هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علمت "عربي21" من مصادر سياسية خاصة، السبت، أن خلافات حادة يشهدها تحالف المحور الوطني (السني) قد تحدث انشقاقا كبيرا، وقد تصاعدت مؤخرا بشكل كبير بعد الإخفاق في تمرير مرشح وزارة التربية.
وقالت المصادر إن "كتلتي المشروع العربي بزعامة خميس الخنجر، والجماهير العراقية برئاسة أحمد الجبوري (أبي مازن)، يعتزمان الانشقاق عن تحالف المحور، بعد شعورهما بالتهميش والخذلان من أطراف تستأثر بالقرار داخل التحالف".
وأكدت أن "الأيام المقبلة، قد تشهد تفتت أكبر كتلة سنية بالبرلمان تمثل المكون السني، على خلفية استئثار حزب الحل بزعامة جمال الكربولي، بالقرار السياسي داخل تحالف المحور، وتهميش الخنجر وأبي مازن".
اقرأ أيضا: برلمان العراق يمنح الثقة لثلاثة وزراء من أصل ثمانية مؤجلين
"خذلان وتفرد بالقيادة"
من جهتها، قالت النائبة عن حزب المشروع العربي، ناهدة الدايني، إن "كل الأحزاب تحدث فيها خلافات داخلية، والكل يعلم أن خميس الخنجر هو من أسس تحالف المحور ويمتلك علاقات داخلية وخارجية".
وأضافت في حديث لـ"عربي21" أن "هناك من يحاول أن يتزعم التحالف ويستفرد بالقيادة، والطعن بشرعية وجود الخنجر كأحد قيادات المحور الوطني".
وأعربت عن اعتقادها بأن "هذه الخلافات لا تؤثر على وحدة تحالف المحور ونتمنى حسمها"، رافضة في الوقت ذاته "أن تستأثر جهة واحدة بالقرار داخل التحالف، وطالبنا بأن تكون هناك مركزية للعمل ونظام داخلي، لكن بعد أن أخذ البعض استحقاقه من الوزارات فإنه يحاول مصادرة استحقاق الآخرين".
واتهمت الدايني "جزءا من تحالف المحور مع آخرين من كتلة البناء، بخذلان حزب المشروع العربي في عدم حصول مرشحنا لوزارة التربية على الأصوات الكافية في البرلمان، باتفاق مع الكيانات الأخرى".
ولم يمنح البرلمان العراقي في جلسته الثلاثاء الماضي، الثقة للمرشحة لحقيبة وزارة التربية، عن المشروع العربي، بعد تمرير وزراء التخطيط والتعليم العالي والثقافة.
وتمنت النائبة أن "لا تصل الأمور إلى الانشقاق، لأننا كنا نسعى إلى إنشاء كتلة سنية كبيرة داخل البرلمان لا تتبع لتحالفي البناء والإصلاح، لأننا في داخل تحالف المحور نشكل 25 نائبا مع كتلة النائب أحمد الجبوري (أبي مازن)، وانسحابنا في المحور سيؤثر بشكل كبير على وحدة السنة لأننا في بداية الطريق".
اقرأ أيضا: خلافات سُنية حادة وحراك للإطاحة برئيس البرلمان العراقي
ولفتت إلى أن "الكتلة السنية كانت في دورات سابقة تمتلك مئة نائب ثم نزلت إلى 75 نائبا، وفي الدورة الحالية وصلنا إلى 50 لو استثنينا النواب السنة الذين دخلوا مع قوائم شيعية، لذلك فإن الانشقاق سيؤثر على مناطقنا التي تحررت من تنظيم الدولة، وهم ينتظرون منا الكثير بسبب خراب المدن".
وبخصوص وزارة الدفاع، قالت الدايني إن "وزارة الدفاع هي من استحقاق كتلة إياد علاي، لكن يجب أن يكون مقبولا من تحالف المحور على اعتبار أن هذه الوزارة الأمنية الحساسة هي من حصة المكون السني".
وكان رئيس كتلة حزب الحل البرلمانية المنضوية بتحالف المحور، محمد الكربولي، قد قال في تصريح، أمس الجمعة، إن "وزارة الدفاع من حصة المحور وهو الذي سيدفع بشخصية لهذا المنصب".
تحرك للإطاحة بالحلبوسي
وعلى الصعيد ذاته، غرد النائب السابق مشعان الجبوري على حسابه في "تويتر" قائلا إن "تحالف المحور انشق إلى مجموعتين؛ واحدة تضم الخنجر وأبا مازن، والأخرى تضم محمد الحلبوسي (رئيس البرلمان) والكرابلة (حزب الحل)".
اقرأ أيضا: رئيس برلمان العراق "يخذل" محافظات السُنة بأول اختبار له
وأضاف أن "المجموعة الأولى بدأت بالتحرك لتقديم مرشح بديل لرئاسة مجلس النواب وأخذت تسرب معلومات عن ما جرى بين الحلبوسي ومسؤولين سعوديين التقاهم بعيداً عن أعين الوفد المرافق".
وكان رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي قد أجرى الأسبوع الماضي، زيارة إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها بالملك سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير.
وتجدر الإشارة إلى أن الكتل السياسية السنية انقسمت إلى قسمين، القسم الأكبر منهم ذهب مع تحالف البناء (يضم هادي العامري ونوري المالكي)، والقسم الآخر ائتلف مع تحالف الإصلاح (يدعمه مقتدى الصدر) ويضم حيدر العبادي وعمار الحكيم.