نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها مارتن شولوف، تتساءل فيه عما إذا كان
تنظيم الدولة قد هزم في
سوريا أم لا.
ويبدأ شولوف تقريره، الذي ترجمته "
عربي21"، بالإشارة إلى ما قاله الرئيس دونالد
ترامب: "لقد هزمنا تنظيم الدولة.. وهو السبب الرئيسي وراء كوني هناك في رئاسة ترامب"، ويعلق الكاتب متسائلا: "لكن هل الرئيس محق في كلامه؟ فالحرب ضد التنظيم تبدو جيدة على الخريطة، لكن المعركة الحاسمة لم تحدث بعد".
ويشير التقرير إلى أن الجماعة الإرهابية خسرت 95% من الأراضي التي سيطرت عليها في عام 2014، وعادت القوة الضخمة، التي هددت بتمزيق المنطقة، إلى ما بدأت منه، في منطقة صغيرة تمتد على وادي الفرات بين العراق وسوريا.
وتفيد الصحيفة بأن القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة خاضت في هذه المنطقة معارك مع من بقي من متطرفي التنظيم المتشددين، الذين اختبأوا في القرى والبلدات القريبة من دير الزور.
ويلفت الكاتب إلى أن هناك حوالي 2500 من مقاتلي التنظيم الناجين تفرقوا بين شرق البلاد وغربها، وبين هذه المناطق دمار شامل، مستدركا بأن التنظيم يحتفظ بالقدرة على إحداث دمار شامل، خاصة لو تحرر من المصيدة التي وقع فيها.
وينوه التقرير إلى أن
الأكراد، الذين سلحتهم أمريكا ودربتهم، تحملوا العبء الأكبر من القتال، وقد خسرت القوات التي أطلقت عليها الولايات المتحدة "قوات سوريا الديمقراطية"، 1500 من مقاتليها في الحملة التي استمرت لأربعة أعوام، مشيرا إلى أن الأكراد كانوا يعتقدون أنهم سيحتفظون بورقة نفوذ مع الولايات المتحدة وتحالف معها في مرحلة ما بعد الحرب، ما يضمن استقلالية لهم في منطقتهم.
وتستدرك الصحيفة بأن
تركيا، التي تدخلت لمنع الأكراد من السيطرة على بلدة عفرين في شمال غرب سوريا، حققت ما تريد دون تدخل من الولايات المتحدة، التي قدمت علاقاتها مع تركيا على الأكراد، وكان هذا إشارة إلى الأمور القادمة، وهو ما جعل الأكراد يعبرون عن قلقهم لا فخرهم بهذه العلاقة، وكانوا يعتقدون أن الانتصار على تنظيم الدولة مهم، ويمكن أن يقنع الأمريكيين بالبقاء لوقت أطول.
ويرى شولوف أن "قرار ترامب المفاجئ يعد خيانة صارخة للأكراد، ما يعني أن الولايات المتحدة ستبحث عن حليف جديد لو عادت لاستكمال المهمة، وستعطي تركيا اليد الحرة للهجوم على عدوها، وفرض إرادتها على المنطقة".
وبحسب التقرير، فإن الهجمات على القوات الأمنية العراقية زادت في وسط العراق، فيما زاد القناصة والسيارات المفخخة في الرقة، وحدث هجوم قبل ساعات من تغريدة ترامب "المهمة أنجزت"، التي ذكرت بصورة جورج دبليو بوش عام 2003 في العراق.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول إن "الخروج الآن هو هدية لتنظيم الدولة، وحتى دون الانسحاب فإن التنظيم كان سيواصل المقاومة لعدة أشهر؛ نظرا لقدراته التنظيمية، وبخروج عدوه الضارب فإن تنظيم الدولة ولد من جديد".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)