هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيزافيسمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلق بسحب قواته، واستقالة وزير دفاعه جيمس ماتيس من منصبه، الأمر الذي أتاح الفرصة للقيادة التركية لشن عمليات جديدة ضد وحدات حماية الشعب.
وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اعتزام تركيا تنفيذ عمليات جديدة ضد الأكراد، يتجلى من خلال تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إضافة إلى بعض التقارير التي تفيد بتمركز القوات الموالية لتركيا قرب مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة الأكراد.
ونقلت الصحيفة عن وكالة "الأناضول" التركية أن فصائل من الجيش السوري الحر، الموالية لأنقرة بدأت تتركز بالقرب من مدينة منبج. علاوة على ذلك، وضحت الوكالة أن نشاط تشكيلات المعارضة يندرج ضمن إطار عملية درع الفرات، التي أطلقتها أنقرة في وقت سابق، والتي أدت إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح في شمال غرب سوريا.
اقرأ أيضا: وزير الدفاع التركي: الخطة جاهزة لتنفيذ عملية شرق الفرات
وذكرت "الأناضول" أنه "في الوقت الراهن يم إرسال الأسلحة الثقيلة والمدرعات إلى مدينة منبج، حيث سيتعين على وحدات الجيش السوري الحر لعب دور مهم في تنفيذ العملية العسكرية ضد وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية. في الواقع، تتركز أطراف المعارضة الموالية لتركيا بالقرب من مواقع القوات الكردية، داخل الأراضي التي سيطرت عليها تركيا خلال عملياتها السابقة".
وأوردت الصحيفة تصريح الرئيس التركي الذي أدلى به في أنقرة، أن "تركيا تعتبر أمن العرب وأكراد سوريا جزءا لا يتجزأ من مصالحها الوطنية. ويكمن السبب الرئيسي لتواجد تركيا في سوريا في رغبة تركيا في إعادة الحرية للأكراد".
وفي الواقع، يحاول أردوغان ومن خلال الإدلاء بهذا النوع من التصريحات، الحد من حجم الاتهامات الموجهة لتركيا، بشأن اضطهادها لممثلين عن المجموعة العرقية الكردية.
وذكرت الصحيفة أن أردوغان دافع عن التركمان الذين يعيشون داخل بعض المناطق السورية، مؤكدا أن أنقرة مستعدة للدفاع عنهم.
والجدير بالذكر أنه في منتصف كانون الأول/ديسمبر، أفاد أردوغان بأن القوات المسلحة التركية ستدخل مدينة منبج في حال لم تغادر الوحدات الكردية المدينة. في وقت سابق، أجرت تركيا عمليتين، وهما "درع الفرات" و"فرع الزيتون"، مما سمح لها بالحصول على موطئ قدم في شمال غرب سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن قرار ترامب الذي يقضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا عزز عزم الرئيس التركي على تنفيذ العمليات العسكرية ضد الأكراد. وفي تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر"، قال ترامب: "أبلغني الرئيس التركي أنه سيقضي على ما تبقى من تنظيم الدولة، إنه رجل جدير بهذه المهمة. كنتيجة لذلك، ستعود جيوشنا إلى بلادنا".
وعلى صعيد آخر، يرى خبراء أن وجود المستشارين العسكريين في شمال شرق سوريا يساعد على احتواء النفوذ الإيراني في سوريا.
وأوردت أن مصير شمال شرق سوريا يثير قلق الجانب الروسي. وفي هذا الصدد، تحدث نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، الاثنين الماضي، مع سفير تركيا في روسيا حسين لازيب ديريوس، عن العمل المشترك لتحقيق التسوية السياسية في سوريا ضمن إطار مفاوضات أستانا.
والجدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن وفدا من قوات سوريا الديمقراطية (تحالف متعدد الجنسيات يتكون بالأساس من الأكراد)، وصل إلى روسيا خلال نهاية الأسبوع الماضي. ووفقا لبعض البيانات، ناقش الجانب الروسي وقوات سوريا الديمقراطية مستقبل منطقة الفرات.
ومن جهتها، تتمسك روسيا بفكرة ضرورة سيطرة الجيش التابع للحكومة السورية على المنطقة. في المقابل، ووفقا لما ذكره مرصد حقوق الإنسان السوري، ترحب قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة الجيش السوري لها في حماية منطقة الفرات، رافضة دخول المليشيات الشيعية إلى بعض المناطق.
وذكرت الصحيفة، أن تركيا تعتزم السيطرة على جميع الحدود السورية المتاخمة لتركيا، وذلك وفقا لما صرح به خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، تيمور أخميتوف في محادثة جمعته مع صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية.
اقرأ أيضا: هل يشكل انسحاب أمريكا من سوريا ورقة قوة أم أزمة لأنقرة؟
وقد أفاد أخميتوف قائلا: "من غير المرجح أن تحاول تركيا السيطرة على كامل شمال شرق سوريا، حيث تسعى إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح على كامل الحدود. وفي حال انسحبت القوات الأمريكية بالفعل، يمكن للجيش السوري السيطرة على بقية المناطق".
وأضاف قائلا: "ستراقب روسيا الوضع دون تدخل ملحوظ، وستشرح أولوياتها وموقفها لجميع الأطراف. وعلى أية حال، يجب أن يقدم الأكراد من تلقاء أنفسهم مبادرة تقضي بدخول القوات الحكومية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. علاوة على ذلك، لا بد من أخذ مخاوف تركيا بعين الاعتبار".
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن الولايات المتحدة ستسحب قواتها تدريجيا بالتنسيق مع تركيا، حيث لا ترغب واشنطن في ترك مكانها شاغرا هناك، بل ستنقل حضانة شمال سوريا إلى شريكها في حلف الناتو، تركيا، وذلك بحسب ما توصل إليه الخبير في مجلس الشؤون الروسية الدولية، كيريل سيمينوف.