نشر موقع "سبورتس كيدا" تقريرا سلط من خلاله الضوء على لاعبي
كرة القدم الذين لا يحظون بالتقدير الإعلامي الكافي على الرغم من مجهوداتهم الجبارة على أرضية الملعب وتضحياتهم الجسيمة من أجل مصلحة فرقهم.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن كرة القدم رياضة جماعية بامتياز، لكن نادرا ما نشهد الإشادة بلاعبي فريق ما بشكل متساو. فأحيانا يحظى بعض
اللاعبين بالاهتمام الإعلامي دون سواهم، وهو ما يتسبب في تهميش بقية لاعبي الفريق. وانطلاقا من احترافيتهم منقطعة النظير، يختار بعض اللاعبين البقاء بعيدا عن الأضواء بملء إرادتهم ولا يسعون لافتعال المشاكل وإثارة ضجة إعلامية، وهو ما يجعلهم بمنأى عن الاهتمام الإعلامي.
وذكر الموقع الظهير الأيمن لنادي تشيلسي الإنجليزي،
سيزار أزبيليكويتا، الذي دأب على تأدية مهامه الدفاعية والهجومية على أكمل وجه منذ انتقاله إلى النادي اللندني سنة 2012. وعلى الرغم من انتقاله كبديل للاعب الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش، وجد المدافع الإسباني الشاب لنفسه مكانا داخل التشكيلة الأساسية للبلوز، خاصة مع مورينيو الذي اعتاد توظيفه في مركز الظهير الأيسر.
ومنذ رحيل إيفانوفيتش، تمكن أزبيليكويتا من خطف أنظار مشجعي فريقه وإقناع المدربين الذين قدموا إلى ملعب الستامفورد بريدج بمهاراته وجدوى إشراكه كلاعب أساسي، ليتوج استمراريته غير المعهودة بحصوله على جائزة أفضل لاعب في نادي تشيلسي لموسم 2013/2012 وسط كوكبة من النجوم. ويطمح هذا اللاعب البالغ من العمر 29 سنة إلى مزيد تحسين مستواه ونقل نجاحاته مع النادي اللندني إلى المنتخب الإسباني والظفر بمقعد أساسي.
وأورد الموقع أن الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس يتعرض لتهميش منقطع النظير من طرف إدارة نادي
ريال مدريد والإعلام الإسباني على حد السواء، لاسيما بعد قدوم الحارس البلجيكي تيبو كورتوا في بداية الموسم الحالي. وعقب تألقه في مونديال 2014، جذب كيلور أنظار النادي الملكي الذي ارتأى التعاقد معه ليحل محل الحارس الإسباني المخضرم إيكر كاسياس.
ولطالما فضل كيلور نافاس البقاء بعيدا عن الأضواء وعدم الدخول في مناوشات مع اللاعبين الآخرين أو الدخول في مشاكل معهم، لاسيما عندما أراد النادي الملكي بيعه إلى مانشستر يونايتد في إطار صفقة تبادلية بين الفريقين سنة 2015. ومنذ ذلك الحين، أصبح الكوستاريكي حارس ريال مدريد الأول وأحد أعمدة هيمنته الأوروبية التي استمرت لثلاث سنوات متتالية، عزز بفضلها الملوك خزانة ألقابهم بالبطولات المحلية والقارية واستمر خلالها نافاس في الدفاع عن العرين الملكي دون تذمر.
وتحدث الموقع عن اللاعب الإنجليزي المخضرم جيمس ميلنر، الذي لا يكل ولا يمل من بذل مجهوداته من أجل مصلحة الفريق. وفي عالم الأضواء والشهرة ومواقع التواصل الاجتماعي، يمثل ميلنر نموذج لاعب كرة القدم المثالي، الذي لا يلقي بالا للأضواء ولا يمانع بالجلوس على دكة البدلاء وتقديم أدائه المعتاد كلما تسنت له الفرصة لمساعدة فريقه.
كما أن ميلر لا يتحدث كثيرا إلى وسائل الإعلام، لكن إنجازاته تتحدث عنه، وذلك عقب تمكنه من تقديم تسع تمريرات حاسمة خلال النسخة السابقة من دوري أبطال أوروبا، ليصبح بذلك أول لاعب يصل إلى هذا الرقم في تاريخ المسابقة. ويبدو أن هذا اللاعب البالغ من العمر 32 سنة لا ينوي الإبطاء من سرعته في الوقت الحالي، مستغلا بذلك لياقته المثيرة للإعجاب لتطبيق أفكار مدربه ومساعدة فريقه على تحقيق الانتصارات.
وأفاد الموقع بأن المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش لم ينل حقه من الاهتمام الإعلامي على الرغم من لعبه لصالح عدة فرق بارزة مثل بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد ويوفنتوس. ودائما ما كان للجناح الكرواتي تأثير كبير في الملعب، وكانت أفضل مواسمه الكروية رفقة نادي بايرن ميونيخ في موسم 2013/2012، عقب تمكنه من تسجيل 22 هدفا.
وعلى الرغم من اعتماد المدرب الإيطالي ماسيميليانو أليغري على ماندزوكيتش في مراكز متعددة في الملعب، إلا أنه دائما ما ينفذ المطلوب منه، ناهيك عن كونه لاعبا لا يمكن الاستغناء عنه في تشكيلة السيدة العجوز. ويبدو أن المهاجم الأشقر تمكن من إيجاد حل لسرعته المحدودة في الملعب ليعوضها بقوته في الصراعات الهوائية التي لطالما أسفرت عن أهداف رأسية حاسمة.
وبين الموقع أن متوسط الميدان الفرنسي بليز ماتويدي قد أعاد اكتشاف نفسه واستعاد مستواه بشكل تدريجي منذ انتقاله إلى صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي. ومن المرجح أن ماتويدي يعد أحد أكثر لاعبي الوسط المهمشين إعلاميا في عالم كرة القدم، على الرغم من أنه قادر على الربط بين الخطوط والقيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه.
ونوه الموقع بأن وسائل الإعلام عمدت إلى مدح نغولو كانتي وبول بوغبا وأنطوان غريزمان وكيليان مبابي نظير مساهمتهم الجبارة في فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم لسنة 2018، لكنها تناست الدور الذي لعبه ماتويدي، فضلا عن عرقلاته الناجحة وضغطه المستمر على لاعبي الفريق الخصم، الذي جعل تحقيق مثل هذا الإنجاز ممكنا.