الحمادي بالبطيئة، كون التنظيم يدافع عن آخر مواقعه بشراسة، وينفذ كمائن وعمليات إغارة في محاولة لاستزاف خصمه، "ولكن المعارك هناك شبه منتهية".
ولفت الحمادي أن التنظيم لا زال يناور في مساحة لا تقل عن 300 كيلو متر، وتمتد من بلدة هجين، حتى الباغوز قرب الحدود العراقية". وهي مساحة تحتاج لجهد ووقت كي يطرد التنظيم منها.
من جهته قال الخبير العسكري أديب عليوي إن التحالف الدولي لا زال يماطل في القضاء على تنظيم الدولة، ويحاول إطالة أمد بقائه في سوريا لأهداف سياسية.
ولفت الخبير العسكري في حديث لـ"عربي21" أن التحالف بكل الامكانيات التي لديه وعشرات آلاف من المقاتلين المتحالفين معه على الأرض كان يستطيع القضاء على التنظيم منذ ثلاثة شهور مضت أي مع بدء انطلاق العمليات ضده في الشرق، خاصة مع ضعف إمكانياته وقلة أعداده، وانقطاع الدعم عنه.
ورأى الخبيرالعسكري أن وجهة التنظيم الوحيدة هي نحو الجنوب أي باتجاه البادية، لافتا إلى صعوبة دخوله الحدود العراقية بسبب الصحراء الممتدة هناك، والحشود العسكرية المرابطة في الجانب العراقي.
اقرأ أيضا: تقرير أممي: هجمات التحالف تقتل 57 مدنيا بسوريا في نوفمبر
واستعبد أن يتوصل التنظيم والتحالف إلى أي من أشكال الاتفاق لانسحاب مقاتليه من المنطقة، خاصة مع عدم وجود أوراق قوة لديه، كأسرى من قسد مثلا أو أي أوراق أخرى، مشيرا إلى أن مقاتلي التنظيم يفكرون الآن في طريقة للانسحاب من المنطقة بأقل خسائر ممكنة.